السعودية توسّع شراكتها مع "هواوي" الصينية

20 يوليو 2023
المملكة ترى في "هواوي" وسيطاً لتعزيز بنيتها التحتية التكنولوجية (Getty)
+ الخط -

 

تعتزم المملكة العربية السعودية توسيع شراكتها مع شركة هواوي الصينية في مجالات التكنولوجيا والاتصالات، بهدف تحسين الخدمات والمنتجات المقدمة للمستهلكين السعوديين من جانب، وتعميق الشراكة الاستراتيجية مع الصين من جانب آخر، وهو ما رسخته زيارة وزير الاتصالات وتقنية المعلومات، عبدالله بن عامر السواحة، الأخيرة إلى بكين، مطلع الشهر الجاري.
ويُعتبر توسيع الشراكة مع "هواوي" رسالة واضحة من السعودية بأنها تسعى إلى تنويع شركائها الاقتصاديين والسياسيين.

ويظهر هذا التحالف اتجاه الرياض لتعزيز الشراكة مع بكين مقابل استفادة الجانب الصيني من دخول سوق سعودية ضخمة ومستقرة، وزيادة نفوذه في منطقة الشرق الأوسط، عبر الاستحواذ على الحصة الأكبر للاقتصاد الرقمي في المنطقة، وفقا لما أوردته وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس".

ولكن هذه المزايا قد تأتي بثمن باهظ، فالشراكة مع "هواوي" قد تجعل السعودية عرضة للعقوبات الأميركية التي تستهدف الشركة والشركاء المتورطين معها، وقد أصدرت الولايات المتحدة قانونًا يحظر على شركاتها أو حكومتها شراء أو استخدام أجهزة أو خدمات "هواوي"، بحجة أنها تشكل تهديدًا للأمن القومي.

كما قامت بفرض قيود على صادرات التكنولوجيا المتطورة إلى "هواوي"، ما أثر في قدرتها على المنافسة في سباق شبكات اتصالات الجيل الخامس 5G.
واتخذت بعض الدول، مثل أستراليا وبريطانيا والهند، قرارات مشابهة بحظر أو إزالة معدات "هواوي" من شبكاتها.
ويشير الخبير الاقتصادي، عامر الشوبكي، في تصريحات لـ "العربي الجديد"، إلى أن الصين تُعتبر الشريك التجاري الأول للسعودية، وتريد من خلال تعزيز التعاون مع الشركات الصينية، وعلى رأسها "هواوي"، توطيد العلاقات بشكل أكبر مع بكين، خاصة أن الصين هي المشتري الأول للنفط السعودي، الذي يمثل 18% من إجمالي واردات الصين النفطية.
وبذلك تحتل السعودية المركز الثاني في قائمة كبار موردي النفط إلى الصين، ما يدفع بكين إلى تصنيف المملكة شريكا تجاريا استراتيجيا لا يمكن الاستغناء عنه، بحسب الشوبكي، مشيرا إلى أن المملكة ترى في "هواوي" وسيطا لتأمين البنية التحتية التكنولوجية التي تحتاجها، وخاصة ما يخص خدمات الحوسبة السحابية أو بناء التجمعات التكنولوجية الفائقة، أو التكنولوجيا الفائقة للمدن.
لكن الشوبكي يصف تعزيز التعاون السعودي مع "هواوي" بأنه "مخاطرة"، لكنه أوضح أن المملكة تستهدف جعل المركز الإقليمي لـ"هواوي" في الرياض، وترى أن لهذا الأمر مكاسبه أكثر من مضاره.

يشير الخبير الاقتصادي، عامر الشوبكي، في تصريحات لـ "العربي الجديد"، إلى أن الصين تُعتبر الشريك التجاري الأول للسعودية


كما تحاول السعودية خلق التوازن ما بين علاقاتها الاقتصادية مع الصين، وعلاقاتها الأمنية والعسكرية مع الولايات المتحدة، التي لا تستطيع المملكة الاستغناء عنها أيضا، بحسب الشوبكي.

وفي السياق، يلفت الخبير الاقتصادي، نهاد إسماعيل، إلى أن الصين شريك كبير ومهم للسعودية في مجالات اقتصادية مختلفة، على رأسها الطاقة والنقل وتكرير النفط والاتصالات، مشيرا إلى أن تعميق هذه الشراكة جاء نتاجا للزيارة الأخيرة التي أجراها الرئيس الصيني، شي جين بينغ، إلى السعودية، إذ تم الإعلان عن عدد من الاتفاقات، بينها اتفاق حوسبة سحابية مع شركة هواوي الصينية لبناء مجمعات عالية التقنية في المملكة، بحسب ما صرح به لـ "العربي الجديد".

ويرى إسماعيل أن شراكة "هواوي" تحديدا تؤشر إلى سعي السعودية لتعميق علاقاتها الاقتصادية والاستراتيجية مع الصين وتقليل الاعتماد على الغرب، لافتا إلى أن الرياض تجاهلت تحذيرات الإدارة الأميركية من الشراكة مع "هواوي"، رغم مخاوف واشنطن من التكنولوجيا الصينية المتقدمة لأغراض التجسس وجمع المعلومات.

المساهمون