الريال اليمني يشهد أكبر تراجع أمام العملات الأجنبية في عامين

11 فبراير 2024
تراجعت العملة اليمنية إلى 1628 ريالاً للدولار الواحد في مناطق الحكومة الشرعية (فرانس برس)
+ الخط -

شهد الريال اليمني، الأحد، تراجعاً أمام العملات الأجنبية، هو الأكبر منذ نحو عامين في مناطق سيطرة الحكومة المعترف بها دوليا في عدن، رغم إعلان البنك المركزي عن اقتراب الحصول على الدفعة الثانية من المنحة السعودية.

يأتي التراجع عقب أيام قليلة من تعيين أحمد عوض بن مبارك رئيساً لمجلس الوزراء، الذي وعد بالعمل من أجل تحقيق نتائج ملموسة على مستوى المعاناة التي تعصف بحياة ملايين اليمنيين.

وذكرت مصادر مصرفية في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، لوكالة "الأناضول"، أن "الريال اليمني سجل تدهوراً كبيراً بواقع 1628 ريال للدولار الواحد في تعاملات الأحد، وهو أدنى مستوى للعملة المحلية منذ أكثر من عامين".

وأضافت المصادر أن التدهور جاء بعد أن كان الريال شهد استقراراً نسبياً بين 1100 و1200 ريال للدولار الواحد خلال السنتين الأخيرتين، بينما سجل متوسط 1600 ريال للدولار منذ منتصف يناير/كانون الثاني الماضي.

وعقب تشكيل مجلس قيادة رئاسي في اليمن في 7 إبريل/نيسان 2022، أعلن رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي أن حكومة بلاده ستواجه مشاكل في صرف رواتب الموظفين بسبب هجمات الحوثيين على موانئ نفطية. وأشار العليمي إلى أن الهجمات تسببت بتوقف تصدير النفط"

وتعد الإيرادات النفطية مصدراً رئيسياً للحكومة لصرف رواتب موظفيها.

وقبل عامين، شنت جماعة الحوثي هجمات على ثلاثة موانئ نفطية، هي الضبة والنشيمة وقنا في محافظتي حضرموت وشبوة شرقي اليمن، وسط دعوات محلية ودولية لوقف الهجمات. 

منحة سعودية

في سياق متصل، قال محافظ البنك المركزي اليمني أحمد بن أحمد غالب المعبقي لوكالة "رويترز"، اليوم، إن الدفعة الثانية من منحة سعودية لمدة عام، بقيمة 250 مليون دولار، ستدخل ميزانية اليمن اليوم أو غدا لدعم دفع الرواتب.

وأضاف المعبقي أن المبلغ المتبقي البالغ 500 مليون دولار من تلك المنحة السعودية، التي بدأت في أغسطس/ آب، لم يُحوّل بعد إلى البنك.

وأوضح أن القسط الثاني من المنحة السعودية البالغ 250 مليون دولار يستهدف تغطية مدفوعات الرواتب لشهرين من أجل مساعدة الناس على شراء سلع ضرورية مثل الطعام.

لكنه أضاف أن الهجمات التي يشنها الحوثيون المتحالفون مع إيران على السفن التجارية في البحر الأحمر منذ نوفمبر/ تشرين الثاني أدت إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية في اليمن الذي يعاني ويلات الحرب.

وذكر أن الوضع صعب بالفعل بسبب الحرب المستمرة منذ ثماني سنوات، وأن هجمات الحوثيين على المنشآت النفطية في اليمن وتوقف الصادرات تسببت في تفاقم الوضع.

ويشهد اليمن حرباً متواصلة منذ نهاية 2014 بين قوات الحكومة الشرعية مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران والمسيطرين على محافظات بينها العاصمة صنعاء (شمال) منذ سبتمبر/ أيلول 2014.

وأضاف على هامش القمة العالمية للحكومات في دبي لعام 2024 أن الوضع يزداد صعوبة.

وتضامناً مع غزة التي تواجه حرباً إسرائيلية مدمرة بدعم أميركي، استهدف الحوثيون بصواريخ ومسيّرات سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر، عاقدين العزم على مواصلة عملياتهم حتى إنهاء الحرب على القطاع.

ومع تدخل واشنطن ولندن واتخاذ التوترات منحىً تصعيدياً لافتاً في يناير/كانون الثاني الماضي، أعلنت جماعة الحوثي أنها باتت تعتبر السفن الأميركية والبريطانية كافة ضمن أهدافها العسكرية.

ويقول الحوثيون إنهم سيواصلون هجماتهم حتى يُتوصّل إلى اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار في غزة والسماح بإدخال الغذاء والدواء إلى القطاع من دون قيود، للتخفيف من وطأة الأزمة الإنسانية هناك. 

(الأناضول، رويترز، العربي الجديد)

المساهمون