الرئيس الجزائري يزور قطر... قطاع الأعمال يتوقع شراكات تجارية أكبر

19 فبراير 2022
تبون يشارك بالقمة السادسة لرؤساء دول وحكومات منتدى الدول المصدرة للغاز (العربي الجديد)
+ الخط -

يبدأ الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، اليوم السبت، زيارة إلى قطر، يرى رجال أعمال وخبراء اقتصاد جزائريون أنها تمثل فرصة هامة لإجراء مراجعة لمستويات التعاون الاقتصادي والتبادلات التجارية التي يرون أنها لا تعكس مستوى العلاقات السياسية المتميزة بين البلدين.

ووفق بيان صادر عن الرئاسة الجزائرية، أمس الجمعة، فإن الزيارة، جاءت بدعوة من أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الذي يلتقي الرئيس الجزائري، غداً الأحد. كما سيشارك تبون في القمة السادسة لرؤساء دول وحكومات منتدى الدول المصدرة للغاز، التي تنعقد في الدوحة ابتداء من الأحد وحتى الثلاثاء.

ويلتقي الرئيس الجزائري، يوم الاثنين المقبل، رابطة رجال الأعمال القطريين، في لقاء يشارك فيه طيف واسع من رجال الأعمال والمستثمرين، لبحث قضايا الاستثمار في الجزائر، وتقديم صورة عن الامتيازات التي تقدمها الجزائر للمستثمرين الأجانب،  والقطاعات الحيوية المتاحة أمام الاستثمار وقدرات السوق الجزائرية.

وشهدت الفترة الأخيرة عددا من زيارات رجال الأعمال القطريين إلى الجزائر بالتنسيق مع السفارة الجزائرية في قطر، خاصة بعد إطلاق وزارة الخارجية الجزائرية ما يعرف بمبادرة الدبلوماسية الاقتصادية.

وقال الخبير الاقتصادي الجزائري المقيم في قطر مراد ملاح لـ"العربي الجديد" إن اللقاء المرتقب بين الرئيس الجزائري ورجال الأعمال القطريين "سيكون رسالة قوية باتجاه الدفع بقطاع الأعمال ومناخ الاستثمار في الجزائر نحو منحى تصاعدي، وهو بلا شك فرصة لإظهار التعديلات الجديدة في قانون الاستثمار الجزائري بغرض جعل مناخ الأعمال في البلاد أكثر جاذبية".

وأضاف أن "اللقاء يعتبر أيضا كسراً لانقطاع كبير في التواصل مع الهيئات الاستثمارية القطرية والقيادة الجزائرية، منذ أخر حدث رسمي شاركت فيه بالجزائر، وكان الملتقى العاشر لمجتمع الأعمال العربي والذي أقيم تحت رعاية رئيس الجمهورية السابق عبدالعزيز بوتفليقة في نوفمبر/تشرين الثاني 2006".

وتابع أن هناك حاجة إلى قرار سياسي فاعل لإعادة إنعاش التعاون الاقتصادي"، مشيرا إلى أنه خلال آخر ثلاث سنوات بلغت الصادرات الجزائرية إلى قطر نحو 8.49 ملايين دولار، فيما بلغت الصادرات القطرية إلى الجزائر نحو 116.7 مليون دولار، و"هي أرقام لا تعكس أبدا مستويات الثقة السياسية وقدرات التبادل التجاري التي يملكها البلدان".

ولفت ملاح إلى أنه "يتوجب على السلطات الجزائرية اتخاذ خطوات لوقف تراجع مؤشرات التبادلات التجارية، على اعتبار أن الأرقام تؤكد وجود تراجع كبير للصادرات الجزائرية نحو قطر بعدما كانت تقدر بنحو 16 مليون دولار عام 2018، وانخفضت إلى قرابة 4 ملايين دولار سنة 2019 ثم 2.3 مليون دولار في 2020، لتسجل انخفاضا آخر سنة 2021 محققة رقما متواضعا يقدر بحوالي 1.7 مليون دولار".

وقال: "هناك غياب لآلية تصدير واضحة مكتملة التصور والتنفيذ تتسم بالثبات والاستراتيجية، تعززها العقود والتفاهمات بين الطرفين الجزائري والقطري، مما يسمح باستدامة الصادرات الجزائرية المكونة في معظمها من الخضر والفواكه والمواد الغذائية وهي منتجات ذات سمعة ممتازة بأسواق المنطقة ناهيك عن تميزها بالجودة العالمية والأسعار التنافسية".

وفي المقابل، تكشف الأرقام وجود تطور لافت في الصادرات القطرية إلى الجزائر، لتصل إلى 38 مليون دولار العام الماضي، وتعد مادة البولي ايثلين التي تدخل في مختلف الصناعات البلاستيكية أبرز الصادرات القطرية إلى الجزائر، حيث تمثل سنوياً ما بين نصف إلى ثلثي الصادرات القطرية نحو الجزائر.

بدوره، قال الطيب شباب، رئيس الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة، إن قطر أكبر مستثمر عربي في الجزائر، وتستحوذ على 74% من مجموع الاستثمارات الأجنبية بالجزائر.

وقال الطيب، في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية، اليوم، إن هناك رغبة في توسيع حجم الاستثمارات بين البلدين، خاصة في مجال البتروكيماويات، مضيفا أن هناك تشابها كبيراً في مناخ الاستثمار بين البلدين، وهو الأمر الذي من شأنه خلق شراكات قوية متوسطة وبعيدة المدى.

وأشار إلى أن النصف الأول من العام الجاري سيشهد عددا من اللقاءات بين الجانبين القطري والجزائري، لبحث سبل تعزيز التعاون وإعطاء الشراكة القطرية الجزائرية دفعة قوية، خاصة أن قطر تُعد شريكاً اقتصادياً مهما للجزائر.

ولفت إلى وجود زيادة ملحوظة في حجم الاستثمارات المشتركة بين البلدين، حيث يوجد حالياً نحو 115 شركة قطرية جزائرية مشتركة، كما شهد التعاون الاستثماري تقدما كبيراً إثر إنشاء الشركة "الجزائرية القطرية للصلب" بالجزائر، مؤكدا أنها تعتبر من أهم المشاريع المشتركة في المنطقة وتجاوزت تكلفتها الاستثمارية ملياري دولار.

وأضاف: "كما تستحوذ شركة "أوريدو" على حوالي 12.9 مليون مشترك جزائري، ويمكن توسيع الشراكات بين البلدين لتضم قطاعات أخرى، أبرزها الزراعة والسياحة والعقارات والرياضة".

المساهمون