قالت النرويج، اليوم الجمعة، إنها ستمنح 275 مليون كرونة (26 مليون دولار) هذا العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، مع احتمال زيادة هذا المبلغ إذا اقتضت الحاجة، وذلك بعد أيام من تحذير "أونروا" من أنها قد توقف جميع أنشطتها بحلول نهاية فبراير/شباط.
ويمكن للمساعدات النرويجية أن تساعد على استمرار وكالة الغوث في عملها لبعض الوقت، رغم قطع التمويل عنها من العديد من الدول، رغم أن سلطات الاحتلال تفرض قيودا تمنع وصول الأغذية إلى أكثر من مليون فلسطيني في غزة، وفقاً لما نقلته وكالة أسوشييتد برس اليوم الجمعة.
وأوقف العديد من الدول، ومنها الولايات المتحدة وبريطانيا، تمويل "أونروا" بعد اتهامات من دولة الاحتلال، الشهر الماضي، بأن بعض موظفيها متورطون في الهجوم الذي شنته المقاومة الإسلامية على المستوطنين في منطقة غلاف غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وتحافظ النرويج، وهي واحدة من أكبر المانحين للوكالة التابعة للأمم المتحدة، على تمويلها.
وقالت "أونروا" في الأول من فبراير/شباط إنها قد تضطر إلى وقف عملياتها في كامل الشرق الأوسط، وليس فقط في غزة، بحلول نهاية الشهر الجاري، في حال استمرار تعليق التمويل.
وقالت أوسلو، يوم الأربعاء، إنها تعتزم تقديم 275 مليون كرونة إلى "أونروا". وقالت وزارة الخارجية، اليوم الجمعة، إن هذا المبلغ يغطي مساهمة البلاد السنوية المنتظمة لـ"أونروا"، وقد تُدفع مبالغ إضافية.
وقال متحدثة باسم وزارة الخارجية: "بسبب الكارثة الإنسانية في غزة، قد تمنح النرويج أونروا أموالا إضافية على مدار العام".
وأضافت أن النرويج أرسلت 470.5 مليون كرونة لـ"أونروا" العام الماضي، موضحة أن "هذا المبلغ ينطوي على تمويل إضافي بعد نشوب الحرب في أكتوبر/تشرين الأول".
وقال وزير الخارجية إسبن بارت أيده، في بيان يوم الأربعاء: "هناك نقص في جميع المواد الأساسية ويواجه الناس تهديدات يومية لحياتهم وسلامتهم. أونروا هي العمود الفقري للجهود الإنسانية في غزة".
وقالت أوسلو، في 31 يناير/كانون الثاني، إنها تحث الدول التي قطعت تمويلها على النظر بعين الاعتبار إلى عواقب قرارها على السكان في غزة، إذ إن "أونروا" هي المنظمة الرئيسية التي تقدم مساعدات للفلسطينيين.
وفرضت إسرائيل قيودا مالية على "أونروا" التي توفر المساعدات في قطاع غزة، وهو إجراء يمنع شحن غذاء لنحو 1.1 مليون فلسطيني ووصوله إلى القطاع الذي دمرته الحرب، حسب ما قال مدير الوكالة الجمعة.
وعمقت القيود الأزمة بين إسرائيل و"أونروا"، التي تهددت عملياتها بعد اتهامات من دولة الاحتلال بمشاركة بعض العاملين فيها في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، الذي شن جيش الاحتلال بعده الحرب على غزة.
وصرح فيليب لازاريني، المفوض العام للوكالة، الجمعة، بأن قافلة غذاء تبرعت بها تركيا قابعة منذ أسابيع عند مدينة أسدود الإسرائيلية. وقالت الوكالة إن المتعهد الإسرائيلي الذي يعملون معه تلقى اتصالا من سلطات الجمارك الإسرائيلية "يأمر بعدم تمرير أي بضائع لأونروا".
