الرسالة وصلت أيها القتلة والمجرمين

11 ديسمبر 2023
الإضراب العام/الشامل في الضفة الغربية (فرانس برس)
+ الخط -

رسالة قوية وصلت اليوم الاثنين من الأحرار حول العالم لدولة الاحتلال والداعمين لها من القتلة والمجرمين الذين يمارسون أبشع أساليب القتل والتهجير والعنصرية.

الرسالة هي: "أوقفوا الحرب الإسرائيلية الإجرامية على غزة، أوقفوا حرب الإبادة الجماعية التي تمارسها دولة الاحتلال والولايات المتحدة وبريطانيا ومعظم الدول الغربية ضد أهالي فلسطين، كفى قتلا للأطفال والنساء والعجائز، كفى إفسادا كبيرا في الأرض وقتلا للحرث والنسل والشجر، كفى مجازر وإزهاقا للأرواح، كفى محارق، فمحارقكم وجرائمكم فاقت في الدناءة والخسة ما قام به عتاة الطغاة أمثال هتلر وموسوليني وستالين وبريجنيف وتيتو وهوشي منه وعيدي أمين وغيرهم، العالم كله بات يحتقركم أيها القتلة".

الرسالة جاءت عبر المشاركة الواسعة في إضراب عالمي شامل جاء تلبية لدعوات واسعة النطاق أطلقها نشطاء وجمعيات مناهضة للاحتلال الإسرائيلي، وداعمة لغزة من مختلف أنحاء العالم تحت وسم "إضراب من أجل غزة" و"StrikeForGaza" للتضامن مع القطاع، والضغط على الحكومات من أجل التحرك لوقف الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من شهرين.

الملفت أن المشاركة في إضراب اليوم لم تقتصر على نشطاء وأفراد ومؤسسات مجتمع مدني، بل جاءت أيضا من قبل حكومات كما جرى في لبنان

في البداية تعامل البعض مع الإضراب بشكل خجول، وعلى أنه مجرد دعوات فردية ربما لن تجد صدى واستجابة، خاصة أنها جاءت على عجل ولم يروج لها أصحابها بالقدر الكافي، لكن سرعان ما كانت الاستجابة ملحوظة في العديد من دول العالم.

الملفت في الأمر أن المشاركة في إضراب اليوم لم تقتصر على نشطاء وأفراد ومؤسسات مجتمع مدني ورواد مواقع التواصل، بل جاءت أيضا من قبل حكومات قررت بالفعل إغلاق المؤسسات الحكومية والرسمية تضامنا مع دعوات الإضراب.

وهو ما كان ملموسا بشكل واضح في لبنان الذي قرر مجلس الوزراء فيه غلق جميع الإدارات والمؤسسات في البلاد، كما أعلنت وزارات ومصارف وجمعيات مشاركتها في الإضراب العام، "تضامنا مع غزة والشعب الفلسطيني والقرى الجنوبية اللبنانية".

وأوقفت وزارة الأشغال العامة والنقل الأعمال في الموانئ اللبنانية. كما أغلقت النقابات المهنية، ومنها نقابة المهندسين، في بيروت أبوابها.

وتكرر المشهد في دول عدة أبرزها الأردن الذي شهد إغلاق أعداد كبيرة من المحال التجارية أبوابها، ومشاركة قوية من النقابات وبعض الأحزاب والأفراد. وتوقفت شركات خاصة ومؤسسات أردنية ومدارس خاصة عن العمل.

الاستجابة للإضراب كانت واضحة أيضا في الضفة الغربية التي عَمَّ بها إضراب شامل لكل مناحي الحياة

وعلى المستوى الرسمي، قال وزير الاتصال الحكومي والناطق باسم الحكومة، مهند مبيضين، إن الأردن كان الأعلى في المشاركة في يوم الإضراب العالمي.

كما أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في الأردن إضرابا عاما وشاملا، وإغلاق جميع منشآتها بما فيها المدارس التابعة لها، مؤكدة على جميع الموظفين والطلبة التزام بيوتهم.

الاستجابة للإضراب كانت واضحة أيضا في الضفة الغربية التي عَمَّ بها إضراب شامل لكل مناحي الحياة، شاركت به نقابات واتحادات وفصائل مقاومة وشركات أعلنت بالفعل عن انضمامها إلى الإضراب العام.

وصاحب الإضراب شلل في حركة المواصلات في كل محافظات الضفة، وإغلاق المؤسسات والبنوك، والمدارس، والوزارات، والمحال التجارية، كما علقت البورصة جلسة التداول.

وامتدت الدعوات للإضراب لعدد من الدول العربية، ومنها تونس والجزائر ومصر وموريتانيا واليمن ولكن بشكل خجول جدا، وشارك في الإضراب أيضا التجار والشركات السورية العاملة في تركيا وعدد من البلدان الأوروبية.

إضراب اليوم بمثابة رسالة أخرى تضاف للرسالة القوية الممثلة في المقاطعة الواسعة لمنتجات الدول والشركات الداعمة للاحتلال

ومع زيادة التفاعل مع الإضراب التي سعت بعض الحكومات العربية لإجهاضه، تصدر وسم "#الإضراب-الشامل" قائمة الوسوم الأكثر تداولا على منصة "إكس" في العديد من الدول العربية.

وشارك عشرات الآلاف في التغريدات على هاشتاغَي #إضراب_من_أجل_غزة أو strikeforgaza#، على مواقع التواصل الاجتماعي.

إضراب اليوم بمثابة رسالة أخرى تضاف للرسالة القوية الممثلة في المقاطعة الواسعة لمنتجات الدول والشركات الداعمة للاحتلال، كما حدث مع شركة "ستاربكس" التي خسرت نحو 13 مليار دولار بسبب المقاطعة.

المساهمون