أبى جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي الأميركي، أن يسمع الأسواق ما أرادت سماعه، من اقتراب خفض الفائدة الأميركية، وشدد، في أعقاب رفعه الفائدة ربع نقطة مئوية، على أهمية الاستمرار في مكافحة التضخم بتشديد السياسة النقدية، فتراجعت مؤشرات الأسهم الأميركية الرئيسية الثلاثة بنسب تجاوزت 1.6%، في انتظار التطورات قبل اجتماع البنك القادم، في مايو/أيار.
ورغم أن الأسواق توقعت، في أغلبها، القرار المتخذ، إلا أن البعض انتظر إشارات عن موعد أول خفض للفائدة منذ الربع الأول من عام 2020، الذي شهد ظهور وانتشار فيروس كوفيد-19، وهو ما لم يحدث. ونفى باول وجود توجه داخل البنك، لخفض سعر الفائدة، قبل نهاية العام الحالي.
ورغم إيجابية مؤشرات الأسهم بعد بدء المؤتمر الصحافي مباشرة، وارتفاع مؤشر داو جونز الصناعي أكثر من مائتي نقطة، لم تدم فرحة الأسواق طويلاً، لينهي المؤشر الأشهر في العالم تعاملات اليوم بخسارته 530 نقطة، مثلت 1.63% من قيمته، ويخسر المؤشران الآخران نفس النسبة تقريباً، رغم ارتفاعها بنحو 1% في بعض اللحظات.
ولم يتجاهل باول أزمة القطاع المصرفي، التي ضغطت على الأسواق خلال الأسبوعين الأخيرين، حيث أشار إلى وجود فريق يعمل حالياً على تشديد الضوابط على البنوك، من أجل ضمان عدم تمدد أزمة السيولة إلى بنوك أخرى. وأكد باول صلابة القطاع المصرفي الأميركي، ووجود ودائع الأميركيين في أمان.
لكن النقطة الإيجابية في كلمات رئيس البنك في المؤتمر الصحافي كانت في إشارته إلى أن أحدث توقعات البنك الفيدرالي أشارت إلى رفع إضافي واحد فقط، بخمس وعشرين نقطة أساس، هذا العام. وقال باول في المؤتمر الصحافي إن مكافحة التضخم لم تنته بعد.
واستفادت الأسهم الأوروبية من فارق التوقيت بينها وبين واشنطن، حيث أنهت تعاملاتها قبل إعلان قرار الفيدرالي ومؤتمره الصحافي، فكان مؤشرها ستوكس 600 مرتفعاً عند الإغلاق بنسبة 0.2%، رغم ارتفاعه أكثر من ذلك في الساعات الأولى لليوم.
وارتفعت أسهم المواد الغذائية والمشروبات بنسبة 1.3%، بينما انخفض قطاع الخدمات المالية بنسبة 1.1%.
وعلى نحو متصل، قفزت أسعار الذهب يوم الأربعاء، حيث استوعب التجار قرار البنك الفيدرالي الأميركي، وتوقعوا اقتراب دورة رفع الفائدة من نهايتها. واستقر الذهب مرتفعا بنسبة 0.44%، بالقرب من سعر 1,949 دولاراً للأوقية.
ومع تراجع سعر الدولار، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 1.37 دولارا أو 1.8% إلى 76.69 دولارا للبرميل، بينما أنهى خام غرب تكساس الأميركي التعاملات مرتفعا 1.23 دولارا أو 1.8% إلى 70.90 دولارا، عند التسوية.
وهذا أعلى مستوى للخامين عند الإغلاق منذ 14 مارس/آذار.