السعودية تؤكد التزامها بالحفاظ على طاقة إنتاجية للنفط عند 12.3 مليون برميل يومياً

29 أكتوبر 2024
وزير الطاقة السعودي خلال مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض 29 أكتوبر2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أكد وزير الطاقة السعودي التزام المملكة بالحفاظ على طاقة إنتاجية للنفط عند 12.3 مليون برميل يومياً، مع الاستثمار في الطاقة المتجددة وتقليل الانبعاثات، رغم إنتاجها الحالي الأقل بسبب اتفاقيات أوبك+.
- تسعى السعودية لتكون رائدة في إنتاج الهيدروجين والكهرباء من مصادر منخفضة الكربون، مع مشاريع لإنتاج 20 غيغاواط من الطاقة المتجددة سنوياً، وتستعد لتصدير الكهرباء والهيدروجين عالمياً.
- انطلقت مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض لتعزيز رؤية 2030، التي تهدف لتنويع الاقتصاد السعودي، تطوير قطاعات جديدة، وتوسيع القطاع الخاص، بمشاركة مؤسسات محلية ودولية.

قال وزير الطاقة الأمير عبد العزيز بن سلمان، اليوم الثلاثاء، إنّ السعودية ملتزمة بالحفاظ على طاقة إنتاجية للنفط الخام عند 12.3 مليون برميل يومياً. وأكد الوزير أمام الحضور في النسخة الثامنة من مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض: "نحن ملتزمون أيضاً بالحفاظ على طاقة إنتاج الخام عند 12.3 مليون برميل يومياً ونحن فخورون بذلك".

وأكد أن المملكة، وهي أكبر مُصّدر للنفط في العالم، ستحافظ على توجهاتها بخصوص النفط الخام بينما تسعى أيضاً لتحقيق أهدافها بشأن المناخ. وأوضح الأمير عبد العزيز قائلاً "سوف نستثمر كل جزيء من الطاقة تملكه هذه الأرض". وأضاف أن هذه السياسة ستنفذ جنباً إلى جنب مع أهداف أخرى مثل خفض الانبعاثات.

وتضع كمية الإنتاج القصوى هذه السعودية جنباً إلى جنب مع الولايات المتحدة كأكبر منتج للخام عالمياً. ويبلغ إنتاج السعودية النفطي في الوقت الحالي أقل من 10 ملايين برميل يومياً، مقارنة مع متوسط الإنتاج الطبيعي البالغ 11 مليون برميل يومياً، التزاماً من المملكة باتفاقية إلزامية وأخرى طوعية لخفض الإنتاج ضمن تحالف أوبك+. وزاد: "إلى جانب إنتاج النفط، لدينا مشروع كبير لإنتاج ونقل الغاز الطبيعي من شرق المملكة إلى الغرب على البحر الأحمر.. كما ننفذ جولات تسويقية حول العالم لبيع الهيدروجين النظيف والأخضر للأسواق العالمية".

وتعتمد رؤية 2030، التي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وتستهدف إنهاء اعتماد السعودية على النفط، على مئات المليارات من الدولارات لتطوير قطاعات جديدة وتدفق إيرادات أكثر استدامة، مع توسيع القطاع الخاص وخلق فرص عمل، وتنويع مصادر الدخل والاستثمار في قطاعات كالصناعة والسياحة والخدمات والتكنولوجيا وغيرها. وأعلنت السعودية، الأحد الماضي، عن افتتاح جزيرة فاخرة على البحر الأحمر تُعرف باسم سندالة تضم مطاعم وفنادق ومراسي لليخوت في إطار مشروع مدينة نيوم الضخم.

وارتفعت أسعار النفط بشكل طفيف، اليوم الثلاثاء، بعد تراجعها 6% في الجلسة السابقة، إذ لم تقدم خطة أميركية لتعزيز الاحتياطي الاستراتيجي من الخام سوى دعم قليل في ظل المخاوف الأوسع نطاقاً بشأن ضعف نمو الطلب في المستقبل. وبحلول الساعة 08:47 بتوقيت غرينتش، زادت العقود الآجلة لخام برنت 63 سنتاً أو 0.88% إلى 72.05 دولاراً للبرميل، فيما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 58 سنتاً أو 0.86% إلى 67.37 دولاراً.

