الليرة التركية تسجل أعلى سعر في 6 أشهر

سجلت الليرة التركية اليوم، الثلاثاء، أعلى سعر لها منذ ستة أشهر، 6.874 ليرات مقابل الدولار و8.354 ليرات مقابل اليورو. ويتوقع مراقبون عودة العملة المحلية إلى التحسن نظراً للتفاؤل بالشارع التركي بزيادة تعافي الليرة وهروب المدخرين من العملات الأجنبية.

ويقول الصراف في منطقة الفاتح بإسطنبول بولانت آرال، لـ"العربي الجديد"، إن الإقبال على شراء الليرة التركية تزايد كثيراً خلال الأسبوعين الأخيرين، ما عادل بين العرض والطلب، بل وزاده لصالح العملة التركية.

ويشير آرال إلى أن شراء الليرة تخطى صغار المدخرين، وقال: "نبيع الليرة التركية بمبالغ كبيرة للشركات ورجال الأعمال". والأسباب، برأيه، سياسية ونفسية، "فالثقة بالليرة التركية زادت بعد طرح برنامج الإصلاح الاقتصادي، لكن السبب المباشر هو عدم تخفيض سعر الفائدة خلال الاجتماع الأخير للجنة السياسات بالمصرف المركزي وإبقاء سعر الفائدة مرتفعاً". ويلفت إلى أن سعر الدولار عالمياً يتراجع، لكن الليرة تحسنت أيضاً أمام العملات الرئيسية جميعها.
وتحسنت الليرة التركية خلال الأسبوعين الماضيين بنحو 12% أمام الدولار و10% أمام اليورو، كما زادت نسبة ارتفاع سعر الليرة مقابل الدولار عن 15% منذ رفع المصرف المركزي سعر الفائدة إلى 17% في 24 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
ويرى الاقتصادي التركي خليل أوزون أن تراجع التوترات السياسية بين تركيا ودول الجوار وما يقال عن توافقات تركية أميركية، هي السبب السياسي والنفسي الأهم لتحسن سعر الليرة.

 ويشرح أن الأسباب الاقتصادية كثيرة أيضاً، منها التقييمات الدولية لأداء الاقتصاد التركي وتوقعات نسب نمو مرتفعة، فضلاً عن أرقام الصادرات الشهرية التي تتحسن باستمرار والتوقعات بتحسن السياحة خلال الموسم الجاري.

اقتصاد عربي

التحديثات الحية

تركيا تتجه لإقامة منطقة صناعية في فلسطين

وشهدت الليرة التركية تراجعاً كبيراً تخطى 30% خلال العام الماضي، لتسجل في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أدنى سعر بتاريخها عند 8.5 ليرات مقابل الدولار، قبل استقالة وزير المال براءت ألبيرق وإقالة محافظ المصرف المركزي السابق مراد أويصال وتعيين وزير المالية السابق ناجي أقبال مكانه، والإعلان عن "خطة اقتصادية ووجوه جديدة".
وعلى عكس التوقعات وتوجيهات حزب العدالة والتنمية الحاكم ورئيس الدولة رجب طيب أردوغان، لم يكسر محافظ البنك المركزي الجديد ناجي أقبال سعر الفائدة على اعتبارها "شيطاناً"، وفق وصف الرئيس التركي، بل رفع سعر الفائدة مرتين منذ وصوله لمنصبه الجديد، لتصل اليوم إلى 17%، وهو السبب الأهم في تحسن سعر الليرة الذي بدأ يظهر اليوم في الأسواق، كما يقول مراقبون.