أطلق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مجموعة من التصريحات المثيرة للجدل، الخميس، رداً على اتهامات الفشل الاقتصادي التي تلاحق حكومته، محملاً من جديد أحداث ثورة 25 يناير 2011 "المسؤولية عما آلت إليه الأوضاع في البلاد، من دين وتضخم وارتفاع كبير في الأسعار".
وقال السيسي، على هامش تدشين وحدات بحرية جديدة في هيئة قناة السويس بمحافظة الإسماعيلية: "إن الله لا يصلح عمل المفسدين، ولو إحنا مفسدين في الأرض مش هاننجح. ومن نفس المكان أطلقنا حفر القناة (التفريعة) الجديدة عام 2014، وحصل نقاش وجدال كثير، وقيل وقتها إن هذا المشروع ليس مهماً، والدولة ليست في حاجة إليه".
وأضاف: "نحن كنا نتحدث عن دخل إجمالي لقناة السويس ما بين 4.8 و5 مليارات دولار في العام، وهو ما ارتفع إلى 7 مليارات دولار رغم الأوضاع التي يشهدها العالم. والمبالغ التي دُفعت في مشروع التوسعة حصلنا على أكثر منها في الخمس سنوات الماضية"، على حد قوله.
والزيادة الحاصلة في إيرادات قناة السويس ناتجة عن رفع رسوم المرور من القناة أكثر من مرة، كان آخرها بنسبة 6 في المائة لجميع أنواع السفن العابرة للقناة ابتداءً من يناير/ كانون الثاني 2022، ثم بنسبة إضافية تصل إلى 10 في المائة لناقلات الغاز المسال والكيماويات والمواد السائلة الأخرى في مارس/ آذار الماضي.
وتابع السيسي: "حالة التشكيك التي تتعرض لها الدولة (النظام) الهدف منها هو خفض الروح المعنوية للشعب المصري، واتكلم بصراحة أكثر: هل نتصالح معهم؟ (في إشارة إلى جماعة الإخوان)، هم يريدون مساحة للتحرك مجدداً حتى يتوقفوا عما يفعلونه. لأن طول ما ده (أنا) موجود، هايفضلوا يعملوا كده حتى يخلصوا منه".
واستطرد قائلاً: "الأمر كله بيد لله، هو اللي يقعد أو يمشي (في الحكم)، وأقول للمصريين: أيوة حجم الدين زاد، ويوجد تضخم وارتفاع في الأسعار، هل أنت مش عاوز تدفع تكلفة اللي عملته في 2011 و2013؟ مش ده كان له تأثير مدمر على اقتصادك. طالما اتخذنا إجراء يبقى نكمله مع بعض، ونستحمل اللي بيحصل، ولسه كمان هاندفع تكلفة هذا الموضوع مع بعض!".
وتابع: "مصر خسرت 450 مليار دولار في 3 أو 4 سنوات، وهو ما عرض حاضرها ومستقبلها للخطر، ولولا دعم الأشقاء في الخليج لنا، وإرسالهم مشتقات بترولية، وأموالاً سائلة، كانت الدولة دي (مصر) ماكنتش هاتكمل. لما أقول كده يبقى أن بعترف بفضلهم، وماحدش يزعل من الكلام ده".
وزاد السيسي: "مصر كان بها طوابير في محطات الوقود، والسعودية والإمارات والكويت أرسلوا لنا مشتقات البترول من دون مقابل لمدة 18 شهراً، سواء عن طريق البحر الأحمر أو البحر المتوسط. لازم كلنا نحيي ونصفق لهم".
وأكمل بقوله: "هي دي الحقيقة اللي أنتم مش عاوزين تسمعوها، وبقول للمصريين: ماتسمعوش كلام حد عاوز يخربها ويولعها، لأننا بنواجه أزمة حقيقية، فهل ستتخلون عن الدولة؟ هاتسيبوها يعني وتمشوا؟ وتقولوا زي قوم سيدنا موسى: فاذهب أنت وربك فقاتلا. عدد السكان في مصر زاد بواقع 25 مليون نسمة منذ عام 2011، ولازم نشيل مع بعض، ولا نعطي ظهورنا للمشكلة التي تواجهنا".