السودان: وقف برنامج الأغذية للوجبة المدرسية يقلق الفقراء

04 أكتوبر 2022
ضاعف القرار معاناة الأسر مع بدء العام الدراسي المتزامن مع ظروف معيشية قاسية (الأناضول)
+ الخط -

يسود القلق أوساط فقراء السودان من نتائج قرار برنامج الأغذية العالمي وقف تقديم الغذاء والوجبات لأطفال المدارس، فيما يقول خبراء إن الخطوة تتزامن مع بدء العام الدراسي الجديد الذي انطلق أمس الأحد، بما يؤثر سلبا على التحصيل العلمي.

في السياق، يقول لـ"العربي الجديد" مهند العبادي، وهو رب أسرة وأب لعدد من التلاميذ في جزيرة توتي بالخرطوم، إن إيقاف الوجبة المدرسية ستكون له آثار كارثية على التلاميذ في المدارس، خاصة أن السودان يعيش في هذه الفترة أوضاعاً اقتصادية غاية في الصعوبة أثرت بشكل كبير على مستوى معيشة المواطنين وحياتهم، لا سيما مع الارتفاع المتصاعد في أسعار السلع والخدمات.

وأشار إلى مضاعفة القرار معاناة أولياء الأمور مع بدء العام الدراسي المتزامن مع ظروف قاسية ربما تقود الكثير من الطلاب إلى ترك مقاعد الدراسة والاتجاه إلى العمل للحصول على لقمة العيش، فيما كان من المفترض، برأيه، أن تسعى الجهات المسؤولة لطلب توسيع نطاق توزيع الوجبة لتشمل جميع المدارس بالتنسيق مع المنظمة الدولية، تخفيفا لحدة الفقر والجوع ومعاناة الناس في توفير الغذاء والزي المدرسي.

المحلل الاقتصادي أحمد خليل قال لـ"العربي الجديد" إن من المؤسف أن يعتمد الطلاب السودانيون على الإعانات الدولية في بلد يمتلك موارد كبيرة، معتبرا أن وقف هذه المساعدات خاصة لشريحة كبيرة من التلاميذ في مناطق متفرقة من البلاد جراء تفاقم الأزمة الاقتصادية تم بنتيجة انقلاب 25 أكتوبر.

وأعربت المسؤولة في وزارة التربية والتعليم إخلاص عباس، عن قلقها من توقف دعم برنامج الغذاء لأطفال المدارس، ودعت في حديث لـ"العربي الجديد" وزارة التنمية الاجتماعية وفاعلي الخير والجهد الشعبي وديوان الزكاة لتوفير التغذية المدرسية للأسر الفقيرة كي تتمكن من تعليم أبنائها وضمان استقرار العام الدراسي.

اقتصاد عربي
التحديثات الحية

وأعلن برنامج الأغذية العالمي قبل يومين، عزمه وقف تقديم الغذاء والوجبات المدرسية لأطفال المدارس مطلع سنة 2023 لضعف التمويل وعدم وجود موارد إضافية، مؤكدا حاجته إلى 201 مليون دولار خلال الأشهر الـ6 المقبلة للصرف على المحتاجين، لافتا إلى التأثيرات السلبية لذلك على فرص التعليم، خاصة أنها توفر دعما قويا للانتظام في الدراسة.

ووصف الخبير التربوي عمر الطيب لـ"العربي الجديد" توقيت قرار برنامج الأغذية بالحرج بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة التي تمر بها غالبية الأسر السودانية، مشيرا إلى نجاح التجارب السابقة للبرنامج في التوسع في تقديم الوجبات المدرسية للأطفال ما تسبب في استقرار التعليم.

كما أكد أن الإقدام على هذه الخطوة اضطراري لعدم وجود موارد كافية، رغم تأثيراتها السالبة المتوقعة على زيادة نسبة التسرب الدراسي وعدم الانتظام في الحضور لعجز الأسر عن توفير الوجبات المدرسية لأطفالهم والتي تكلف ما يفوق 200 جنيه سوداني للطفل الواحد.

وأعلنت منظمة رعاية الطفولة "يونسيف" عن تخلف 6.9 ملايين طفل سوداني عن الذهاب للمدارس، بجانب 12 مليون طفل مهددين بالانقطاع عن التعليم.

وقال الخبير التربوي الناشط في حقوق الطفل ياسر سليم لـ"العربي الجديد" إن إيقاف الدعم الغذائي لأطفال المدارس يزيد ظاهرة الفاقد التربوي والتسرب، خاصة أن المناطق التي يدعمها برنامج الغذاء تم انتقاؤها بعناية لتزايد أعداد الأسر الفقيرة بها وعدم تمكنها من توفير الوجبات المدرسية لأبنائها.

وطالب سليم بضرورة تفعيل المسؤولية المجتمعية لشركات الاتصالات والمعادن والبترول ومنظمات المجتمع المدني لتوفير الوجبات المدرسية، فضلا عن أهمية قيام السلطة بدورها في منح الأولوية في التمويل للتغذية المدرسية لارتباطه بحق الحياة والتعايش السلمي.

وأشار برنامج الغذاء إلى تزايد حالات التسرب من المدارس بسبب الفقر، حيث تضطر الأسر لامتهان حرف هامشية في الأسواق والمصانع، لافتا إلى أن السودان يواجه أزمة جوع عميقة نتيجة للمتغيرات المناخية والصراع المستمر وارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية.

المساهمون