المصارف السورية تعيد فتح أبوابها والحركة تعود للأسواق وقطاع النفط

10 ديسمبر 2024
أعلن مصرف سورية المركزي أن أموال السوريين آمنة، دمشق في 8 ديسمبر 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- استئناف العمل في المؤسسات السورية: عادت بعض المصارف والمؤسسات الحكومية للعمل، مع فتح البنوك واستئناف شركات الصرافة والحوالات أنشطتها، وتشغيل مطاري دمشق وحلب للرحلات الداخلية بشكل محدود.

- استقرار الأوضاع المالية: أكد المصرف المركزي السوري أمان الودائع واستمرار تداول العملة، مع تحسن سعر صرف الليرة وتراجع سعر الذهب، مما يعكس بداية تعافي الاقتصاد وعودة الثقة.

- التحديات الاقتصادية وارتفاع الأسعار: رغم العودة التدريجية للعمل، تواجه الأسواق ارتفاعًا في أسعار السلع وقلة السيولة، مع توقعات بتراجع الأسعار مع إعادة الفتح وانتشار الأمن.

عاودت بعض المصارف السورية والمؤسسات الحكومية العمل والتواصل مع الكوادر لتعود إلى مواقع عملها اليوم الثلاثاء، وبدء تسيير أعمال السوريين، من سحب وإيداع وحوالات، بعد أن دعت إدارة العمليات التي تقود سورية خلال الفترة الانتقالية، ورئيس حكومة الأسد المخلوع، محمد غازي الجلالي، القطاعات الإنتاجية والخدمية إلى العودة إلى العمل. وبحسب مصادر من داخل دمشق فقد فتحت البنوك السورية أبوابها اليوم، ودعت وزارة النفط جميع العاملين في القطاع إلى التوجه إلى العمل الثلاثاء، مضيفة أنه سيتم توفير الحماية لهم لضمان سلامتهم.

وأكد تلك الأنباء الخبير الاقتصادي السوري، عبد الله قطيني، المقيم في دمشق، حيث قال لـ"العربي الجديد" إن المصارف الحكومية والخاصة وشركات الحوالات والصرافة استأنفت أعمالها، تزامناً مع عودة تدريجية للأسواق وافتتاح عدد من المحال التجارية، لتعود بقية القطاعات الحيوية للعمل تدريجياً، مثل مطارات حلب ودمشق، بحسب ما أعلنت إدارة النقل في دمشق عن تشغيل مطاري دمشق وحلب الدوليين للرحلات الداخلية. وأكد مسؤول إدارة النقل بدمشق، في تصريح إعلامي، أنه سيتم تشغيل المطارين خلال أيام للرحلات الداخلية.

وكشفت مصادر أخرى خاصة من دمشق لـ"العربي الجديد" هروب وزير النقل، زهير خزام عبر بيروت إلى موسكو، وتوكيل المهام لمعاونيه بمتابعة العمل، ومنها تسريع تشغيل الرحلات الجوية الداخلية وفتح مرفأ اللاذقية اليوم الثلاثاء. لكن مصادر متطابقة من دمشق، أكدت لـ"العربي الجديد" أن "الفتح محدود جداً ولم يُتابَع العمل بعد، بشكل مرضٍ"، متوقعة "التدرج غداً وبعد غد بمتابعة تفعيل عمل المؤسسات الحكومية بدمشق، وتشغيل قنوات الصرافة التابعة للمصارف الحكومية، بعد أن بدأت شركات الصرافة عملها اليوم"، بحسب المصادر الخاصة من دمشق. 

الأموال آمنة في المصارف السورية

كذلك أعلن المصرف المركزي أن "شركات الصرافة المرخصة مستمرة في عملها، بعد توقف، عقب التطورات الأخيرة التي حصلت في سورية". وبيّن المصرف المركزي حسب مصادر إعلامية من دمشق، أن "عدداً من شركات الصرافة مستمر في استقبال الحوالات المالية، من الخارج وإليه، من خلال المراسلين المتعاقدين والمتعاملين معها أصولاً تحت إشراف مؤسسة النقد".

وكان المصرف المركزي قد أكد أنه مستمر في عمله، مشيراً إلى أن "ودائع المواطنين وأموالهم في المصارف السورية آمنة، ولم تُسحَب أي فئة ورقية من التداول"، مضيفاً خلال بيان أن "المصرف مستمر بتقديم الخدمات للمتعاملين بالشكل المناسب"، وبيّن أن "الودائع والأموال الموضوعة في المصارف لن تتعرض لأي أذى"، وأن "العملة المعتمدة في التداول في سورية هي الليرة السورية بفئاتها كافة، ولم تُسحَب أي فئة من التداول".

