المفوضية الأوروبية تمدد حظر دخول الطائرات الليبية لأسباب تتعلق بالسلامة والأمن

23 يونيو 2024
استأنفت إيطاليا ومالطا فقط رحلات الطيران إلى ليبيا، مطار مصراتة 7 إبريل 2022 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- المفوضية الأوروبية تجدد حظر دخول الطائرات الليبية لأوروبا، مستمرًا لعشر سنوات، بسبب مخاوف السلامة والأمن، مع تأكيد على وجود سبع شركات طيران ليبية على القائمة السوداء.
- حسين عبد الجليل يربط استمرار الحظر بالانقسام الحكومي وعدم الاستقرار الأمني في ليبيا، مما يعيق تأهيل البنية التحتية للطيران ويحول دون تحقيق المعايير الأوروبية للسلامة الجوية.
- استئناف الرحلات الجوية بين ليبيا وإيطاليا في سبتمبر 2023 يشير إلى تحسن تدريجي، مع عودة شركات طيران أجنبية وبدء عمل شركات طيران خاصة ليبية، في محاولة لإنهاء الحظر الأوروبي وتحسين البنية التحتية.

أعلنت المفوضية الأوروبية، السبت، استمرار تمديد الحظر على دخول الطائرات الليبية المجال الجوي الأوروبي أو الهبوط في مطاراتها حتى إشعار آخر لأسباب تتعلق بالسلامة، والمفروض منذ 10 سنوات. وتضم القائمة السوداء للاتحاد الأوروبي حالياً سبع شركات طيران ليبية، بما في ذلك الخطوط الجوية الليبية، والخطوط الجوية الأفريقية، والخطوط الليبية، حيث تُمنع على شركات الطيران رحلات جوية من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وإلى هذه الدول.

والقائمة السوداء للطيران الخاصة بالاتحاد الأوروبي، والمعروفة رسمياً باسم "قائمة الاتحاد الأوروبي للسلامة الجوية"، أداة يستخدمها الاتحاد الأوروبي لضمان أعلى مستوى من سلامة الطيران للمواطنين الأوروبيين، وكان آخر تجديد للحظر من قبل المفوضية الأوروبية في يناير/ كانون الثاني 2022، ما أكد المخاوف المستمرة بشأن السلامة والأمن في البلاد. وقال الخبير في الطيران الجوي حسين عبد الجليل، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ استمرار الحظر على الطائرات الليبية يعود إلى عدم الاستقرار الأمني في ليبيا مع الانقسام الحكومي، موضحاً أنّ سلامة الطيران تحتاج إلى تجهيزات في البنية التحتية أولاً. 

وأضاف عبد الجليل أنه "لا يمكن رفع الحظر الأوروبي في ظل الظروف الحالية"، لافتاً إلى أنّ ليبيا "تعاني من الهشاشة الأمنية وعدم قدرة الحكومة على تأهيل البنية التحية المناسبة للطيران". ولم يعلّق أي مسؤول حكومي في قطاع الطيران المدني على استمرار الحظر. 

الطائرات الليبية غير محظورة في مالطا وإيطاليا

وفي وقت سابق من هذا العام، توقعت ليبيا رفع الحظر الذي كان من شأنه أن يكون لحظة محورية بالنسبة إليها، مع وعد باستعادة الروابط الجوية الحيوية والإشارة إلى تحسن الاستقرار في البلاد والتزام بروتوكولات السلامة الدولية. وفي نهاية سبتمبر/ أيلول 2023، استؤنفت الرحلات الجوية بين ليبيا وإيطاليا بعد انقطاع دام نحو عشر سنوات، رغم الحظر الأوروبي على الشركات الليبية، وفق ما أعلنت السلطات في طرابلس. 

وإيطاليا هي الدولة الأوروبية الثانية، بعد مالطا، التي تمتلك خطاً جوياً مباشراً مع ليبيا، رغم إدراج شركات الطيران الليبية منذ عام 2014 على القائمة السوداء للشركات المحظورة من التحليق فوق المجال الجوي للاتحاد الأوروبي. كذلك عادت شركات الطيران الأجنبية إلى ليبيا، حيث أصبحت الخطوط التونسية أول شركة تطير إلى ليبيا، في مايو/ أيار 2021، وانضمت إليها شركة مصر للطيران المصرية، وعدد قليل من المؤسسات الأخرى، وهناك 5 شركات طيران خاصة بدأت عملها لمختلف المناطق داخلياً وخارجياً.

وخطت حكومة الوحدة الوطنية الليبية عدة خطوات في مجال إنهاء الحظر الجوي الأوروبي. ففي أول زيارة من نوعها لوفد من المنظمة الدولية للطيران المدني "إيكاو" إلى ليبيا، في إبريل/ نيسان 2023، أوضحت مصلحة المطارات الليبية، في بيان، أنّ الزيارة جاءت تمهيداً لزيارة التدقيق، من أجل رفع الحظر المفروض على المطارات والشركات الناقلة الليبية. 

وفي ديسمبر/ كانون الأول 2014، حظرت المفوضية الأوروبية مرور الطائرات التابعة لشركات الطيران الليبية فوق أجواء الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وذلك لدوافع تتعلق بضوابط السلامة في البلد الذي يشهد توترات أمنية من وقت لآخر. وتشهد ليبيا انقساماً منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011، وتتولى شؤونها حكومتان متنافستان: واحدة في طرابلس يترأسها عبد الحميد الدبيبة، ومعترف بها من قبل الأمم المتحدة، والأخرى في الشرق برئاسة أسامة حمّاد، وهي مدعومة من البرلمان ومن اللواء المتقاعد خليفة حفتر.

المساهمون