الريال اليمني يسجل انهياراً قياسياً هو الأكبر منذ بدء الحرب

29 نوفمبر 2020
انخفاض متواصل في سعر الريال (فرانس برس)
+ الخط -

سجّل الريال اليمني، الأحد، انهياراً قياسياً هو الأكبر على الإطلاق منذ بدء النزاع قبل نحو 6 سنوات، وسط ارتفاع غير مسبوق في أسعار السلع الغذائية.

وقال متعاملون وصيارفة في مدينتي تعز وعدن، في تصريحات منفصلة لـ"العربي الجديد"، إن التعاملات في السوق السوداء سجّلت 875 ريالا أمام الدولار الواحد، في أعمق انهيار خلال العام الحالي. 

وأشارت مصادر إلى أن التعاملات سجلت أيضا 229 ريالا يمنياً أمام الريال السعودي الواحد في المحافظات الخاضعة للحكومة المعترف بها دوليا، فيما لا تزال الأسعار ثابتة عند 599 ريالا أمام الدولار الواحد في صنعاء والمناطق الخاضعة للحوثيين التي تشهد أزمة سيولة نقدية حادة من جراء الانقسام المالي الحاصل في البلاد.  

وجاء الهبوط الجديد بعد فشل البنك المركزي، التابع للحكومة اليمنية في عدن، بوقف الأزمة النقدية، رغم إجراء أربع عمليات مصارفة لمستوردي المشتقات النفطية خلال نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، وتشديدات على شبكات التحويلات المحلية.  

واتهمت مصادر مصرفية البنك المركزي بالعجز عن إدارة السياسية النقدية والتسبب في الانهيار الحاصل للعملة، التي فقدت أكثر من 100 ريال أمام الدولار منذ مطلع سبتمبر/ أيلول الماضي.  

وبدأت أزمة العملة تنعكس تراجعاً في القوة الشرائية في غالبية المحافظات اليمنية جراء ارتفاع أسعار السلع، وسط مخاوف من شبح مجاعة أكثر من أي وقت مضى.  

وقال أحمد الشيباني، وهو تاجر مواد غذائية في مدينة تعز، لـ"العربي الجديد"، إن كيس دقيق القمح سعة 50 كيلوغراما ارتفع خلال الساعات الماضية إلى 18300 ريال، بزيادة 1000 ريال عمّا كان عليه أواخر الأسبوع الماضي.  

وأرجع التجار رفع الأسعار إلى أن عمليات الاستيراد تتم بالعملة الأجنبية من الريال السعودي والدولار، لافتين إلى أن سعر الصرف اليومي هو ما يحدد عملية البيع والشراء. 

ولم يصدر أي تعليق من الحكومة الشرعية حيال الانهيار الجديد، وسط أنباء متواترة عن ترتيبات أممية لعقد مشاورات تنهي الانقسام المالي بين سلطات عدن وصنعاء، للحيلولة دون وقوع مجاعة محتملة. 

ووفقا لمراكز اقتصادية، فقد انخفض الريال اليمني بنسبة تزيد عن 270 بالمائة عما كان عليه قبل الحرب، حيث كان الصرف ثابتا عند 214 ريالا أمام الدولار الواحد، أواخر العام 2014.  

ويتوقع مراقبون أن تواصل العملة اليمنية انهيارها لتبلغ 1000 ريال مقابل الدولار الواحد في غضون الأيام الأخيرة من العام الجاري، وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية الأممي، في تقرير حديث، إن مستوى خطر حدوث انخفاض آخر في قيمة الريال اليمني خلال الأشهر القادمة مرتفع، نتيجة لعدم القدرة على التنبؤ بمصادر العملة الأجنبية ومستويات احتياطي النقد الأجنبي. 

وأرجعت الأمم المتحدة الانهيار الحاصل خلال يونيو/ حزيران وحتى نوفمبر إلى عدد من العوامل، من بينها الإفراط في طباعة العملة الجديدة من قبل البنك المركزي في عدن، ومحدودية توافر العملة الأجنبية في السوق المحلية، ونشاط تجار وسماسرة في بيع وصرف العملة الأجنبية في السوق، فضلا عن الانخفاض الحاد في التحويلات الخارجية. 

المساهمون