اعتادت الأسر المصرية على تخزين ثمار المانغو خلال موسم إنتاجها، لتقديمها عصائر طازجة على مائدة الإفطار خلال شهر رمضان، ولكن تبخرت هذه العادة مع ارتفاع أسعار المانغو الموسم الماضي بنسب تخطت 100% بالمقارنة مع الموسم السابق.
ويقول وليد السيد، وهو تاجر خضروات وفواكه بالجملة، إنّ أسعار أنواع المانغو الشعبية ارتفعت من 10 جنيهات في المتوسط، الموسم الماضي، إلى 20 جنيهاً الموسم الحالي، وكذلك الأنواع الفاخرة من 25 جنيهاً إلى 50 جنيهاً بسبب ارتفاع الطلب، مقابل قلة العرض، نتيجة لتراجع الإنتاج هذا العام بعد الموجة الحارة التي تعرضت لها مصر أثناء عملية التزهير. (الدولار= 18.29 جنيهاً مصرياً)
ويوضح، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، السبت، أنه نتيجة هذا الارتفاع تراجعت المبيعات بشكل عام حوالي 50%، وانصرف المستهلكون عن فكرة تخزين المانغو هذا العام لحين قدوم شهر رمضان، كعادة سنوية اعتاد عليها المصريون، بسبب ارتفاع الأسعار بنسبة 70%، إذ إنّ سعرعبوة التخزين (10 كيلوغرامات) كانت تصل العام الماضي إلى 100 جنيه، قد ارتفع سعرها هذا العام إلى 250 جنيهاً.
ويقدر تاجر جملة آخر، نسبة الذين اشتروا مانغو منه هذا العام بغرض التخزين بأنهم لا يتعدون 20% بالمقارنة مع العام الماضي، لافتاً إلى أنّ ارتفاع الأسعار أدى إلى تراجع المبيعات لأكثر من النصف، وهو ما عمّق ديون تجار التجزئة لدى تجار الجملة، إذ إنّ بقاء الثمرة دون بيع لفترة يعرضها للفساد.
وتشير فاطمة محمد، وهي موظفة، إلى أنها استبدلت عصير المانغو خلال شهر رمضان الجاري بالبرتقال والفراولة، وذلك بسبب ارتفاع سعر المانغو خلال موسم إنتاجها، لافتة إلى أنها كانت تحتفظ بكميات من شرائح مانغو خلال رمضان الماضي تقدر بأكثر من 10 كيلوغرامات.
وكشف أحد خبراء زراعة المانغو في مصر، في تصريحات سابقة لـ"العربي الجديد"، أنّ تراجع الإنتاج كان بسبب موجة الحرّ التي ضربت البلاد خلال مرحلة التزهير، وليس مرض "العفن الهبابي" كما يشاع لأغراض تجارية من قبل شركات المبيدات.
وأظهر تقرير لوزارة الزراعة المصرية، ارتفاع قيمة صادرات مصر من الحاصلات الزراعية خلال النصف الأول من الموسم التصديري 2021/ 2022 لتسجل نحو 1.25 مليار دولار في مقابل 1.13 مليار دولار خلال نفس الفترة من موسم 2020/ 2021، فيما بلغت الكميات المصدرة من المانغو الطازجة نحو 23 ألف طن بقيمة 32 مليون دولار.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
