الروبل الروسي الأقوى أداء بين عملات الدول النامية

04 يوليو 2024
محل صرافة مع لوحة أسعار الصرف على جداره في موسكو، 14 مايو 2024 (Getty)
+ الخط -

سجل الروبل الروسي في يونيو/حزيران الماضي، أفضل أداء بين عملات الاقتصادات النامية، متفوقا على الراند الجنوب أفريقي واليوان الصيني، بعد أن عزز مواقعه بنسبة 4% تقريبا خلال شهر مضى، مستقرا عند مستوى نحو 88 روبلا للدولار الواحد في أعقاب فرض عقوبات أميركية على بورصة موسكو وتوقفها عن إجراء المعاملات بالدولار واليورو. وأظهرت تقارير تحليلية عن الشهر الماضي شملت أكثر من 20 بلدا أوردت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية نتائجها في عددها الصادر اليوم الخميس، أن الروبل سجل أداء أفضل مقارنة مع الراند الجنوب أفريقي الذي عزز مواقعه أمام الدولار بنسبة 3%، والروبية الهندية، واليوان الصيني الذي تراجع قليلا أمام الدولار. أما البيزو المكسيكي، فأظهر أسوأ أداء أمام الدولار، متراجعا بنسبة 8% تقريبا.

ومع ذلك، يعتبر خبراء ماليون هذا التوجه سلبيا أكثر منه إيجابيا، إذ تشير إحدى الروايات إلى أن الوفاء بالميزانية الروسية يتطلب أن يكون سعر الصرف ما بين 95 و100 روبل للدولار وليس 88 روبلا كما هو الحال حاليا. وعلى الرغم من الأحاديث حول تحول الدولار إلى عملة "سامة"، إلا أنه عند وضع الميزانية الروسية، يتم اعتماد سعر صرف الروبل أمام الدولار لا اليوان. ويرجع المحلل بالأكاديمية المالية "كابيتال سكيلز"، مارك غويخمان، تعافي الروبل الروسي إلى مجموعة من العوامل، بما فيها سعي بعض اللاعبين للتخلص من العملات الأجنبية خوفا من عقوبات غربية جديدة، واستمرار المصدرين في بيع حصة هامة من عوائدهم بالعملة الصعبة، وارتفاع أسعار النفط العالمية.

ويقول غويخمان في حديث لـ"العربي الجديد": "نظرا لاحتمال فرض عقوبات جديدة، تصبح العملات الأجنبية، بما فيها اليوان، (سامة) أكثر فأكثر، فيسعى عدد من اللاعبين للتخلص منها، مما يزيد من عرضها في السوق ويخفض أسعار صرفها. كذلك لا يزال المصدرون ملزمين بتحويل قسم هام من عوائدهم بالعملة الأجنبية إلى الروبل الروسي الصامد رغم العقوبات. أضف إلى ذلك الارتفاع الملحوظ لأسعار النفط من 77 دولارا للبرميل مطلع يونيو الماضي إلى نحو 86 دولارا حاليا". ويقر بأن العوامل المذكورة ذات طابع قصير الأجل، مضيفا: "المعاملات تتواصل، والسوق ستتكيف تدريجيا مع الظروف الجديدة، وتعزيز الروبل الروسي مواقعه ليس من مصلحة الاقتصاد كونه يؤدي إلى انخفاض عوائد الصادرات والميزانية بما تعادله بالروبل، ولذلك من المرجح أن يعود الدولار إلى مستوى يفوق 90 روبلا".

فرضت واشنطن عقوبات على بورصة موسكو والمركز الوطني للتسوية والإيداع، ما أدى إلى توقف المعاملات بالدولار واليورو بهما اعتباراً من 13 يونيو الماضي

وأثارت النجاحات الأخيرة ردود أفعال متباينة بين الخبراء الماليين، إذ اعتبرت شركة "فينام" للاستثمار في تقرير أن تعزيز العملة الروسية مواقعها "عامل سلبي أكثر منه إيجابي في الوقت الحالي". واعتبر مدير مركز السياسات الإقليمية التابع للأكاديمية الرئاسية، فلاديمير كليمانوف، في حديث لـ"نيزافيسيمايا غازيتا" أنه "بعد فرض عقوبات على بورصة موسكو، تغير سعر صرف الدولار أمام الروبل، وربما لم يبلغ توازنه بعد"، لافتا إلى انتشار الاعتقاد بأن سعر صرف الروبل الروسي أصبح قويا بشكل مبالغ فيه، ومتوقعا تراجعه.

ورأى المحلل بشركة "بي كا إس عالم الاستثمار"، دينيس بويفولوف، هو الآخر أن "النصف الثاني من العام غالبا ما يكون أصعب على الروبل بسبب التدهور الموسمي لميزان المدفوعات، مرجحا "ألا يكون هذا العام استثناء".  ومن اللافت أن تعافي الروبل واستقراره عند مستوى دون الـ90 روبلا منذ أسابيع عدة، تزامن مع فرضت واشنطن عقوبات على بورصة موسكو والمركز الوطني للتسوية والإيداع، مما أدى إلى توقف المعاملات بالدولار واليورو بهما اعتبارا من 13 يونيو الماضي.

وحاليا، يستخدم المصرف المركزي بيانات التقارير المصرفية بحلول الساعة 15:30 بتوقيت موسكو من يوم العمل لتحديد سعر الصرف، بعد أن كان سابقا يحدد أسعار الصرف الرسمية للدولار واليورو واليوان بناء على بيانات بورصة موسكو لمتوسط أسعار صرف هذه العملات أمام الروبل بالصفقات المبرمة بين 10:00 و15:30 بتوقيت موسكو.

المساهمون