- المخاوف الأمنية والسياسية، بما في ذلك الهجوم على دمشق والتوترات في غزة، إلى جانب الطلب العالمي على الدولار وارتفاع عائدات السندات الأميركية، تسهم في ضعف الشيكل.
- تراجع قيمة الشيكل يأتي في وقت حرج لإسرائيل، مما قد يعرقل خفض الفائدة المصرفية المطلوب لدعم النمو الاقتصادي، رغم توقعات بأن خسائر الشيكل قد تخفف بفعل الطلب المحلي من المصدرين والشركات.
تشهد العملة الإسرائيلية الشيكل تراجعاً حاداً مقابل العملات الرئيسية لليوم الثاني على التوالي، وذلك وفق تقرير في صحيفة غلوبس اليوم الأربعاء. وكان بنك إسرائيل قد حدد سعر الشيكل مقابل الدولار التمثيلي بنسبة 0.928% يوم الاثنين، عند 3.697 شيكل/ دولار، كذلك حُدِّد سعر الشيكل مقابل اليورو التمثيلي أعلى بنسبة 0.544% عند 3.972 شيكل/ يورو.
ويقول الرئيس التنفيذي لشركة بريكو لإدارة المخاطر والتمويل والاستثمار، يوسي فريمان، إن "المخاوف بشأن التصعيد على الجبهة السورية والتقديرات بأن عجز الموازنة قد يرتفع إلى أكثر من 8% قد دفعت سعر صرف الشيكل مقابل الدولار إلى التراجع إلى أقل من 3.70 شيكل/ دولار"، وفق تقرير غلوبس.
ومع ذلك، يضيف فريمان أن خسائر الشيكل يمكن تخفيفها من قبل المصدّرين والشركات الإسرائيلية التي تحتاج إلى الشيكل لدفع الرواتب والضرائب في بداية الشهر. ومن المقرر أن يصدر بنك إسرائيل قراره بشأن سعر الفائدة يوم الاثنين المقبل. وكان محافظ البنك المركزي الإسرائيلي، أمير يارون، قد أكد في وقت سابق أن استقرار الأسواق المالية، وخصوصاً سوق الصرف الأجنبي، عنصر رئيسي في تحديد ما إذا كان التيسير النقدي سيُواصَل أو لا، وبالتالي فإن الانخفاض الحالي في قيمة الشيكل يقلل بشكل كبير من احتمالية خفض سعر الفائدة مرة أخرى يوم الاثنين.
من جانبه، قال كوبي ليفي، رئيس استراتيجية الأسواق في بنك لئومي، لغلوبس، إن "الشيكل يضعف بشكل رئيسي بسبب الطلب من التجار الأجانب.. كجزء من الاتجاه العالمي لتعزيز الدولار، الذي يدعم ارتفاع العائدات على السندات الأميركية. وكان العائد على سندات الخزانة الأميركية أجل 10 سنوات قد ارتفع إلى 4.35%.
ويوافق كبير الاقتصاديين في بنك مزراحي طفحوت، رونين مناحيم، ليفي على أن ضعف الشيكل يعكس قوة الدولار في الأسواق العالمية، ويذكر أن مؤشر مديري المشتريات الأميركي، الذي كان أقوى من المتوقع، لا يتناسب جيداً مع أسعار الفائدة.
بالإضافة إلى ذلك، يقول مناحيم إن جزءاً من الانخفاض في سعر الشيكل يرجع إلى الانخفاض في أسواق الأسهم الأميركية. وأثرت كذلك التطورات الأمنية الداخلية خلال اليوم الماضي، والهجوم على دمشق الذي استهدف القنصلية الإيرانية، وجريمة قتل عمال الإغاثة الأجانب في غزة، بصرف العملة الإسرائيلية، وذلك بالإضافة إلى الخلافات السياسية الداخلية في دولة الاحتلال. ولكن رغم ذلك، يرى محللون أن تراجع الشيكل لم يصل إلى درجة تستدعي تدخل بنك إسرائيل في سوق الصرف، ولكنه يأتي في وقت غير مناسب بالنسبة إلى إسرائيل، وربما يعرقل تدهور صرف العملة آمال خفض الفائدة المصرفية التي يحتاجها النمو الاقتصادي بشدة في الوقت الراهن.