الصين تبيع الغاز المسال الأميركي لأوروبا

16 مارس 2022
روسيا تستحوذ على نحو ثلثي واردات أوروبا من الغاز (Getty)
+ الخط -

باعت الصين العديد من شحنات الغاز الطبيعي المسال الأميركي إلى أوروبا، في خطوة نادرة من قبل أكبر مشترٍ للغاز في العالم، ما يسلط الضوء على كيفية تغيير تدفقات التجارة تأثراً بالأسعار المرتفعة للغاية للطاقة عالمياً بسبب تداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا.

وبحسب تقرير لوكالة بلومبيرغ الأميركية، أمس الثلاثاء، باعت شركة "يونيبك"، الذراع التجارية لشركة "سينوبك" الصينية المملوكة للدولة، ما لا يقل عن ثلاث شحنات من الغاز الطبيعي المسال للتسليم الصيفي إلى الموانئ في أوروبا عبر مناقصة أُغلقت في أواخر الأسبوع الماضي. وقال متداولون على دراية بالموضوع، إن الشحنات سيتم تحميلها من منشأة تصدير "كالكاسيو باس" التابعة لشركة "فينشر غلوبال إل إن جي" في ولاية لويزيانا الأميركية.

وتشهد أسعار الغاز في أوروبا قفزات حادة، إذ وصلت إلى مستوى قياسي، الأسبوع الماضي، وسط مخاوف من أن الحرب في أوكرانيا ستكبح التدفقات من المورد الأكبر، روسيا. وقد دفع الارتفاع شركة "يونيبك" إلى الابتعاد عن السوق الصينية ذات الأسعار المنخفضة، حتى مع مطالبة بكين لمستورديها بتأمين المزيد من الوقود وسط مخاوف من الاضطرابات في زمن الحرب.

وتخطط أوروبا للتخلي عن الغاز الروسي، ما يعني أنها ستحتاج إلى زيادة واردات الغاز الطبيعي المسال بشكل كبير، مع استعداد القارة للبقاء أعلى من الأسعار الآسيوية، حيث تسعى إلى جذب آخر قطرة وقود من السوق الفورية.

والأسبوع الماضي، قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، في بيان أذاعه التلفزيون الروسي، إن موسكو قد تقطع إمدادات الغاز عبر خط الأنابيب "نورد ستريم 1" إلى ألمانيا، لكنها لم تتخذ حتى الآن مثل هذا القرار. فيما صرح رئيس سياسة المناخ في الاتحاد الأوروبي فرانس تيمرمانس بأن الاتحاد الأوروبي يمكنه الشروع في الحد من اعتماده على الغاز الروسي في غضون أشهر، وقد يتوقف عن الاستعانة به في غضون سنوات.

وكان تقرير صادر عن شركة الأبحاث البلجيكية "بروغل" في وقت سابق من الشهر الجاري، قد أشار إلى أن الاتحاد الأوروبي قادرعلى اجتياز الشتاء المقبل دون واردات الغاز الطبيعي الروسي مع تجنب إلحاق أضرار جسيمة بالاقتصاد.

وأوضح التقرير الذي نقلت وكالة بلومبيرغ مقتطفات منه، أن دول الاتحاد ستحتاج إلى تقليص طلبها بما يتراوح بين 10% و 15% على الأقل، إذا أوقفت روسيا الواردات تماماً بعد هجومها على أوكرانيا.

وأضاف أنه إذا استمرت "غازبروم" الروسية في الوفاء بالتزاماتها التعاقدية طويلة الأجل، فمن الممكن بسهولة تجديد المخزونات المستنفدة في أوروبا قبل موسم التدفئة المقبل.

وحتى الآن تواصل روسيا شحن الغاز الطبيعي إلى أوروبا رغم التهديدات الروسية باستخدام سلاح الغاز الطبيعي في الحرب على أوكرانيا.

وتعد روسيا أحد أكبر مصدري الغاز إلى أوروبا، إذ توفر موسكو قرابة 40% من واردات القارة العجوز من الغاز. وفي 9 أشهر من عام 2021، قدمت شركة "غازبروم" الروسية 51% من الغاز الذي استوردته أوروبا.

المساهمون