تواصل العملة الإيرانية تحسّنها تحت تأثير أجواء التفاؤل التي تخيّم على المباحثات النووية غير المباشرة بين طهران وواشنطن في فيينا بواسطة أطراف الاتفاق النووي. فيما كشف وزير الطاقة الإيراني، رضا أردكانيان، أن العراق سيفرج قريباً عن أول دفعة من الأرصدة الإيرانية المجمدة بفعل العقوبات الأميركية.
وارتفعت قيمة الريال الإيراني خلال تعاملات سوق الصرف في طهران، اليوم الأحد، إلى 219 ألف ريال مقابل الدولار الواحد، مكتسبة نحو 945 ريالا عن تعاملات أمس السبت.
كما زادت العملة الإيرانية أمام العملة الأوروبية الموحدة، مسجلة 270 ألف ريال لليورو. وفي رصد ميداني لـ"العربي الجديد" في أسواق العملات الصعبة في طهران، لوحظ أن المضاربين والمواطنين يقومون ببيع عملاتهم الأجنبية بكميات أكبر من الأيام الماضية.
وقال حميد رضا، الذي يعمل في سوق العملة، إن السبب الرئيسي وراء تراجع الطلب على العملات وزيادة العرض هو الأنباء "الإيجابية" التي تأتي من فيينا حول نتائج المباحثات النووية، والحديث عن موافقة أميركية على رفع العقوبات عن قطاعات اقتصادية حيوية.
وأضاف رضا لـ"العربي الجديد" أن الأنباء عن احتمال الإفراج عن أموال إيرانية مجمدة في الخارج، هو السبب الآخر الذي ساهم في خفض أسعار العملات الأجنبية وارتفاع قيمة الريال.
وتابع أنه رغم التطورات المتسارعة التي تشهدها سوق العملات، فإن هناك ترقبا حذرا بين محلات الصرافة والمضاربين بانتظار خروج أنباء مؤكدة من فيينا حول نتائج المباحثات.
وكانت أطراف الاتفاق النووي قد اختتمت الجولة الثالثة لمباحثاتها في فيينا، أمس السبت، وعادت الوفود إلى عواصمها للتشاور، على أن تستأنف المباحثات الجمعة المقبل.
وفي حديث مع التلفزيون الإيراني، قال رئيس وفد إيران المفاوض في مباحثات فيينا، عباس عراقجي، إنّ هذه المباحثات أصبحت "أكثر نضجاً، والخلافات والنقاشات أصبحت أكثر وضوحاً وشفافية"، مؤكداً أنها "تمضي إلى الأمام رغم الخلافات".
وكشف عراقجي أنه "حسب الاتفاق الحاصل حتى الآن، يجب رفع العقوبات التي طاولت القطاعات الاقتصادية مثل الطاقة والصناعة والسيارات والتأمين والموانئ"، مشيراً إلى وجود خلافات بشأن العقوبات على كيانات وأشخاص إيرانيين.
وأضاف أنّ "هناك موافقة لإخراج معظم هذه الكيانات والأشخاص من العقوبات، والمفاوضات مستمرة حول هذا الموضوع"، لكنه تابع "لا يمكننا توقع موعد الوصول إلى الاتفاق، إلا أن شكل الاتفاق سيكون حتماً وفق مواقف النظام" الإيراني، مبيناً أنّ "الطرف الآخر (أميركا) له مواقفه، ونحن لنا مواقفنا، وتقريب المواقف ليس سهلاً".
وأشار رئيس وفد إيران، إلى أن المباحثات دخلت مرحلة إعداد النص في بعض المجالات، لافتاً إلى أن ذلك تسبب في بطء شديد بالعمل في المفاوضات.
ورغم تسجيل الريال الإيراني تحسنا بنحو 20% بعد بدء المفاوضات في فيينا منذ الثاني من إبريل/نيسان الماضي حتى اليوم، إلا أن ذلك لم يحل دون ارتفاع أسعار السلع.
وتعيش إيران وضعا اقتصاديا صعبا على خلفية العقوبات الشاملة التي تتعرض لها، والتي توصف بالتاريخية وغير المسبوقة، حيث استهدفت جميع مفاصل الاقتصاد ولم تستثن قطاعا منذ انسحاب إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي في 8 مايو/أيار 2018.
من جهته، كشف وزير الطاقة الإيراني، رضا أردكانيان، اليوم الأحد، بعد لقائه مع نظيره العراقي، ماجد مهدي حنتوش، في العاصمة طهران، أن إيران ستدفع من أرصدتها المجمدة في العراق، أول دفعة لاستيراد اللقاح الروسي ضد فيروس كورونا الجديد.
وقال أردكانيان، وفقا وكالة "إرنا" الإيرانية، إن جزءًا من المستحقات الإيرانية لدى العراق سيتم صرفها لشراء اللقاحات الروسية وذلك بالتنسيق مع موسكو.
وأوضح أن زيارة وزير الكهرباء العراقي إلى إيران مؤخراً، جاءت لإجراء مباحثات بشأن الترتيبات المالية لدفع المستحقات لتصدير الغاز والكهرباء الإيرانيين إلى العراق.
ولم يكشف الوزير الإيراني وضيفه العراقي عن كمية الأموال الإيرانية المجمدة في بنوك عراقية على خلفية العقوبات والضغوط الأميركية، لكن سبق أن كشفت تقارير إعلامية عن أنها تبلغ نحو 5 مليارات دولار.
وأجرت طهران خلال السنوات الثلاث الماضية مفاوضات مع الجانب العراقي لتحصيل عوائد صادراتها من الطاقة للعراق نقدا، لكنها لم تفلح في الوصول إلى نتيجة.