السعودية تودع 5 مليارات دولار في البنك المركزي التركي

06 مارس 2023
يدعم الاحتياطي المرتفع من النقد الأجنبي سعر صرف الليرة التركية (العربي الجديد)
+ الخط -

قال الصندوق السعودي للتنمية، اليوم الاثنين، إن المملكة وقعت اتفاقاً مع أنقرة لإيداع خمسة مليارات دولار في البنك المركزي التركي.

وأكد الصندوق، في بيان، أن الوديعة تأتي "امتداداً للعلاقات التاريخية وأواصر التعاون الوثيقة التي تجمع المملكة العربية السعودية مع الجمهورية التركية وشعبها الشقيق."

وقّع على الاتفاقية في تركيا كل من رئيس مجلس إدارة الصندوق السعودي للتنمية أحمد بن عقيل الخطيب، ومحافظ البنك المركزي التركي شهاب كافجي أوغلو.

وكان متحدث باسم وزارة المالية السعودية قد قال لوكالة "رويترز"، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، إن السعودية وتركيا تناقشان وضع وديعة قيمتها خمسة مليارات دولار في البنك المركزي التركي.

كما أعلن وزير المالية السعودي محمد بن عبد الله الجدعان، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، اعتزام بلاده إيداع المبلغ.

وقال الجدعان للصحافيين إن "هذا سيحدث قريباً"، وإن القرار اتخذ بين السعودية وتركيا، مضيفاً وقتها أنّ "المناقشات تدور حول التفاصيل المتبقية، وإن الإيداع قد يجرى في غضون أيام".

وأكد المسؤول السعودي، في حينه، أن هناك تحسناً كبيراً في علاقة الرياض بأنقرة، وأنّ المملكة تتطلع إلى فرص استثمارية في تركيا ودول أخرى.

دعم احتياطي النقد الأجنبي

ويدعم الاحتياطي المرتفع من النقد الأجنبي سعر صرف العملة المحلية في تركيا التي وصل سعرها اليوم إلى 18.9 ليرة للدولار.

ويرى أستاذ المالية بجامعة باشاك شهير في إسطنبول، فراس شعبو، أن للوديعة آثاراً مباشرة على سعر صرف الليرة التركية التي أثبتت قوتها، حسب رأيه، نظراً للمحافظة على سعرها رغم آثار الزلزال المدمر، وما تلاه من تخفيض المصرف المركزي التركي سعر الفائدة، الأسبوع الماضي، من 9 إلى 8.5%.

ويشير شعبو، لـ"العربي الجديد"، إلى أن الوديعة السعودية سيتبعها، على الأرجح، خطوات مماثلة خليجية، من قطر والإمارات، ستزيد من تحسن سعر صرف العملة التركية، وتسرّع تعافي التضخم الذي انخفض بشكل كبير خلال الشهر الأخير إلى نحو 55%.

وحول آلية الوديعة وطريقة سدادها، يضيف فراس شعبو أنها وديعة من دون فوائد، لفترة طويلة يجرى الاتفاق عليها بين الجانبين، مرجحاً أن يكون السداد عن طريق سلع ومنتجات ضمن التبادل التجاري الذي عاد بين البلدين، بعد زيارة الرئيس التركي إلى الرياض، وزيارة ولي عهد المملكة إلى أنقرة العام الماضي.

وتعتمد تركيا بشكل رئيس على إيرادات السياحة، والصادرات، والاستثمارات المباشرة، والعقارات، لدعم اقتصادها بمواجهة أزمة التضخم، وتهاوي العملة، ودعم احتياطي النقد الأجنبي.

وقال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في يناير/ كانون الثاني الماضي إن قيمة صادرات بلاده بلغت 254.2 مليار دولار خلال عام 2022، بزيادة 12.9% على أساس سنوي.

وزير الخزانة التركي يثمّن الوديعة السعودية

وفي السياق عينه، ثمّن وزير الخزانة والمالية التركي نورالدين نباتي قرار السعودية إيداع 5 مليارات دولار لدى البنك المركزي في بلاده.

وقال في تغريدة للوزير عبر "تويتر" إن "قرار إيداع الصندوق السعودي للتنمية 5 مليارات دولار لدى البنك المركزي التركي في إطار تعاوننا الاقتصادي والمالي المتزايد في الفترة الأخيرة، هو نتيجة إيجابية لثقة إدارة المملكة العربية السعودية بالاقتصاد التركي وجهودنا المشتركة".

وأكد نباتي أن تركيا ستواصل تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع السعودية ودول المنطقة.

المساهمون