- الوضع المتوتر في الشرق الأوسط يهدد بنقص المعروض العالمي للنفط، مع توقعات بتأثيرات سلبية على سلسلة إمدادات النفط، خاصة إذا تصاعد الصراع.
- على الرغم من الزيادة المتوقعة في أسعار النفط، يرى بعض المحللين أن أوبك+ قد تخفف الضغط عن السوق بإضافة كميات إلى الإمدادات العالمية في اجتماعها المقبل.
توقع محللون أن يؤدي الهجوم الإيراني على إسرائيل إلى ارتدادت واسعة وعميقة على الأسواق العالمية حينما تفتح غداً الاثنين، إذ من المتوقع أن ترتفع أسعار النفط بمقدار 15 دولاراً للبرميل، وفقاً لما نقلته نشرة "ماركت ووتش" عن خبراء اليوم الأحد.
وكان التوتر المتزايد في الشرق الأوسط أدى إلى ارتفاع الأسعار حتى الآن إلى أعلى مستوياتها خلال ستة أشهر، ولكن بعد أن شاركت إيران، وهي واحدة من أكبر منتجي النفط في العالم، مشاركة مباشرة، في الحرب فإن عودة الأسعار إلى فوق 100 دولار للبرميل قد باتت متوقعة خلال الأسبوع الجاري.
في هذا الصدد، قال مانيش راج، العضو المنتدب في شركة فيلانديرا إنيرجي بارتنرز: "لا أحد يريد أن يكون على المكشوف قبل عطلة نهاية الأسبوع".
وأضاف "إذا تصاعدت الصراعات خلال عطلة نهاية الأسبوع، فإن البائعين على المكشوف سيفقدون قمصانهم عندما يستيقظون يوم الاثنين".
يذكر أن غارة جوية إسرائيلية في الأول من نيسان/إبريل على القنصلية الإيرانية في سورية أدت إلى مقتل سبعة ضباط عسكريين إيرانيين، دفعت طهران إلى التعهد بالانتقام.
وبحسب "ماركت ووتش"، يأتي الرد الإيراني على إسرائيل في وقت تراجعت فيه مخزونات النفط العالمية وفقاً لكبير مديري المحفظة في شركة تورتويز الأميركية، روب ثوميل.
وقال ثوميل لـ "ماركت ووتش": "من المتوقع أن تعاني سوق النفط العالمية نقص المعروض في الربعين الثاني والثالث من عام 2024، لذا قد يسبب انقطاع إمدادات النفط العالمية انخفاض مخزونات النفط انخفاضاً أكبر.. ويؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط".
لكن توم كلوزا، الرئيس العالمي لتحليل الطاقة في شركة OPIS الأميركية، إحدى شركات داو جونز، اعتبر في تصريح للنشرة نفسها بأن "من غير المنطقي على الإطلاق أن تفعل إيران أي شيء يضر بالتدفقات في مضيق هرمز أو يمكن أن يؤدي إلى قيود إيرانية على صادرات النفط".
وفي تعليق عبر البريد الإلكتروني، قالت رانيا جول، محللة السوق في شركة " أكس أس ـ XS.com"، إن "المخاوف السائدة هنا هي التدخل الإيراني المباشر في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، مع إعلان الجيش الإسرائيلي استعداده لغزو رفح، الملجأ الأخير للفلسطينيين النازحين، ولا أعتقد أنهم سيتدخلون تحت أي ظرف من الظروف".
ومع ذلك، قالت جول: "إذا دخلت إيران الحرب في غزة، فإن ذلك سيعطل كثيراً سلسلة إمدادات النفط". وباعتبارها ثالث أكبر منتج للنفط في منظمة البلدان المصدرة للبترول، فإن "مشاركتها المباشرة في الحرب ستؤدي إلى تحركات كبيرة في سوق النفط، وسيكون لها تأثير إيجابي على أسعار النفط". ويقدر إنتاج إيران من النفط بحوالي ثلاثة ملايين برميل يومياً.
من جانبه، قال جاي هاتفيلد، الرئيس التنفيذي لشركة Infrastructure Capital Advisors، لـ" ماركت ووتش": "في العادة، يؤدي التغيير بمقدار مليون برميل في معادلة العرض والطلب إلى تحرك الأسعار بمقدار خمسة دولارات من أجل تحقيق التوازن في السوق". وإذا توقف الإنتاج الإيراني، فمن الممكن أن تكون هناك زيادة قدرها 15 دولاراً للبرميل" في أسعار النفط.
وبالنظر إلى ذلك، فإن مثل هذا الانقطاع في الإمدادات ليس من المرجح أن يتم تسعيره في سوق النفط، ومعظم القوة الأخيرة في النفط في الآونة الأخيرة كانت "مدفوعة بعوامل موسمية مع خروجنا من شتاء دافئ للغاية إلى ما من المرجح أن يكون موسماً نشطاً". كما توقع هاتفيلد أن موسم السفر الصيفي على الأسعار.
ويعتقد هاتفيلد أن السيناريو الأكثر ترجيحاً هو "عدم حدوث انقطاع فوري في الإمدادات الإيرانية، الأمر الذي من شأنه أن يخفف بعض الضغط عن سوق النفط".
من جانبه، يعتقد ثوميل من شركة تورتويز، أن هناك بالفعل "قدراً قليلاً من علاوة المخاطر الجيوسياسية" - ربما حوالي 5 إلى 7 دولارات - متضمنة في أسعار النفط الحالية.
وقدر ثوميل، أن الهجوم الذي تشنه إيران يمكن أن يزيد علاوة المخاطر بمقدار 5 إلى 10 دولارات للبرميل، مما يسبب وصول أسعار النفط مؤقتاً إلى 100 دولار للبرميل.
وأضاف ثوميل: "التعويض عن كل هذا هو أن أوبك+ لديها إمدادات كبيرة يمكن إعادتها إلى السوق في وقت قصير".
وتجتمع أوبك+ مرة أخرى في الأول من يونيو/حزيران المقبل، ويمكن أن تضيف كميات إلى إمدادات النفط العالمية، ولكن يرى محللون أن تحالف أوبك + التي تضم روسيا ربما لا تعمل على مساعدة الدول الغربية التي تتدخل ضدها تدخلاً مباشراً في الحرب الأوكرانية.