- بدأ منصور حياته المهنية بتحديات، من دراسة في أمريكا وعمل بأجر منخفض، إلى بناء إمبراطورية تجارية بعد تجاوز اتهامات بالفساد وإقالته من وزارة النقل المصرية.
- قصة حياته تعكس مسيرة من العزيمة والنجاح، من الصعوبات الشخصية مثل مكافحة السرطان إلى تأسيس شركة "مان كابيتال" في المملكة المتحدة، مما يجعله مثالًا للإلهام.
منحت الحكومة البريطانية رجل الأعمال مصري المولد وبريطاني الجنسية محمد منصور وسام الفروسية، ضمن عدة شخصيات تم الإعلان عن تكريمها الجمعة.
وأثار اختيار ريشي سوناك، رئيس الوزراء البريطاني، لمنصور جدلا واسعا كونه أحد أكبر المتبرعين لحزب المحافظين، الذي ينتمي إليه سوناك، وأمين صندوقه. وتبرع منصور لحزب المحافظين بمبلغ 5 ملايين جنيه إسترليني العام الماضي ولكن الحزب أرجع اختياره لخدماته في مجال الأعمال التجارية والخيرية والسياسية. وقال حزب العمال إنه لا ينبغي للمانحين أن يحصلوا على "تمرير تلقائي" لنظام التكريم.
وحصل منصور على وسام الفروسية إلى جانب وزير الزراعة مارك سبنسر ونائب شيبلي المحافظ فيليب ديفيز، بالإضافة إلى الوزيرتين السابقتين تريسي كراوتش وهارييت بالدوين.
وأوصى سوناك الملك بالتكريم، ولكن كانت هناك أسئلة أيضًا حول التوقيت غير التقليدي للإعلان مع بدء البرلمان عطلة عيد الفصح، حيث يتم عادة نشر قوائم الأشخاص الذين حصلوا على التكريم في العام الجديد وفي عيد ميلاد الملك الرسمي في يونيو/حزيران.
ومنصور هو رجل أعمال مصري وسياسي سابق، يرأس مجلس إدارة مجموعة منصور التي تقدر قيمتها بستة مليارات دولار وتعد ثاني أكبر شركة في مصر من حيث الإيرادات. وفي العام 2019 قدرت مجلة فوربس ثروة منصور بـ3.3 مليارات دولار أميركي.
ويبلغ منصور من العمر 76 عامًا، ودرس في الولايات المتحدة، وحصل على بكالوريوس في هندسة النسيج من جامعة نورث كارولينا عام 1968، ثم ماجستير إدارة الأعمال من جامعة أوريغون الأميركية أيضًا عام 1971. وتولي وزارة النقل المصرية خلال الفترة بين عامي 2005 و2009، قبل أن تتم إقالته بعد حادث قطار العياط، الذي كان حادث القطارات الثالث في أقل من عامين.
وواجه بعض أفراد أسرة منصور وبعض شركائه اتهامات بالفساد بعد اندلاع ثورة يناير في مصر في 2011.
ولم تكن لمنصور صلة بعالم النقل الذي أصبح مسؤولاً عن وزارته، وفقاً لموقع المعرفة الموسوعي، الذي أشار إلى احتمالية أن يكون وضعُه على رأس هذه الوزارة جاء من كونه صاحب أشهر توكيلات معدات الطرق وسيارات النقل الأميركية في مصر.
وترأس منصور مجلس إدارة شركة "منصور شيفروليه" بعد وفاة والده عام 1976، ليرتبط اسم السيارة الأميركية بالعائلة، في ظاهرة كانت الأولى من نوعها في مصر. وعلاوةً على ذلك، تمتلك عائلة منصور حوالي 15% من شركة جنرال موتورز مصر.
وولد منصور في عائلة أرستقراطية ثرية، ولكن الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر صادر ثروة العائلة وقام بتأميم شركة القطن المملوكة لها. واضطر منصور في ذلك الوقت، وكان يدرس بأميركا، للعيش في مسكن مزدحم خارج الحرم الجامعي، وعاش على الخبز والبيض فقط لمدة نصف عام، قبل أن يجد وظيفة بالحد الأدنى للأجور في أحد المطاعم، ما مكنه من استكمال دراسته، وإحداث نقلة حقيقية في حياته.
وبعد تخرجه من الجامعة مباشرة، تم تشخيص إصابة منصور بسرطان الكلى، الذي لم ينج منه إلا القليلون في ذلك الوقت. لكن الإزالة السريعة للعضو والعلاج الإشعاعي ساعدا على شفائه من المرض.
وتمكنت عائلة منصور من استئناف أعمال تصدير القطن في ظل حكم الرئيس السابق محمد أنور السادات، ثم أطلقت شركة تابعة لتوزيع السيارات، وهي مؤسسة ناشئة أدارها الشاب البالغ من العمر 28 عاماً مع إخوته بعد وفاة والده في عام 1976، قبل أن يتولى مسؤوليتها الكاملة في الثمانينيات.
وطور منصور وعائلته المجموعة التي يقع مقرها في القاهرة لتصبح إمبراطورية بمليارات الدولارات، تمارس نشاطها في العديد من المجالات. وفازت المجموعة بعقود مربحة من شركة السيارات الأميركية جنرال موتورز، وشركة تصنيع معدات البناء كاتربيلر، وهي تعد الآن واحدة من أكبر موزعي سيارات جنرال موتورز في العالم.
وبعد انتقاله إلى المملكة المتحدة، حيث لا يزال يعيش، أسس منصور شركة الأسهم الخاصة لعائلته "مان كابيتال". ويمثل هذا الاستثمار حالياً ما يقرب من ثلث ثروته البالغة 3.3 مليارات دولار، حيث يمثل توكيل شركة كاتربيلر مانتراك ربعاً آخر من ثروته، بينما يوجد الجزء المتبقي في الأصول الأخرى بما فيها شركة منصور للسيارات ومان فودز، التي تشغل مطاعم ماكدونالدز في مصر. ويدير شقيقا منصور، يوسف وياسين أجزاء من المجموعة، وهم أيضاً مليارديرات، حيث تقدر ثروة الأول بنحو 1.3 مليار دولار، بينما لا تتجاوز ثروة الأخير 1.2 مليار دولار.