السعودية أكبر منتج للهيدروجين في العالم

وأشار وزير الطاقة السعودي إلى أنّ بلاده ستكون أكبر مستفيد من تحول الطاقة، نحو المصادر الجديدة والمتجددة. وزاد: "نحن اليوم جاهزون لتصدير الكهرباء والهيدروجين للأسواق العالمية؛ فنحن أكبر منتج للهيدروجين.. وبعدما نجحنا في توفير مصدرين اثنين لتوليد الكهرباء في المملكة". وأضاف الوزير أنّ بلاده تعتبر اليوم أكبر منتج للهيدروجين المنتج للطاقة منخفضة الكربون، مؤكداً استعداد المملكة للتصدي، دون تقديم أرقام حول كميات الإنتاج السنوية الفعلية.

وعززت السعودية اعتباراً من 2022، من استثماراتها في الهيدروجين القادر على توليد الطاقة بانبعاثات كربون منخفضة، ضمن خطط تعزيز إنتاجيتها من مصادر الطاقة المختلفة. وأكد الوزير أنّ المملكة حققت أرقاماً قياسية في كلفة منخفضة لتوليد الطاقة الكهربائية من المصادر المتجددة، "واليوم لدينا مشاريع كبيرة لإنتاج الطاقة المتجددة في السعودية.. 20 غيغاواط من الطاقة المتجددة سنويا، سنولدها في المملكة".

وكان وزير الطاقة السعودي يتحدث قبل إعلان يتوقع أن يتم اليوم الثلاثاء بشأن تداول للائتمان الكربوني بمشاركة صندوق الثروة السيادي للمملكة. ودعمت السعودية اتفاقاً، تم التوصل له خلال مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالمناخ "كوب 28" العام الماضي، منح الدول حرية أكبر لاتباع طرقها الخاصة باتجاه الانتقال إلى مصادر طاقة أنظف.

وكانت أكثر من 100 دولة قد ضغطت في تلك القمة "كوب 28"، التي عُقدت في الإمارات، من أجل "التخلص التدريجي" من الوقود الأحفوري لكنها واجهت معارضة من مجموعة الدول أعضاء منظمة البلدان المُصدرة للبترول "أوبك" بقيادة السعودية التي قالت إن العالم يمكنه خفض الانبعاثات من دون تجنب استخدام أنواع بعينها من الوقود.

وقال الأمير عبد العزيز: "لا نخجل من سجلنا عندما يتعلق الأمر بالانبعاثات". وأضاف "نحن فخورون بذلك، لكن المنتقدين يحاولون إخفاء الحقيقة حتى لا يسمحوا لنا بأن نكون فيما يسمى الموقف الأخلاقي الأعلى". وقال أيضاً إن السعودية ستُحدِث تعهدها الوطني بشأن المناخ بموجب اتفاقية باريس لرفع هدفها. وأردف قائلاً "نؤكد أنه سيكون لدينا تحديث للمساهمة المحددة وطنياً خلال العام المقبل، ويمكنني أن أؤكد لكم أن الرقم سيكون أعلى".  

وانطلقت في العاصمة السعودية الرياض، الثلاثاء، أعمال النسخة الثامنة من مبادرة مستقبل الاستثمار والمعروفة باسم دافوس الصحراء، لترويج رؤيتها 2030. وبحسب بيانات المبادرة على موقعها عبر الإنترنت، تستمر أعمال الاجتماعات حتى الخميس المقبل، تحت شعار "أفق لامتناه: الاستثمار اليوم، لصياغة الغد"، بمشاركة مؤسسات محلية ودولية وبنوك استثمار عالمية. 

(رويترز، الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون