المغرب: حرب الشائعات تهوي بأسعار البطيخ

08 يوليو 2021
طرح كميات كبيرة من البطيخ ساهم في خفض الأسعار (Getty)
+ الخط -

ألحق انهيار أسعار البطيخ ضررا كبيرا بصغار المزارعين في المغرب، حيث تأثروا بالشائعات التي كانت هدفا لها وبالإنتاج الكبير الذي يعرض في وقت واحد في السوق.
وهوت أسعار البطيخ إلى مستويات غير مسبوقة منذ أكثر من شهر، حيث وصلت إلى ما دون 15 سنتا للكيلوغرام، علما أن ذلك السعر كان يتراوح في هذه الفترة من الأعوام السابقة بين 25 و30 سنتا، حسب الأسواق.
واضطرت وزارة الفلاحة والصيد البحري للتدخل من أجل الدفاع عن سمعة البطيخ الأحمر الذي هوت أسعاره إلى مستويات غير مسبوقة، ما يلحق أضرارا كبيرة بالمنتجين، خاصة الصغار منهم.
ولم تكن الشائعات بريئة مما وصل إليه حال البطيخ الأحمر في السوق، فقد انتشرت عبر وسائط التواصل الاجتماعي، أنباء تفيد بمرض بعض الأشخاص إثر تناولهم للبطيخ الأحمر.
وفي هذا السياق، يرى التاجر عبد الله الرحماني، في حديثه لـ"العربي الجديد" أن تراجع الأسعار في الفترة الأخيرة، مرده في جزء منه إلى كثرة العرض حيث إن جميع المناطق التي تعرف بزراعة هذه الفاكهة، تطرح إنتاجها في هذه الفترة.
ويذهب الرحماني إلى أنه بعدما كان يقتصر إنتاج البطيخ الأحمر على منطقة دكالة، انتقل إلى مناطق أخرى مثل زاكورة في جنوب المملكة وحتى إلى الشرق، ما يفسر زيادة العرض بشكل كبير.
وبينما تشير التقديرات إلى أن الإنتاج من تلك الفاكهة يتجاوز مليون طن في هذا العام، يؤكد الرحماني أن طرح مثل هذا الإنتاج في مدة وجيزة لا بد أن يفضي إلى تراجع حاد في الأسعار.

اقتصاد عربي
التحديثات الحية


وإذا كان قانون العرض والطلب حاسما في تحديد الأسعار، فإن سريان شائعات حول تلوث البطيخ الأحمر استنفر وزارة الفلاحة والصيد والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية.
ومن جانبه، يذهب نائب رئيس الكونفدرالية المغربية للزراعة والتنمية الريفية، التي تضم العديد من الفيدراليات العاملة في القطاع الزراعي، رشيد بنعلي، إلى أن الشائعات التي طاولت البطيخ الأحمر أفضت إلي تراجع الطلب ما ساهم في انهيار الأسعار.
وأضاف نائب رئيس الكونفدرالية المغربية للزراعة والتنمية الريفية، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن ذلك أضر بالمزارعين الصغار الذين يزرعون تلك الفاكهة في مساحات صغيرة لا تتعدى في أقصى الحالات الهكتار والنصف، مشيرا إلى أن زراعة البطيخ لا تشكل نشاطا جاذبا للمزارعين الكبار.
وقد أكد المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (حكومي)، أن البطيخ لا تشوبه شائبة، مشددا على أن التحاليل المخبرية تفيد بعدم احتوائه تلك الفاكهة على بقايا مبيدات أو بكتيريا أو معادن ثقيلة مضرة بصحة المستهلكين.

ذهب نائب رئيس الكونفدرالية المغربية للزراعة والتنمية الريفية، رشيد بنعلي، إلى أن الشائعات التي طاولت البطيخ الأحمر أفضت إلي تراجع الطلب ما ساهم في انهيار الأسعار


وأكد أن البذور المستوردة التي يستعملها المزارعون غير معدلة جينيا، موضحاً أن ذلك محظور في المملكة بالنسبة لجميع الزراعات، حيث يخضع ذلك لمراقبة من قبل المكتب الذي يعود له ذلك.
وسارت وزارة الفلاحة على نفس نهج المكتب في الدفاع عن البطيخ الأحمر، غير أنها أوردت أن صادرات المغرب منه وصلت إلى 218 ألف طن في الموسم الحالي، وهي الكمية ذاتها التي بيعت خارج المملكة في الموسم الماضي.
وذهبت الوزارة إلى أن تلك الصادرات وجهت، بشكل خاص، إلى الاتحاد الأوروبي، مؤكدة أنه لم يتم تسجيل، على مدى خمسة أعوام، أي مخالفات للمعايير المعمول بها من قبل أجهزة المراقبة الأوروبية.
ويعتبر البطيخ الأحمر مستهلكا كبيرا للماء في المغرب، حيث إن دراسة أنجزت من قبل الحوض المائي بسوس ماسة أبرزت أن سقي 200 هكتار من البطيخ تستدعي 10 ملايين متر مكعب من المياه، وهي كمية تتيح سقي 1000 هكتار من نخيل التمر، ما يدفع مراقبين إلى التنبيه إلى خطورة الإمعان في استغلال المياه لزراعة البطيخ في مناطق جافة.

المساهمون