قالت وزارة البيئة العراقية، اليوم الثلاثاء، إن العراق يخسر يوميا 10 مليارات دينار (نحو 7 ملايين دولار) جراء التغير المناخي الذي اعتبرته "أهم التحديات التي تواجه العراق".
وأكد وزير البيئة جاسم الفلاحي، في تصريحات صحافية ببغداد، أن "العراق يعد من أكثر البلدان تأثراً بالتغيرات المناخية"، مبيناً أن "تقرير الأمم المتحدة صنّف العراق واحداً من خمسة بلدان تأثراً بموضوع التغير المناخي".
وأوضح أن "التغير المناخي بات من أهم التحديات التي ستواجه العراق، حيث بدا ذلك واضحاً من خلال ارتفاع درجات الحرارة غير المسبوق، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات التصحر وتدهور الأراضي بتأثير الجفاف وارتفاع معدلات العواصف الغبارية والرملية".
ووصف وزير البيئة حجم الخسائر التي يتكبدها العراق جراء التغير المناخي بـ"الهائل"، سواء في شقه الاقتصادي أو الصحي، إذ "إننا نخسر نحو 10 مليارات دينار يومياً، بسبب الازدحام غير المسبوق في ردهات الطوارئ وتوفير العلاجات لمرضى الجهاز التنفسي والربو والحساسية بسبب العواصف الغبارية (الترابية)، إضافة إلى خسائر النقل البري والجوي وتصدير الموارد النفطية، وازدياد وتيرة الهجمات للعصابات الإرهابية أثناء تلك العواصف".
وكان العراق قد أعلن مطلع العام الحالي تقليص مساحة الأراضي المشمولة بالخطة الزراعية الموسمية إلى النصف، فيما تم استبعاد محافظات معينة من الخطة بشكل كامل، بسبب موجة جفاف غير مسبوقة تعانيها البلاد، نتيجة قطع إيران روافد نهر دجلة.
ولوحت الحكومة العراقية مرات عدّة باللجوء إلى المؤسسات الدولية للحصول على المياه من إيران، وفقا لاتفاقيات تقاسم المياه، إلا أن الحكومة لم تخط أي خطوة نحو تدويل الملف على الرغم من رفض إيران أي حلول يطرحها العراق.
ويعدّ العراق من الدول الأكثر عرضة للتغيرات المناخية، في ظل ارتفاع نسبة الجفاف ودرجات الحرارة التي تتجاوز الخمسين درجة مئوية في فصل الصيف.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، حذّر البنك الدولي من انخفاض بنسبة 20% في الموارد المائية للعراق بحلول عام 2050 بسبب التغير المناخي.
ويحمّل خبراء البيئة الحكومات المتعاقبة جزءاً كبيراً من المسؤولية نتيجة عمليات جرف الغطاء الأخضر، وسوء إدارة أزمة المياه التي سبّبت موجة جفاف حادة، ويتحدثون عن ضعف الخبرات في التعامل مع تحديات التغير المناخي.
وأعلن العراق أخيرا حصوله على تعهدات من قبل الحكومة التركية، بزيادة الإطلاقات المائية لتجاوز أزمة الجفاف التي يمر بها البلد، فيما ترفض إيران الحلول التي طرحها العراق بشأن تقاسم الضرر بين البلدين.
(الدولار= 1450 دينارا عراقيا)