استمع إلى الملخص
- أكد فاديم ميكيف أن العقوبات تعرقل صناعة الفضاء الروسية، حيث تعكس زيادة التكاليف هشاشة سلسلة الإمداد والاعتماد على المكونات المستوردة، رغم الجهود لتحفيز الإنتاج المحلي.
- حذر يوري بوريسوف من تراجع روسيا في سوق الفضاء بحلول 2030، وأعلنت "غازبروم SPKA" عن إنتاج أقمار صناعية بالتعاون مع شركات خاصة لتعزيز الإنتاج.
قال مؤسس ومدير شركة إس أر لأنظمة الفضاء الروسية "SR Space" أوليغ منصوروف، إن العقوبات المفروضة على موسكو أدت إلى زيادة كبيرة في تكاليف إنتاج الأقمار الصناعية في روسيا بنسب راوحت بين 20 و30%. وأضاف منصوروف، في تصريح لصحيفة "كوميرسانت" الروسية الجمعة، أن العقوبات والقيود المفروضة على تصدير التكنولوجيا قد حدّت كثيراً من إمكانية بعض الدول للوصول إلى المكونات والتقنيات اللازمة.
وأشار منصوروف إلى أن العديد من المكونات التي تستخدمها شركته الخاصة التي تعمل في مجال تطوير الصواريخ الحاملة للأقمار الصناعية من الفئات الخفيفة والمتوسطة، بالإضافة إلى تصنيع الأقمار الصناعية، وأن "المعالجات والرقائق المتخصصة التي تعمل في ظروف الفضاء القاسية، كانت تُستورد من الخارج قبل فرض العقوبات"، مضيفاً: "الآن، تجد روسيا نفسها مضطرة إما لإنتاج هذه المكونات محليًا، وإما للبحث عن بدائل من دول غير مرتبطة بالعقوبات".
وأكد منصوروف أن "الوضع يزداد تعقيدًا بسبب القيود التي تفرضها حتى الدول الشريكة المحتملة مثل الصين والهند". وأضاف للصحيفة الروسية أن "زيادة أسعار المكونات وارتفاع التكاليف المرتبطة بصيانة منصات الإطلاق أدت إلى زيادة تكلفة عمليات الإطلاق نفسها"، مشيراً إلى أنه "على سبيل المثال، كانت تكلفة إطلاق قمر صناعي متوسط الحجم تراوح بين 60 مليون دولار و80 مليون دولار، لكنها قد تصل الآن إلى 100 مليون دولار، حسب نوع القمر الصناعي وظروف الإطلاق".
عقبات أمام صناعة الأقمار الصناعية في روسيا
من جهته، قال الصحافي الروسي فاديم ميكيف، إن "العقوبات المفروضة تمثل عقبة كبيرة أمام صناعة الفضاء الروسية رغم الجهود المبذولة من موسكو للتغلب عليها"، مضيفاً أن "الزيادة في تكلفة إنتاج الأقمار الصناعية تشير إلى هشاشة سلسلة الإمداد والاعتماد على المكونات المستوردة، ما قد يؤدي إلى تراجع القدرة التنافسية".
وأشار ميكيف في تصريحات لـ"العربي الجديد" إلى أن "متخصصين حذروا سابقاً من فقدان روسيا لمكانتها في السوق العالمي لصناعات الفضاء، وكان ذلك نتيجة القلق من عدم القدرة على مواكبة التطورات التكنولوجية السريعة، ما يؤكد أن العقوبات الغربية لها تأثيرات واضحة في هذا القطاع ". وتابع أن "الجوانب الإيجابية للعقوبات المفروضة، تتمثل بالجهود المبذولة في روسيا لتحفيز الإنتاج المحلي وتطوير تقنيات جديدة، مثلما ذكرت شركة SR Space"، مشيراً إلى أنه "مع ذلك، لا تزال التحديات قائمة، خصوصاً في ظل الحاجة إلى استثمارات كبيرة لجذب المستثمرين من القطاع الخاص وتحقيق الاستدامة في السوق".
وفي عام 2023، حذر يوري بوريسوف، رئيس وكالة الفضاء الروسية "روس كوسموس"، من أن "روسيا قد تتراجع إلى المركز السابع في سوق خدمات الفضاء العالمي بحلول عام 2030، إذا لم تعزز إنتاجها من المجموعات الفضائية". وفي بداية عام 2024، أشار بوريسوف إلى أن "المستثمرين من القطاع الخاص لن يدخلوا مجال الفضاء دون وجود ظروف واقعية في السوق ومنافع مباشرة".
وفي يونيو/حزيران من هذا العام، أعلن سيرغي ماسالوف، النائب الأول للمدير العام لـ"غازبروم SPKA"، أن الشركة ستبدأ في إنتاج أول أقمار صناعية بالتعاون مع شركات خاصة. وأوضح أن الإنتاج التجميعي للأقمار الصناعية سيبدأ في يوليو/تموز، مع خطة للوصول إلى إنتاج قمرين في الأسبوع بحلول عام 2025.
ومنذ بدء ما تطلق عليه موسكو العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على روسيا، شملت حظر توريد المعدات التقنية المتطورة، بما في ذلك تلك المتعلقة بقطاع الفضاء. وردت روسيا بعد ذلك بعدم إطلاق أقمار "One Web" الصناعية البريطانية من مطار بايكونور الفضائي، بالإضافة إلى وقف تصدير محركات الصواريخ "RD-180" و"RD-181" إلى الولايات المتحدة. كذلك أعلن الرئيس السابق لوكالة الفضاء "روس كوسموس" دميتري روغوزين، إنهاء التعاون مع الشركاء الأوروبيين في إطلاق صواريخ النقل الفضائية من مطار كورو في غويانا الفرنسية، وسحب جميع الكوادر الروسية الموجودة هناك.