الملياردير بافيت يراهن على قطاع النفط والغاز ويضاعف استثماراته

يراهن الملياردير الأميركي والمستثمر وارن بافيت على قطاع النفط والغاز الطبيعي ويبيع استثماراته في المصارف خلافاً لتوقعات هيمنة الطاقة المتجددة على قطاع الطاقة التقليدية، وفقاً  لتقرير بنشرة "أويل برايس" المتخصصة في الطاقة أمس الأربعاء. ولعقود من الزمن، اعتمد رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة بيركشاير هاثاواي، وارن بافيت نهجًا استثماريًا محافظًا، مفضلاً أسهم التجزئة والبنوك مع إعطاء مساحة واسعة للقطاعات الأكثر تقلبًا مثل الطاقة والتكنولوجيا. وفي الواقع، كانت البنوك الأميركية الكبرى هي الاستثمار المفضل لوارن بافيت، حيث يعتبرها جزءاً حيوياً من البنية التحتية الأميركية، وهي القطاع الذي يراهن عليه باستمرار. ومع ذلك، عملت شركة بيركشاير هاثاواي دائمًا على شعار بافيت الشهير المتمثل في الشراء عندما يكون السوق خائفًا والبيع عندما يصبح جشعًا. 
ووفق تقرير نشرة " أويل برايس"، فإن بافيت بدأ الاستثمار في الطاقة مع تقليص ممتلكاته المصرفية في عام 2020 تقريبًا في وقت كان فيه القطاع غير مفضل بشكل كبير في وول ستريت. وفي العام الماضي، ضخ استثمارات بقيمة 4.1 مليارات دولار في شركة Chevron Inc، وهو ما يقرب من 2.5% من أسهم شركة النفط العملاقة، مما جعل شركته عاشر أكبر مجموعة تمتلك أسهمًا في شيفرون. 

 ويقول التقرير، إن بافيت واصل مضاعفة استثماراته في مجال الطاقة، حيث ضخ مبالغ ضخمة في مخزونات النفط والغاز. ففي الشهر الحالي حتى 17 يونيو/حزيران، قامت شركة  بيركشاير هاثاواي بضخ 434.8 مليون دولار في شركة أوكسيدنتال بتروليوم، مما أضاف إلى مكانة الشركة الضخمة بالفعل. وتعد شركة أوكسيدنتال إحدى أكبر شركات إنتاج النفط والغاز في العالم، ولديها عمليات نفط وغاز في الولايات المتحدة حيث تتمتع بموقع كبير في حوض بيرميان ودول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. كما تعمل الشركة في مجال النقل والإنتاج الكيميائي وتمتلك أيضًا شركة ناشئة لاحتجاز الكربون تسمى Oxy Low Carbon Ventures. كما قامت شركة Occidental بسداد ديون ضخمة تكبدتها بعد شراء Anadarko في عام 2019. 

طاقة

التحديثات الحية

كلفة استخراج النفط الصخري تتراجع... صداع جديد لأوبك

وشركة "أوكسيدنتال بتروليوم،  هي اسم كبير وسائل في قطاع الطاقة العالمي وفي النفط في الولايات المتحدة. وتمكنت من تقليص المديونيات بسبب ارتفاع أسعار النفط. كما أن معظم شركات الطاقة ذات رأس المال الكبير لديها أولويات في تخصيص رأس المال تعود بالنفع على حاملي الأسهم. وعلى الرغم من التراجع الأخير في أسعار النفط، تبدو شركات الطاقة جذابة من حيث التقييم. وأشار محلل الطاقة  الأميركي بن كوك، الذي يدير صندوق Hennessy Energy لصحيفة "مورننغ ستار ـMorning Star" الأميركية، إلى أن العديد من شركات الطاقة يعمل حاليًا على تقليل الديون وإعادة شراء الأسهم، ورفع الأرباح. 

ويقول محلل الطاقة بن كوك، إنه من المرجح أن يتم تداول خام غرب تكساس الوسيط في نطاق 80 إلى 85 دولارًا لبقية العام والعام المقبل. ويضيف: "يحقق معظم منتجي الطاقة أداءً جيدًا مع هذه الأسعار". ووفقًا لكوك، فإن طفرة الذكاء الاصطناعي ستجعل المستثمرين أكثر تفاؤلاً بشأن أسهم الطاقة. وقبل بضع سنوات، توقعت وول ستريت والعديد من المستثمرين أن مصادر الطاقة المتجددة ستؤدي قريباً إلى انخفاض استهلاك النفط والغاز الطبيعي. ومع ذلك، فقد غيّر الذكاء الاصطناعي ذلك، كما يقول كوك: "أعترف بأن معدل النمو في الطلب على الكهرباء سوف يستلزم التوسع في جميع أشكال الطاقة".

في عام 2020، اشترت بيركشاير أصول نقل وتخزين الغاز الطبيعي لشركة Dominion Energy Inc. ودفعت 4 مليارات دولار نقدًا مقابل الأصول، وتحملت ديونًا بقيمة 5.7 مليارات دولار. كما استحوذت الشركة على جميع أسهم شركة Dominion Energy Transmission، وCarolina Gas Transmission، وQuestar Pipeline، بالإضافة إلى 50% من نظام نقل الغاز Iroquois. 
واستحوذت بيركشاير أيضًا على 25% من شركة Cove Point LNG، وهي واحدة من ست منشآت تصدير واستيراد وتخزين للغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة. وقد أدت عملية الشراء إلى زيادة بصمة بيركشاير في أعمال الغاز الطبيعي، ووسعت حصتها في السوق الدفترية إلى 18% من إجمالي الغاز الطبيعي بين الولايات الأميركية ارتفاعاً من 8%. وإلى جانب  الملياردير بافيت، هنالك العديد من الشركات الأميركية التي رفعت استثماراتها في قطاع النفط والغاز الطبيعي.