يسيطر القلق على القرارات الاستثمارية في الأسواق العالمية من جراء العدوان الإسرائيلي على غزة وتوقعات تمدد الصراع إلى دول أخرى في المنطقة.
واقع يضغط على أسواق النفط، ويزيد عدم اليقين في البورصات العالمية، فيما يستفيد الذهب من التخبط باعتباره أكثر الملاذات الآمنة خلال الأزمات.
وقال توم هولاند ويانمي شيه من جافيكال في مذكرة للعملاء الأحد إن "احتمال حدوث تصعيد شديد بما يكفي لزعزعة استقرار الأسواق المالية العالمية، مما يدفع النفط إلى ما فوق 100 دولار للبرميل، لا يزال منخفضاً".
وشرح المدير الإداري لقسم التداول والمشتقات لدى شركة تشارلز شواب، راندي فريدريك، لوكالة رويترز: "الموقف في إسرائيل يسبب الكثير من القلق".
واعتبر اقتصادي السوق لدى "سبارتان كابيتال" للأوراق المالية، بيتر كارديلو كبير، أنه إذا تسبب تصعيد الصراع في زيادة إنفاق الولايات المتحدة المرتبط بالحرب والذي يوسّع العجز، فستتخطى عوائد سندات الخزانة أعلى مستوياتها منذ 16 عاماً التي سجلتها بالفعل.
يتوقع بعض المستثمرين أيضاً أن يتسبب اتساع رقعة الحرب في شراء سندات الخزانة لتكون ملاذاً آمناً
ويتوقع بعض المستثمرين أيضاً أن يتسبب اتساع رقعة الحرب في شراء سندات الخزانة لتكون ملاذاً آمناً. وقد يؤدي هذا لكبح الارتفاع في عوائد السندات، التي تتحرك في الاتجاه المعاكس للأسعار، وقد يخفف هذا بدوره الضغوط على الأسهم والأصول الأخرى.
ومن المقرر أن يصدر البنك المركزي الأميركي أحدث بيان له حول السياسة النقدية يوم الأربعاء، بينما من المنتظر أن تسلط نتائج "آبل" الفصلية الضوء على أسبوع مزدحم آخر من تقارير الشركات.
وارتفع الذهب إلى 2006 دولارات للأوقية الأحد للمرة الأولى منذ شهر مايو/ أيار، وارتفع السعر الفوري للذهب بما يصل إلى 1.2 في المائة مباشرة بعد أن قال جيش الاحتلال إنه يوسّع التوغل البري في غزة، مما يضع المعدن في طريقه لتحقيق أكبر مكسب شهري منذ يوليو/ تموز 2020.
ولامست الأسعار أعلى مستوياتها إطلاقا عند 2075.47 دولاراً في 2020. وقفز الذهب نحو 9 في المائة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، منتعشاً من أدنى مستوياته في سبعة أشهر مع زيادة الطلب على أصول الملاذ الآمن، حيث تفاجأ العديد من المستثمرين الذين يراهنون على مزيد من الانخفاض في أسواق الأسهم بسبب اندلاع الحرب، مما أجبرهم على تغطية ممتلكاتهم المكشوفة بسرعة، بحسب وكالة بلومبيرغ الأميركية.
ولم تظهر على أسواق الشرق الأوسط التي افتتحت الأحد أي علامات تذكر على الذعر مع بدء التداول بعد يوم من بدء إسرائيل غزوها البري لغزة.
مع توقع حدوث غزو بري لغزة على نطاق واسع لعدة أيام، يبحث المستثمرون عن دلائل على أن الصراع قد يتوسع
وأظهرت بيانات بورصة تل أبيب الأحد، تراجع مؤشر الأسهم 35 بنسبة 3.85 في المائة خلال أسبوع، وانخفض المؤشر بنحو 11 في المائة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول. فيما تراجع مؤشر تل أبيب 125 بنسبة 4.42 في المائة خلال أسبوع.
ومع توقع حدوث غزو بري لغزة على نطاق واسع لعدة أيام، يبحث المستثمرون عن دلائل على أن الصراع قد يتوسع، على سبيل المثال من خلال جذب بما في ذلك إيران وربما الولايات المتحدة، بحسب "بلومبيرغ".
وأدانت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة العمليات البرية المكثفة خلال عطلة نهاية الأسبوع حيث حذرت إسرائيل من أنها بداية حرب طويلة.
وكتب المحللون وفق "بلومبيرغ": "إن احتمال تصاعد القتال بين إسرائيل وحماس إلى حرب أوسع في الشرق الأوسط لا يزال ضئيلاً. جميع اللاعبين الآخرين في المنطقة لديهم حوافز واضحة لتجنب صراع أوسع نطاقاً. وهذا يشمل حزب الله، الذي على الرغم من أنه أطلق صواريخ فقد اتبع إلى حد كبير حتى الآن قواعد الاشتباك الراسخة، وإن كانت غير رسمية".
لن يتم تداول عملة الاحتلال، الشيكل، حتى يوم الاثنين، وارتفع يوم الجمعة للمرة الأولى منذ 15 يوماً، منهياً أطول سلسلة خسائر منذ عام 1984.