الطلب النفطي يصل إلى أقصاه في 2028

04 نوفمبر 2020
محطة وقود في العاصمة الفرنسية باريس
+ الخط -

توقعت شركة "رايستاد أنيرجي" النرويجية لأبحاث الطاقة أن يصل الطلب العالمي على النفط إلى مستوياته القصوى في عام 2028 لدى مستوى 102 مليون برميل يومياً. وقالت الشركة في تقرير يوم الاثنين إن التحول عن إنتاج الطاقات النظيفة وتداعيات جائحة كورونا سيعمل على زيادة سرعة إحلال الطاقات النظيفة مكان الخامات النفطية الملوثة للبيئة، خاصة خامات النفط الثقيلة التي ترتفع فيها نسبة الكبريت وثاني أكسد الكربون. وكانت توقعات الشركة النرويجية السابقة تشير إلى أن الطلب النفطي في العالم سيصل إلى مستوياته القصوى في عام 2030. ولكن هذه التوقعات المستقبلية عادة ما تبنى على عوامل قد لا تتحقق وسط التغيرات السريعة التي يشهدها العالم. 

وفي ذات الشأن، توقعت وكالة الطاقة الدولية أن يقود إنتاج الطاقة الشمسية زيادة إمدادات الكهرباء من المصادر المتجددة في العقد المقبل، إذ من المنتظر أن تشكل الطاقة المتجددة 80 في المائة من النمو في توليد الكهرباء على مستوى العالم في ظل الظروف الحالية. وفي توقعاتها السنوية للطاقة العالمية، خلال أكتوبر/ تشرين الماضي، قالت الوكالة في تصورها الرئيسي إن من المتوقع أن تتجاوز مصادر الطاقة المتجددة الفحم باعتبارها الوسيلة الأساسية لإنتاج الكهرباء بحلول 2025.
وأضافت أن الحصة المجمعة للطاقة الشمسية التي تعمل بالخلايا الكهروضوئية وطاقة الرياح في توليد الكهرباء عالمياً سترتفع إلى ما يقرب من 30 في المائة عام 2030 من ثمانية في المائة في 2019، مع نمو قدرات الطاقة الشمسية الكهروضوئية بمتوسط 12 في المائة سنوياً. وقال فاتح بيرول المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية: "أتوقع أن تصبح الطاقة الشمسية الملك الجديد لأسواق الكهرباء في العالم.. استناداً إلى وضع السياسة الحالية، فإنها تسير على الطريق الصحيح لتسجيل مستويات قياسية جديدة سنوياً بعد عام 2022 فيما يتعلق بالانتشار".
وتراجعت الاستثمارات الجديدة في مشاريع النفط العالمية بشدة في أعقاب الانهيار الكبير الذي شهدته السوق النفطية في شهري مارس/ آذار وإبريل/ نيسان الماضيين. وهو ما أدى إلى تراجع حجم النفوط الجديدة المكتشفة في العالم إلى أدنى مستوى لها منذ عقود. ويبتعد المستثمرون عن شراء سندات شركات النفط الصخري الأميركية وتتفادى المصارف عمليات التمويل خوفاً من الخسائر. 

في هذا الشأن، كشفت الأمانة العامة لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك)، مساء الاثنين، عن انخفاض إجمالي الاكتشافات النفطية التي تحققت في العالم خلال النصف الأول من 2020 إلى أدنى مستوى لها خلال الفترات المماثلة منذ مطلع القرن الـ21 لتصل إلى نحو 4.9 مليارات برميل مكافئ نفط. وقالت "أوابك" إن الاكتشافات خلال النصف الأول من العام الجاري تراجعت بنحو 42 بالمائة مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2019، إذ بلغت 38 اكتشافاً خلال النصف الأول من 2020 مقابل 54 اكتشافاً خلال نفس الفترة من 2019.
وفي ذات الصدد، أشار وزير الطاقة الروسي، ألكسندر نوفاك، إلى أن تعافي الاقتصاد العالمي والطلب على النفط يجريان بصعوبة، حيث يوجد في سوق النفط العالمية العديد من أوجه عدم اليقين. وجاء تصريح الوزير الروسي الذي نقلته وكالة تاس الروسية، أمس الثلاثاء، خلال افتتاح الاجتماع السابع لحوار الطاقة بين روسيا ومنظمة "أوبك"، والذي تستضيفه أمانة "أوبك". وقال نوفاك إن "هذا العام كان بمثابة صدمة حقيقية للاقتصاد العالمي بأسره، بما في ذلك قطاع النفط، نحن نتابع مدى صعوبة الانتعاش الاقتصادي ونرى العديد من الشكوك التي تعيق العودة إلى مستويات ما قبل الأزمة". ويعيش الروبل والاقتصاد الروسي أسوأ مراحلهما بسبب تراجع مداخيل النفط. 

ويذكر أن موجة فيروس كورونا الجديدة تسببت في إغلاق الحدود بين معظم دول العالم بالإضافة إلى توقف الطيران التجاري مرة أخرى، كما يتجه لدفع أغلب دول العالم إلى فرض حظر تجول كلي أو جزئي. وبالتالي ساهمت هذه العوامل السالبة بنحو قد يبلغ 8.6 ملايين برميل نفط يومياً، حسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية.

المساهمون