كلفت التدابير الصارمة التي اتخذتها بكين ضد عمالقة التكنولوجيا والعقارات غالياً أصحاب المليارات في هذين القطاعين، حيث شهدوا تراجعاً في تصنيف الثروات، وفق قائمة "هورون" المتخصصة: "أثرياء الصين 2021".
وبيّنت القائمة، الصادرة الأربعاء، زيادة عدد الأثرياء في الصين بمقدار 520 فرداً أو 22% لتصل إلى 2918 فرداً بثروة إضافية تبلغ 2 مليار يوان صيني أو أكثر (ما يعادل 310 ملايين دولار)؛ أي ثلاثة أضعاف ما كان عليه العدد قبل عقد من الزمن. بذا، ارتفع إجمالي الثروة بنسبة 24% إلى 5.3 تريليونات دولار؛ أي ستة أضعاف ما كان عليه المبلغ قبل عقد من الزمن.
وأضافت الصين ما يقرب من ملياردير واحد يومياً للعام الماضي، بزيادة 307 مليارديرات إلى إجمالي 1185 مليارديراً؛ أي خمسة أضعاف ما كان عليه قبل عقد.
وزادت ثروة "ملك المياه المعبأة" هونغ شانشان (67 عاماً)، صاحب شركة "نونغفو سبرينغ" بمقدار 3.9 مليارات دولار هذا العام، ليصبح أغنى رجل في الصين لأول مرة بـ 60.6 مليار دولار.
وضاعف رئيس مجموعة "بايتدانس" الصينية العملاقة المالكة لتطبيق "تيك توك"، جانغ يمينغ (38 عاماً)، ثروته ثلاث مرات العام الماضي، ليحتل المركز الثاني بـ 52.8 مليار دولار.
أما الملياردير زينغ يوكون (53 عاماً)، إمبراطور شركة صناعة البطاريات ومؤسس مجموعة "كاتل"، فقد ضاعف ثروته ثلاث مرات لتأخذه إلى المركز الثالث بمبلغ 49.7 مليار دولار.
وتأثر عدد من المليارديرات بحملة مكافحة الاحتكار التي تقوم بها السلطات، حيث انخفضت ثروة بوني ما (50 عاماً)، مؤسس والرئيس التنفيذي لشركة التكنولوجيا "تينسنت"، بنسبة 19٪ ليحتل المركز الرابع محققاً 49.2 مليار دولار، على خلفية الحملة على ألعاب الفيديو التي تستهدف الأطفال.
وتراجع جاك ما، أغنى شخص في العام الماضي، بأربعة مراكز إلى الخامس بثروة 39,6 مليار دولار، والتي فقدت 36% من حجمها، بعد تعليق إدراج شركة "آنت" ودفع مجموعة "علي بابا" غرامة قياسية قدرها 2.8 مليار دولار بسبب ممارسات احتكارية.
وتعثر مؤسس مجموعة "علي بابا" الصينية الرائدة في مجال التجارة الإلكترونية العام الماضي، عندما حاول إدراج شركته الفرعية "آنت"، المتخصصة في الدفع الإلكتروني، في البورصة.
العملية التي كان ينبغي أن تكون أكبر إدراج على الإطلاق، ألغيت في اللحظة الأخيرة من قبل السلطات الصينية، بعد أسابيع من انتقاد جاك ما علناً الهيئات الناظمة الصينية. أعقب هذا الفشل الذريع، هجوم شنته السلطات على عمالقة التكنولوجيا، بتهمة استغلال وضعها المهيمن في السوق.
وأشار معهد هورون إلى أنه لأول مرة لا يوجد في القائمة اسم لامع في العقارات ضمن المراكز العشرة الأولى. والسقوط المدوي كان انهيار هوي كا يان (63 عاماً)، مؤسس شركة العقارات الصينية العملاقة والمديونة بشكل هائل، "إيفرغراند".
وهوي كايان الذي كان يحتل المرتبة الأولى في عام 2017 والمرتبة الخامسة في العام الماضي، إلى المرتبة 70، مع انخفاض ثروته بنسبة 70% إلى 11.3 مليار دولار. وباسم مكافحة المديونية، بدأت بكين عملية استحواذ مالية على القطاع، الأمر الذي وضع العديد من عمالقة العقارات في صعوبات.
وانخفض سهم شركة التطوير الأخرى "شانا فورتشن لاند" بنسبة 88٪ إلى 930 مليون دولار. يحتل المرتبة الثانية في قائمة العقارات يانغ هويان (40 عاماً) من شركة "كانتري غاردن"، ولي شاو كي (93 عاماً) من شركة "هندرسون لاند"، ويحتلان المركزين الحادي عشر والخامس عشر في القائمة بثروة قيمتها 28.7 مليار دولار، و26.4 مليار دولار على التوالي.
وذكرت وكالة "بلومبيرغ"، الثلاثاء، أنّ نظام الرئيس شي جينبينغ طلب من هوي اللجوء لمدخراته من أجل مساعدة مجموعته على الخروج من المأزق. وبحسب هورون فإنه لا يزال يملك 11,3 مليار دولار.