ويعني المنع أن 1049 حاوية شحن تضم الأرز والدقيق والحمص والسكر وزيت الطهي، أي ما يكفي لإطعام 1.1 مليون شخص مدة شهر، تظل عالقة، بالرغم من أن ما يقدر بنحو 25% من الأسر في غزة تواجه جوعا كارثيا.
وحذر برنامج الأغذية العالمي، الجمعة، من أن تنزلق غزة في هاوية المجاعة بحلول مايو/ أيار. ويعرف البرنامج المجاعة بأنها معاناة 30% من الأطفال من سوء التغذية، ومواجهة خمس الأسر نقصا غذائيا حادا، ووفاة اثنين من كل 10 آلاف شخص جراء الجوع أو سوء التغذية.
ولطالما انتقدت إسرائيل "أونروا" واتهمتها بالتسامح، بل ربما التواطؤ مع المقاومة الفلسطينية، ما أدى لتفاقم أزمة اللاجئين الفلسطينيين.
وتنكر "أونروا"، التي تخدم نحو 6 ملايين فلسطيني نزحت عائلاتهم خلال حرب قيام دولة الاحتلال في 1948، هذه الاتهامات.
وقالت جولييت توما، مديرة الاتصالات في الوكالة، إن الحساب المصرفي لـ"أونروا" لدى بنك لئومي، الذي فتحته منذ عقود، جُمّد هذا الأسبوع.
إضافة إلى ذلك، قالت جولييت إن سلطات الجمارك الإسرائيلية أخطرت الوكالة بأن "أونروا" لن تُمنح إعفاءات ضريبية بعد الآن.
وكتب وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش في موقع إكس، يوم الخميس، أن "دولة إسرائيل لن تمنح مزايا ضريبية لمساعدي الإرهابيين".
وتمكنت الوكالة من إعادة توجيه شحنات المساعدات الأخرى عبر بورسعيد في مصر، لكن لازاريني حذر، يوم الجمعة، من أن هذا التعطيل يعني المزيد من الصعوبات في المهمة الصعبة بالفعل، والمتمثلة في توصيل وتوزيع المساعدات في غزة.
وتسببت الحرب في نزوح نحو 80% من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
و"أونروا" هي مزود المساعدات الرئيسي للفلسطينيين في غزة، لكن القصف الإسرائيلي والحرب التي تشنها إسرائيل على القطاع جعلا معظم أراضيه شديدة الخطورة بالنسبة لمرور قوافل المساعدات.
وباتت الوكالة عاجزة عن توصيل المساعدات إلى نحو 300 ألف فلسطيني يقدر أنهم ما زالوا في النصف الشمالي من غزة، حيث يقول برنامج الأغذية العالمي إن انعدام الأمن الغذائي يعد الأسوأ.
وقال لازاريني إن الجهود ركزت بدلا من ذلك على 1.3 مليون نازح فلسطيني يقيمون في مخيمات مؤقتة في رفح، على الحدود مع مصر، حيث تعتمد الوكالة على الشرطة المحلية في مرافقة قوافل الإغاثة إلى نقاط التوزيع لمنع عمليات السرقة.
لكن هذا أيضا بات أمرا صعبا بشكل متزايد، حيث قصفت طائرات حربية إسرائيلية أهدافا في المدينة.
وقال لازاريني إن الغارات الجوية قتلت 8 أفراد من الشرطة في المدينة خلال الأيام الأربعة الماضية، ما جعل الشرطة تتردد في الاستمرار في مساعدة الوكالة.
وأضاف أن 3 غارات جوية وقعت بالقرب من عيادة تابعة لـ"أونروا".
وصورت وسائل الإعلام الإسرائيلية مرافقة الشرطة للقوافل بأنها محاولة من حماس للاستيلاء على الشحنات من أجل استخدامها الخاص.
(رويترز، أسوشييتد برس، العربي الجديد)