الطاقة الشمسية خيار النازحين في إدلب رغم ارتفاع أسعارها

02 اغسطس 2024
مخيمات دير حسان في ريف إدلب، 1 أغسطس 2024 (العربي الجديد)
+ الخط -

يعتمد النازحون في شمال إدلب على ألواح الطاقة الشمسية لتأمين احتياجاتهم الكهربائية اليومية وإنارة خيامهم، رغم ارتفاع أسعارها بالتزامن مع ضيق أحوالهم المادية وقلة فرص العمل وانقطاع الدعم الإغاثي عن معظمهم.

ورغم وصول الكهرباء التركية لمعظم المدن والقرى في إدلب وريفها بعدما أبرمت المؤسسة العامة للكهرباء التابعة للمعارضة السورية اتفاقا مع شركة "غرين إنيرجي" منذ عامين لجلب الكهرباء من الأراضي التركية بعد انقطاع دام لسنوات بسبب أعمال القصف، إلا أن تلك "الرفاهية" لم تصل إلى المخيمات بعد.

وبينما يحاول النازح طه العيدو، المقيم في مخيمات كفرلوسين، توجيه ألواح الطاقة الشمسية نحو الشمس كلما انحرفت في أوقات النهار، يقول لـ"العربي الجديد"، إن تلك الألواح أملهم الوحيد في الحصول على الكهرباء لتشغيل ما لديهم من أدوات كهربائية.

وأضاف أن مخيماتهم لم تحظ حتى الآن بإيصال الكهرباء التركية وكأن المخيمات خارج كل مخططات التجديد والتطوير، ليبقى خياره الوحيد معلقا بتلك الألواح التي لا تحقق توفير الحد الأدنى من احتياجاته للكهرباء وخاصة مع الحاجة المتزايدة لأدوات التبريد وسط ارتفاع درجات الحرارة كالمراوح والبرادات.

كلفة الطاقة الشمسية

يمتلك العيدو لوحين وبطارية ورافع جهد صغيراً، يحتاج إلى تبديلها كل عام أو عامين بمبلغ لا يقل عن 300 دولار، يعتمد عليها في تشغيل الإنارة وشحن الهواتف، وإذا أراد تشغيل أكثر من ذلك فعليه زيادة عدد الألواح وبالتالي زيادة الكلفة.

لا يرى العيدو أن كلفة ألواح الطاقة الشمسية أقل من تكاليف الكهرباء التركية، فالـ300 دولار التي يحتاجها لتجديد منظومة الطاقة لديه كل عامين سوف تكفي لتغطية فواتير الكهرباء التركية مع طاقة أقوى يمكنها تشغيل الكثير من الأدوات، عكس طاقة الألواح الشمسية الضعيفة.

أما النازحة فدوة الحلوم المقيمة في مخيمات البردقلي، فتضع أمام خيمتها لوح طاقة وبطارية صغيرة مع رافع جهد بكلفة 200 دولار تستخدمها في تشغيل غسالتها الصغيرة وشحن الموبايل والإنارة.

وتقول "اللوح ثابت باتجاه الجنوب وهو الاتجاه الذي تصله الشمس أكبر قدر ممكن خلال النهار، إذ لا يمكنني توجيهه للشمس باستمرار، وحين أبدأ بغسيل الملابس أختار وقت الظهيرة وهو وقت ذروة الحر من أجل إعادة تعويض ما ينقص البطارية من طاقة نتيجة استعمال الغسالة، وبالتالي أعتمد على ما تبقى في تشغيل الإنارة الليلية".

وأشارت إلى أن كلفة الألواح الشمسية تراوح بين 200 و500 دولار، حسب جودتها ومدى فاعليتها، ومدى قدرة النازح المادية على شرائها، بينما لا يمكن للغالبية العظمى من النازحين في المخيمات شراء أكثر من لوحين أوروبيين مستعملين بسعر 45 دولارا لكل لوح، وبطارية صناعة محلية بمبلغ 110 دولارات، إضافة لرافع جهد بمبلغ 150 دولارا، هذا إذا كانت أوضاعهم المادية جيدة.

أكثر أماناً للخيم

من جانبه، قال المهندس الكهربائي خالد السيد لـ"العربي الجديد"، إن ألواح الطاقة الشمسية تبقى أكثر أماناً لساكني المخيمات، وإن ارتفعت أسعارها وأنتجت قدرا أقل من الكهرباء، نظراً لسكنهم في خيام قماشية قابلة للاحتراق عند أول ماس كهربائي يمكن أن يحدث، إلى جانب كونها صديقة للبيئة وسهلة الوصول إلى تلك الفئة الفقيرة.

وأضاف أن "كل أسرة في المخيمات تشتري وفق احتياجاتها، وهي تستعمل ليس فقط لإنارة الخيام وإنما أيضاً لإنارة المدارس والمساجد والمراكز الصحية في المخيمات، حيث لم تصل الكهرباء التركية إلى تلك المناطق بعد.

وأشار إلى اتجاه النازحين لشراء ألواح الطاقة الأوروبية المستعملة التي تبلغ قوتها 130 واطاً وهي جيدة وذات أسعار مناسبة تراوح بين 40 و50 دولاراً لكل لوح، ويمكن أن تعمل لأكثر من عامين متتاليين دون مشاكل أو حاجة للصيانة، عكس الألواح الشمسية الجديدة مرتفعة الثمن والتي يصل سعر اللوح الواحد منها إلى 130 دولاراً وتعطي الفاعلية ذاتها.

وأوضح أن استخدام الطاقة الشمسية قلل إلى حد كبير من الضوضاء والدخان الصادرين عن المولدات الكهربائية المكلفة التي تعمل على الديزل والتي سبق أن اعتمد عليها النازحون وفق نظام الأمبير قبل إدخال الطاقة الشمسية إلى المنطقة في بداية عام 2014.

المساهمون