السلة الزراعية المصرية تفتقد إنتاج سيناء

07 مايو 2022
+ الخط -

تتقلب مواسم الزراعة في مصر مع تغير فصول السنة، بالتزامن مع استمرار غياب حصة محافظة شمال سيناء شرقي البلاد، التي كانت تمدّ السلة الزراعية المصرية بعشرات الأصناف، إلا أنها انقطعت عن ذلك مجبرةً، بفعل الحرب على الإرهاب، طيلة سنوات العقد الأخير، ما دفع الكثيرين من المصريين إلى افتقاد الأصناف الزراعية من خضراوات وفواكه كانت تُزرع في شمال سيناء ووسطها.

وجرف الجيش المصري خلال العقد الأخير آلاف الفدانات الزراعية، في مدن شمال سيناء كافة، من رفح مروراً بالشيخ زويد والعريش وصولاً إلى بئر العبد، وطاول الجرف بساتين الخضراوات والفواكه.

وقال نور محمد، أحد مزارعي مدينة رفح قبل أن يتم تجريف منازلها ومزارعها، إنه كان يملك 20 فداناً مزروعة بالحمضيات، شمال مدينة رفح، وقام الجيش بقصفها بالطيران الحربي عام 2017، من ثم جرفها بحجة اتخاذها ملجأ لتنظيم داعش الإرهابي، على الرغم من أن عشرات العمال كانوا يعملون في الأراضي المجرفة في ذلك الحين، ولم يلحظوا وجوداً لداعش داخل المزارع المشار إليها.

وأضاف أنه "بعد إصابة عدد من العمال تركت الأرض، فيما ما زلت أطالب بتعويضي عن الأذى المادي والمعنوي الذي أصبت به جراء تجريف مزرعتي التي كان عمرها أكثر من 15 عاماً، وكانت تعيل 50 أسرة مصرية، وتصدر عشرات الأطنان من الكلمنتين والبرتقال كل موسم".

وأضاف المزارع السيناوي في حديثه لـ"العربي الجديد" أنه "فعلنا المستحيل من أجل إحياء الأرض الحدودية بشمال سيناء، وتخطينا الصعاب، بتوفير المياه والمزروعات، وربّينا الأشجار كما ربّينا أطفالنا، يوماً بيوم، وما إن بدأنا في قطف ثمارها عام 2012 حتى بدأت الحرب على الإرهاب، وتعرضنا لمضايقات عديدة، حتى وصلنا إلى عام 2017 الذي بدأ فيه الاستهداف المباشر للمزارع، وصولاً إلى التجريف الكامل بالتزامن مع العملية الشاملة في سيناء عام 2018".

وتشتهر محافظة شمال سيناء بزراعة العنب، والتين، والنخيل، والرمان، والبرتقال، والليمون، واليوسفي، والجوافة، والمشمش، والكمثرى، والتفاح، والبرقوق، واللوز، والفستق، والفول البلدي، والخضراوات الصيفية، والقمح، والشعير، فيما كانت تصدّر كميات كبيرة منها إلى المحافظات المصرية الأخرى طيلة فصول السنة ومواسمها، وكانت المزروعات السيناوية معروفة بجودتها العالية.

وقال أحد العاملين في مديرية الزراعة بشمال سيناء لـ"العربي الجديد" إن محافظة شمال سيناء تتميّز بوفرة أراضيها المنبسطة الغنية بالطمي، الذي ترسّب في وديانها على مر العصور، وتمتد المنطقة بين القنطرة وحتى العريش شرقاً التي هي فى جملتها جزء من وادي النيل.

وأضاف المهندس الزراعي أن الزراعة في شمال سيناء تعتمد بشكل أساسي على المياه الجوفية، إذ تمتلك المحافظة العديد من السدود والخزانات، أهمها سد الروافعة وسد الكرم وسد طلعة البدن، بالإضافة إلى 15 خزاناً أرضياً في وادي الجراف، ويبلغ عدد الآبار بالمحافظة 3452 بئراً، مشيراً إلى أن الزيتون والنخيل والخوخ والحمضيات هي أكثر الأصناف زراعةً في شمال سيناء، ومن ثم جملة من أصناف الفواكه والخضراوات.

المساهمون