استمع إلى الملخص
- تزايد الاعتماد على اليوان عالميًا يعكس تحولًا كبيرًا منذ 2010، حيث كانت نسبة التسويات باليوان أقل من 1% مقابل 83% بالدولار، مع توقعات بتراجع هيمنة الدولار على التجارة الدولية.
- البرازيل والأرجنتين تبنيان التسويات باليوان، مما يساهم في تقليص قوة الدولار وتأثير العقوبات الغربية، رغم أن التخلص الكامل من الدولار عالميًا يظل غير مرجح في الأمد القريب أو المتوسط.
تتوسع الصين في تقويض الدولار في معاملاتها، وأجرت تسوية أكثر من نصف مدفوعاتها باليوان، على مدار الأشهر القليلة الماضية. وفي عام 2023، تفوق اليوان على الدولار في المدفوعات والإيصالات عبر الحدود في الصين، ليواصل تقدمه اعتباراً من مارس/آذار 2024، حيث جرت تسوية 52.9% من المدفوعات الصينية من خلاله، بينما تمت تسوية 42.8% بالدولار، وفق تقرير نشره موقع "برايس أويل" الأميركي، نقلا عن نشرة "زيرو إيدج" المتخصصة في الشؤون الاقتصادية.
وكانت غالبية مدفوعات الصين عبر الحدود يجري تسويتها بالدولار منذ عام 2010، مثل مدفوعات العديد من البلدان، لكن اعتباراً من الربع الأول من العام الماضي 2023، لم يعد هذا هو الحال. وقال جوليان ويندلينج من "Visual Capitalist" إن شعبية العملة الصينية تزداد في المدفوعات محلياً وعالمياً. وفي الأشهر القليلة الأولى من عام 2010، كانت التسويات بالعملة الصينية تمثل أقل من 1% من مدفوعات الصين عبر الحدود، مقارنة بنحو 83% بالدولار. ومنذ ذلك الحين تردم الصين هذه الفجوة. وفي مارس/آذار 2023، تجاوزت حصة اليوان في تسويات الصين الدولار لأول مرة. ومنذ ذلك الحين، استمرت عملية إلغاء الدولرة في التسويات الدولية الصينية.
ووفقاً لبنك الاستثمار الأميركي غولدمان ساكس، فإن رغبة الأجانب المتزايدة في تداول الأصول المقومة باليوان ساهمت بشكل كبير في تراجع الدولار لصالح العملة الصينية. وفي أوائل العام الماضي أيضاً، أعلنت البرازيل والأرجنتين أنهما ستبدآن في السماح بالتسويات التجارية باليوان.
وإذا استمر تسوية المعاملات العالمية باليوان في الصعود، فإن قبضة الدولار على التجارة الدولية قد تتضاءل بمرور الوقت. وتأثيرات تراجع هيمنة الدولار معقدة، وتمتد إلى الأصول المالية الأميركية، كما تقلص قوة فعالية العقوبات الغربية. ورغم زيادة الاعتماد على اليوان في المدفوعات الدولية، إلا أن التخلص الكامل من الدولار في الاقتصاد العالمي على المدى القريب أو المتوسط أمر غير مرجح، وفق التقرير.
وتوسع إجمالي واردات وصادرات السلع في الصين باليوان بنسبة 0.2% على أساس سنوي العام الماضي، حسبما أظهرت بيانات رسمية صادرة عن الهيئة العامة للجمارك في يناير/كانون الثاني الماضي. وأشارت الهيئة، وفق وكالة شينخوا إلى أنه في عام 2023، بلغ حجم التجارة الخارجية للبلاد 41.76 تريليون يوان (حوالي 5.87 تريليونات دولار).