يعول العراق على التوصل إلى شراكات اقتصادية مع الدول العربية والمجاورة التي تشارك اليوم السبت في مؤتمر بغداد الإقليمي المقرر بدء أعماله بعد ساعات قليلة من الآن.
وقالت مصادر حكومية مطلعة إن الحوارات المتعلقة بالجانب الاقتصادي وتطوير الاستثمار ستكون حاضرة في المؤتمر الإقليمي سواء كان على مستوى القادة، أو من خلال اللقاءات التي سيعقدها المسؤولون العراقيون مع أعضاء الوفود المشاركة في المؤتمر، مؤكدة لـ"العربي الجديد" أن العراق يرغب بالبحث عن شراكات اقتصادية جديدة، وتطوير الشراكات السابقة في ما يتعلق بالتبادل التجاري، ودخول الشركات الاستثمارية، والمساهمة في إعادة إعمار المناطق التي دمرتها الحرب على تنظيم "داعش" الإرهابي شمالي وغربي البلاد.
وأشارت المصادر التي فضلت عدم نشر هويتها إلى أن العراق يرتبط بعلاقات اقتصادية واسعة مع دول الجوار، كما أن لديه تفاهمات متعلقة بالتجارة والاستثمار مع دول المنطقة الأخرى، لافتة إلى أن كل تلك الملفات ستكون محط اهتمام لدى المشاركين في المؤتمر.
وشدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده بعد وصوله إلى بغداد، ولقائه الرئيس العراقي برهم صالح، على أهمية التعاون الاقتصادي مع العراق، واصفاً هذا التعاون بـ"الأساسي". وبين أن فرنسا ستبقى داعمة للعراق، موضحاً أن باريس ستبقى شريكة للعراق، وخصوصاً في مجال مكافحة الإرهاب.
من جهته، قال الرئيس العراقي خلال المؤتمر الصحافي ذاته إنه ناقش مع نظيره الفرنسي تطوير العلاقات بين بغداد وباريس، مشيراً إلى أن "فرنسا شريك تجاري واقتصادي ومساهم في عمليات إعادة الإعمار".
ولفت إلى أن "اجتماع القادة في بغداد هو للتأكيد على دعم العراق"، مضيفاً: "اليوم يعقد مؤتمر بغداد لتأكيد ضرورة تجاوز الأزمات ودعم العراق واستقراره".
وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية، وزير الثقافة، حسن ناظم، أول من أمس الخميس، إن بغداد لديها عمل حثيث لإقامة جسور تواصل مع الدول الأخرى بهدف تأمين استقرارالعراق وازدهاره الاقتصادي، مشيراً إلى أن العراق لديه علاقات اقتصادية مع الدول المشاركة في مؤتمر بغداد الإقليمي قد تبحث أو تناقش أو تستأنف. وتابع: "لدينا صلات سابقة واتفاقيات موقعة مع دول الجوار في هذا الاطار"، لافتا إلى أن المؤتمر يجمع دول الجوار الإقليمي، وكذلك دولا أخرى.
واضاف أن "العراق كانت له سياسة خاصة خلال السنة الماضية من عمل حكومة الكاظمي، والعمل المميز هو محاولة استعادة دور العراق الإقليمي الفاعل والمؤثر"، مشيراً إلى أن "استعادة هذا الدور لا تعني أن هناك رغبة لدى العراق في أن يلعب أدواراً بقدر الحرص على استقراره الأمني والاقتصادي، بمعنى أن خطط هذه الحكومة تنطلق من مصلحة البلد في ملفاته الأمنية والاقتصادية".
ويعد مؤتمر "بغداد للشراكة والتعاون"، الذي تمكن العراق من خلاله من جمع قادة وزعماء وممثلي المنطقة، بالإضافة إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الحدث العراقي الأبرز الذي تشهده البلاد منذ ما يزيد عن ثلاثة عقود.
وأطلقت اللجنة المنظمة للمؤتمر رسمياً اسم "مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة". وبدا واضحاً أن شعار الحملة الترويجية يحمل ألوان الدول التي تشارك فيه بصفة رئيسية، وهي إلى جانب العراق كل من الكويت والسعودية والأردن وإيران وتركيا (دول الجوار) إلى جانب دول قطر، ومصر، والإمارات، وفرنسا.