الصين تزيد اللجوء إلى الفحم... وتوقعات بصعود أسعار النفط

تزيد الصين من وتيرة استخدام الفحم في إنتاج الكهرباء لتجاوز أزمة نقص الطاقة، التي أضرّت بعشرات آلاف المصانع خلال الأسابيع الماضية، وسط ارتفاع قياسي في أسعار الغاز والنفط عالمياً، فيما توقع بنك الاستثمار الأميركي غولدمان ساكس، أن يتجاوز سعر خام برنت 90 دولاراً للبرميل مع نهاية العام الحالي 2021.

وكشفت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح في الصين، أنّ إمدادات الفحم إلى محطات الكهرباء الرئيسية في ثاني أكبر اقتصاد في العالم، زادت بوتيرة سريعة منذ الخامس من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، ووصلت إلى 95.69 مليون طن في الرابع والعشرين من هذا الشهر.

وأضافت اللجنة، وفق ما نقلته وكالة "رويترز"، اليوم الثلاثاء، أنّ المخزونات زادت بمقدار 17 مليون طن من نهاية سبتمبر/ أيلول، وهو ما يكفي لتلبية الطلب لمدة 17 يوماً، مشيرة إلى أن إمدادات الفحم إلى محطات الكهرباء تجاوزت الاستهلاك لعشرين يوماً متتالية، ومن المتوقع أن تواصل الارتفاع مع تزايد طاقة إنتاج الفحم.

وتسعى الصين إلى زيادة موارد الطاقة المحلية، إذ أظهرت بيانات هيئة الإحصاء، أن إنتاج الدولة من النفط الخام ارتفع في سبتمبر/ أيلول بنسبة 3.2% على أساس سنوي إلى 16.61 مليون طن.

 "غولدمان ساكس": انتعاش قوي للطلب العالمي على النفط قد يدفع أسعار خام برنت لتجاوز 90 دولاراً للبرميل

وأشارت البيانات التي أوردتها وكالة "شينخوا،" أنه خلال الأشهر التسعة الأولى من هذا العام، بلغ إجمالي إنتاج الصين من النفط الخام 149.84 مليون طن، بزيادة سنوية قدرها 2.5%، لافتة إلى أنّ إجمالي إنتاج الغاز الطبيعي بلغ 15.7 مليار متر مكعب الشهر الماضي، بزيادة نسبتها 7.1% على أساس سنوي.

وتضغط أسعار الطاقة المتصاعدة عالمياً على كبرى الدول المستهلكة، ولا سيما الولايات المتحدة الأميركية والصين، أكبر اقتصادين في العالم ، فيما تتوقع بنوك استثمار عالمية أن تواصل الأسعار الصعود، في ظل تزايد الطلب مع خروج الاقتصادات العالمية من الإغلاقات التي سبّبتها جائحة فيروس كورونا العام الماضي، فضلاً عن سياسة تخفيض الإمدادات التي انتهجها ما يعرف بتحالف "أوبك+" الذي يضم الدول الأعضاء في منظمة "أوبك" وكبار المنتجين من خارجها، وعلى رأسهم روسيا.

طاقة

التحديثات الحية

هل ينتهي عصر النفط الرخيص إلى الأبد؟ الأسعار في أعلى مستوى

وقال بنك الاستثمار الأميركي "غولدمان ساكس"، إنّ انتعاشاً قوياً للطلب العالمي على النفط قد يدفع أسعار خام برنت القياسي العالمي لتتجاوز توقعاته لنهاية العام البالغة 90 دولاراً للبرميل.

وتوقع أن يصل الطلب على النفط قريباً إلى مستويات ما قبل جائحة كورونا عند حوالى 100 مليون برميل يومياً، مع تعافي الاستهلاك في آسيا بعد موجة السلالة المتحورة دلتا، مشيراً إلى أنّ التحول من الغاز إلى النفط قد يضيف ما لا يقل عن مليون برميل يومياً إلى الطلب على الخام.

كذلك يستفيد النفط من القفزات غير المسبوقة التي شهدتها أسعار الغاز عالمياً ووصلت إلى 400% في أوروبا هذا العام. وأنهت عقود خام برنت القياسي العالمي جلسة تداول، أمس، عند 85.99 دولاراً للبرميل، بينما لا يبتعد سعر الافتتاح، اليوم الثلاثاء، كثيراً عن هذا المستوى مع تراجع محدود، إذ سجلت إلى 85.79 دولاراً للبرميل.

وقال إدوارد مويا، كبير محللي السوق في شركة "أواندا" للاستشارات في مذكرة، وفق "رويترز"، إنّ "التوقعات بالنسبة إلى نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل الأكثر برودة تجعل المتعاملين في الطاقة يستعدون لسوق شحيحة للغاية، مع طلب لم يسبق له مثيل هذا الشتاء".