وبهدف إعادة الحياة العامة والحراك للأسواق وتقديم خدمات السوريين، هددت إدارة العمليات التي تقود سورية مؤقتاً، بمصادرة أي صيدلية لا تلتزم فتح أبوابها خلال أوقات الدوام في دمشق وباقي المحافظات. وذكّرت قيادة العمليات خلال بيان، بأنه يجب على الصيادلة التزام فتح الصيدليات خلال أوقات العمل المحددة، من أجل خدمة المواطنين وضمان وصول الدواء إلى الجميع، مشيرة إلى ضرورة عمل الأفران وتحديد كمية الخبز المسموح شراؤها بـ4 ربطات فقط لكل شخص في اليوم. 

واجتمع قائد غرفة العمليات العسكرية لفصائل المعارضة وزعيم هيئة تحرير الشام أحمد الشرع أمس الاثنين، مع رئيس وزراء النظام محمد غازي الجلالي، بهدف تنسيق انتقال السلطة في سورية "بما يضمن تقديم الخدمات للسوريين"، وفق ما نقلت غرفة العمليات العسكرية في مقطع مصور. 

توقعات بتراجع الأسعار تدريجياً 

ويرى الاقتصادي السوري قاسم شريف، أن تحسن سعر صرف الليرة السورية اليوم الثلاثاء، مؤشر على "التبدل الإيجابي وبدء التعافي"، مشيراً من دمشق لـ"العربي الجديد" إلى أن "سعر الدولار اليوم يراوح بين 15 و16 ألف ليرة سورية على الشاشة، متراجعاً بنحو 2000 ليرة عن سعر أمس، وأكثر من 5 آلاف ليرة عن سعر يوم الأحد".

ويستدل الاقتصادي السوري الشريف، على ما يراه بدء عودة الثقة، من خلال تراجع سعر الذهب الذي يؤخذ مؤشراً لهروب المكتنزين لملاذات آمنة، بقوله إن "سعر غرام الذهب عيار 21 قيراطاً تراجع من 1.327 مليون ليرة سورية أمس، إلى 1.252 ليرة اليوم". ورغم بدء عودة الأسواق والمؤسسات التدريجي، للعمل والحراك، إلا أن ارتفاع الأسعار وقلة السيولة لدى السوريين، قفزت لمقدمة المعاناة المعيشية. 

في المقابل، تشهد أسواق دمشق ارتفاعًا غير مسبوق في أسعار السلع الغذائية والاستهلاكية بحسب مصادر إعلامية من العاصمة السورية دمشق، حيث راوحت أسعار كيلو السكر بين 50 و60 ألف ليرة مقارنة بـ11 ألفًا في بداية الشهر الجاري، بينما قفز سعر لتر الزيت النباتي إلى ما بين 45 و60 ألف ليرة بعدما كان 22 ألفًا مطلع الشهر. كذلك ارتفع سعر كيلو الأرز ليصل إلى ما بين 45 و50 ألف ليرة بعد أن كان 30 ألفًا فقط، في ظل تزايد الطلب على المواد الغذائية وتفاوت الأسعار من حيّ إلى آخر وحتى بين المحال التجارية في المنطقة الواحدة.

وتشير المصادر إلى "تراجع كمية العرض السلعي بأسواق العاصمة نتيجة قلة المحال التجارية التي تفتح أبوابها وتهافت الناس على شراء البضائع الأسبوع الماضي"، متوقعة "تراجع الطلب وحدة الأسعار بالتوازي مع إعادة الفتح التدريجي وانتشار الأمن والطمأنينة لدى السوريين". "لكن عودة الاعتداءات الإسرائيلية بقصف مواقع في دمشق وحولها وحمص وريف دمشق ودرعا والقنيطرة، قد يؤثر بعودة حركة الحياة"، بحسب المصادر.

وعن وجود مخزون لدى وزارة حماية المستهلك في دمشق، كشف مسؤول في الوزارة لوسائل إعلام في دمشق اليوم، عن "وجود مخزون جيد من القمح يكفي لأكثر من عام، ومن الطحين يكفي لأكثر من 3 أشهر". وأضاف أن "مخزونات المواد الأساسية والغذائية في البلاد جيدة، فيما تقتصر المشكلة على تأمين وسائل النقل لتوريد البضائع إلى الأسواق". وبحسب المصادر الإعلامية، فقد "وجهت وزارة  التجارة الداخلية وحماية المستهلك اليوم، غرف التجارة في دمشق للوقوف على المشكلات وحلها بما يضمن وصول البضائع إلى الأسواق، متوقعة بدء وصول المواد إلى الأسواق بداية من اليوم".

المساهمون