الموانئ ومنشآت الطاقة والنفط على رأس أهداف القصف الإسرائيلي لليمن

19 ديسمبر 2024
إسرائيل استهدفت محطات توليد الطاقة في اليمن/ صنعاء/19ديسمبر2024(Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شنت الطائرات الإسرائيلية غارات على صنعاء والحديدة، مستهدفة محطات الطاقة والموانئ والمنشآت النفطية، مما أدى إلى سقوط شهداء وأضرار بالبنية التحتية وانقطاع الكهرباء.
- تعتبر موانئ الحديدة حيوية للحوثيين، حيث تستقبل معظم واردات البلاد. الغارات تهدف لإضعاف اقتصاد الحوثيين عبر استهداف البنية التحتية المدنية.
- أدانت حكومة الحوثيين الغارات ووصفتها بالعدوان، مؤكدة أن الهجمات لن تضعف عزيمة الشعب اليمني، مع توقعات بارتفاع الخسائر الاقتصادية.

شن الطيران الإسرائيلي فجر الخميس سلسلة غارات جوية على صنعاء والحديدة، استهدفت محطات توليد الطاقة والموانئ والمنشآت النفطية، ما تسبب بسقوط تسعة شهداء على الأقل من المدنيين وأضرار كبيرة في البنية التحتية في اليمن.

واستهدف الطيران الإسرائيلي محطة توليد الكهرباء في حزيز جنوب صنعاء بأربع غارات، وكذا محطة ذهبان لتوليد الكهرباء شمال صنعاء بغارتين، ما تسبب باشتعال النيران فيهما وخروجهما عن الخدمة. وأعلن تلفزيون المسيرة، التابع لجماعة أنصار الله الحوثيين، أن فرق الدفاع المدني تمكنت من إخماد النيران في المحطتين.

ومحطتا حزيز وذهبان هما المحطتان الرئيسيتان لتوليد الكهرباء في العاصمة صنعاء، وتسبب استهدافهما بانقطاع الكهرباء عن عدة مناطق في المدينة. وبالتزامن مع الغارات على صنعاء، شن الطيران الإسرائيلي عدة غارات على مدينة الحديدة غربي اليمن، أربع منها على ميناء الحديدة، وغارة على ميناء الصليف، وغارتان على منشأة رأس عيسى النفطية. 

واستهدفت هذه الغارات بشكل رئيسي الرافعات في الموانئ وكذا القاطرات التي تجلب السفن، بهدف شل القدرة على جلب البضائع وتعطيل العمل في أهم الموانئ في اليمن.

وتعد موانئ الحديدة من أهم الأوعية الإيرادية للحوثيين، حيث بلغت إيرادات ميناء الحديدة 211 مليارا و243 مليون ريال، وبلغت إيرادات ميناء الصليف 63 مليارا و721 مليون ريال، وبلغت إيرادات ميناء رأس عيسى 43 مليارا و13 مليون ريال (الدولار يساوي 535 ريالا في مناطق الحوثيين في اليمن).

ويعد ميناء الحديدة الميناء الرئيسي في اليمن حيث يستقبل أكثر من 80% من واردات البلاد من السلع والمواد الغذائية والتموينية. ولم يكشف الحوثيون حتى الآن عن حجم الخسائر الاقتصادية الناتجة عن هذه الغارات، لكنهم قالوا إنها حرمت مئات الآلاف من الأسر من الكهرباء.

وتركزت الغارات الإسرائيلية فجر الخميس على أهداف مدنية وبنية تحتية، بهدف إضعاف اقتصاد الحوثيين، وهي أهداف يقول الإسرائيليون إن الحوثيين يستخدمونها في أعمالهم العسكرية.

وقالت حكومة التغيير والبناء التابعة للحوثيين (غير معترف بها) في بيان إن "منشآت مدنية في البلاد، بما فيها محطات توليد الطاقة والموانئ والمنشآت النفطية، تعرضت لعدوان إسرائيلي جبان".

وأضاف البيان أن استهداف البنية التحتية المدنية هو محاولة متعمّدة لتعطيل الحياة اليومية للمواطنين، مشيرا إلى أن العدوان على محطتي طاقة في العاصمة صنعاء أدى إلى حرمان آلاف الأسر من الكهرباء".

وأشار البيان إلى أن العدوان على ميناءي الحديدة والصليف ومنشأة رأس عيسى النفطية أدى إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى، محملا "كيان العدو الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان".

وقال حزام الأسد، القيادي في جماعة أنصار الله "الحوثيين" لـ"العربي الجديد" إن العدوان الإسرائيلي على محافظتي الحديدة وصنعاء استهدف بعض الأعيان المدنية في الميناء والكهرباء العامة، وتعمد التركيز على ضرب خزانات الوقود الخاصة بمحطتي الكهرباء في صنعاء حتى تشتعل النيران، ليصوره للعالم على أنه انتصار إعلامي على منشأة مدنية وخدمية".

وأضاف الأسد أن "الإسرائيلي بذلك يعكس فشله وعجزه في الوصول إلى أي هدف عسكري، وبالتأكيد هذا العدوان لن يوهن من عزيمة الشعب اليمني وقواته المسلحة، بل سيزيد حالة الإصرار على الاستمرار بالمواجهة والتصعيد، إسنادا لأهلنا المظلومين في غزة، حتى يتوقف عنهم العدوان ويفك الحصار".

وقال الباحث الاقتصادي عمار الصراري، لـ"العربي الجديد" إنه من المتوقع أن تكون الخسائر الاقتصادية لغارات الخميس مرتفعة، نتيجة لاستهداف البنية التحتية والموانئ ومحطات توليد الطاقة الكهربائية، والمتوقع أن تتضرر حركة الموانئ بشكل كبير نتيجة استهداف الرافعات بشكل رئيسي، خاصة إذا ما قورنت بخسائر الضربة التي استهدفت ميناء الحديدة في يوليو/تموز الماضي، والتي بلغت 20 مليون دولار، وهذا مؤشر على أن خسائر الغارات الأخيرة ستبلغ أضعاف ذلك".

وأكد الباحث الاقتصادي أن "جماعة الحوثيين تتعمد إخفاء خسائرها الاقتصادية، تماما كخسائرها العسكرية، بعد هذه الغارات، بهدف التقليل منها، وذلك من أجل الحفاظ على الروح المعنوية لعناصر الجماعة، لكن الشعب اليمني هو المتضرر الأبرز نتيجة استهداف بنيته التحتية والمدنية".

ويعد هجوم الخميس ثالث هجوم تشنه إسرائيل على اليمن، والأول الذي يستهدف صنعاء منذ بداية حرب غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023. وكان الهجوم الأول في يوليو/ تموز الماضي والثاني في سبتمبر/ أيلول الماضي، عبر استهداف ميناء الحديدة ومنشآت الوقود في محطة توليد الكهرباء بالمدينة.

وتشن جماعة الحوثيين منذ نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي هجمات بالصواريخ البالستية والطيران المسير والزوارق البحرية ضد السفن الإسرائيلية والأميركية والبريطانية في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي، كما تستهدف الأراضي الفلسطينية المحتلة، في إطار ما تسميه "معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس".

المساهمون