الشباب يهربون من تل أبيب بعد "طوفان الأقصى"... وأسعار الإيجارات تتراجع بمعدلات كبيرة

21 نوفمبر 2023
تل أبيب قبل عملية طوفان الأقصى (getty)
+ الخط -

قبل بضعة أشهر، عُرضت شقق جديدة للإيجار في سوق إيجار العقارات بتل أبيب، لكن سماسرة العقارات يقولون إنه يتعين على أصحاب العقارات خفض الإيجارات لعدم وجود طلب. وأصبحت إسرائيل بعد عملية "طوفان الأقصى" غير آمنة، كما كانت تروج الحكومة الإسرائيلية من قبل، حيث هاجر العديد من حملة الجنسيات المزدوجة إلى أوطانهم الأصلية.  

ويرى وسطاء عقاريون أن الناس في تل أبيب يتخوفون من المستقبل، ويقول تقرير بنشرة "غلوبس" المالية الإسرائيلية مساء الإثنين، "الناس ليسوا في مزاج جيد ولا يعرفون ماذا سيكون مستقبلهم وماذا سيحدث. إنهم لا يريدون تحسين مساكنهم، إلا إذا كانوا في حالة حاجة إلى مسكن آمن ولكن كم من الناس يبحثون عن ذلك؟".
 وحسب تقرير "غلوبس" المالية، ضربت عملية "طوفان الأقصى" وما تلتها من حرب بربرية على قطاع غزة سوق الإيجارات في تل أبيب. وتشير غلوبس إلى أنه قبل شهرين كان كل إعلان جديد لاستئجار شقة في المدينة، يُنشر على إحدى مجموعات الإيجارعلى فيسبوك، يجذب مئات الردود، أما اليوم فالردود قليلة ومعظمها يتساءل هل هناك غرفة أمنية.
في هذا الصدد، يصف الوسيط العقاري، درور مانجال، المتخصص في منطقة الشمال القديم في تل أبيب، كيف أثرت الحرب على المدينة. ويقول: "لقد كنت سمساراً لمدة 20 عاماً في تل أبيب. منذ الحرب، أستطيع أن أقول إن هناك الآن عدداً كبيراً من الشقق خالية، أشياء لم نشهدها من قبل. ومنذ بداية العام، كان من الممكن رؤية انخفاض الأسعار، ولكنه تراجع بشدة بعد عملية طوفان الأقصى".

وأضاف "أنا لا أدعي أنه لا توجد صفقات، لأن الناس في نهاية المطاف بحاجة إلى وضع سقف فوق رؤوسهم، لكن الصورة تغيرت".
من المحتمل أن يكون بعض المستأجرين المحتملين قد تم استدعاؤهم إلى الجيش، أو عادوا إلى والديهم أو خططوا لبدء الدراسة، وفي هذه الأثناء تم تأجيل بداية العام الدراسي، ويبحث الناس عن بدائل، كما يقول مانجال. ويتابع :"أجلس وأستمع إلى جميع أنواع المستأجرين الذين لجأوا بالفعل إلى أصحاب العقارات مطالبين بتخفيض الإيجار. ليس هناك شك في أنه إذا كان هناك اتجاه لزيادة الأسعار في الماضي، فإننا لم نعد نرى ذلك الآن".
إلى جانب ارتفاع العرض، يتحدث سماسرة العقارات في تل أبيب عن انخفاض الإيجارات المطلوبة، والإعلانات التي يتم وضعها مراراً وتكراراً، مع العنوان الرئيسي "تم تعديل الإيجار"، وفي النهاية قد يقول الإعلان "هنالك مرونة في السعر".
يقول مانجال: "يكفي أن تفتح صفحة إعلانية على الإنترنت وترى أن هناك كمية هائلة من الشقق المعروضة بأسعار مخفضة، على سبيل المثال، شقة تم الإعلان عنها للإيجار بـ 10000 شيكل شهرياً منذ عدة أشهر تم تخفيضها بمقدار 1000 شيكل. أما الشقق التي يبلغ سعرها 8,500 شيكل شهرياً، فقد انخفضت إلى ما بين 7,600 و7,800 شيكل. كما أن هناك انخفاضاً بنسبة 10-12% في الأسعار". 

ويرى مانجال أن أصحاب العقارات خفضوا الأسعار حتى يحصلوا على مؤجرين، وإلا ستبقى الشقق فارغة. ويضيف "نحن نتحدث عن تراجع بعد 38 يوماً منذ اندلاع الحرب، وكما ذكرت فإن الوضع قبل ذلك لم يكن جيداً".
في ذات الصدد، يقول الرئيس التنفيذي لشركة AR Real Estate، رون أكرمان، الذي يتوسط في بيع وتأجير المنازل في تل أبيب والمدن المحيطة بها، إن الوضع في السوق يعني أن الشقق عالقة، حتى لو كانت بها غرفة أمنية. ويقول: "لدي حالياً شقق بها غرف أمنية وبدون غرف أمنية، بعضها في أحياء شمال اليركون وفي الشمال القديم وفي رمات غان". ويضيف "أستطيع أن أخبرك أن هناك ببساطة توقفاً تاماً في تأجير الشقق. ولا توجد حتى استفسارات. فقط أولئك الذين انتهى عقدهم بالفعل ويضطرون إلى المغادرة هم المهتمون بالاستئجار، وهناك الكثير من الشقق للإيجار في السوق".

المساهمون