حلق سعر صرف الدولار في لبنان، الخميس، متخطياً حاجز 25 ألف ليرة لبنانية، بالتزامن مع توقف منصة صيرفة التابعة للمصرف المركزي، التي تحدد سعر الدولار، لمدة أربعة أيام قبل أن تعاود العمل الاثنين المقبل.
وارتفع سعر صرف الدولار في السوق السوداء منذ الصباح وحتى ظهر اليوم حوالي ألفي ليرة دفعة واحدة، في مسار تصاعدي يتخوف المواطنون من أن يكون بلا سقف في الأيام المقبلة.
وقال مصدر مصرفي من بنك بيروت، لـ"العربي الجديد"، إن الموظفين تبلغوا توقف منصة صيرفة لأربعة أيام حتى معاودة عملها يوم الاثنين، ومن ثم قد تتوقف كلياً نهاية الشهر الجاري، ولكن يجرى درس هذه الخطوة أكثر، نظراً لتداعياتها على سعر الصرف في السوق الموازي، والبحث يتركز أكثر على صعيد البنزين ومقاربة طريقة دعمه أو رفعه كلياً.
وبحسب المعلومات، فإن مصارف عدة رغم وضعها المأزوم أبلغت موظفيها بقبض جزء بسيط من رواتبهم بالدولار، بعدما كانوا يحصلون عليها بـ"اللولار" (بالليرة وفق سعر السوق).
وبالتزامن مع ارتفاع سعر الصرف، أقفلت معظم محطات الوقود أبوابها اليوم، ما أدى إلى تسجيل زحمة طوابير للسيارات أمام المحطات التي قررت الفتح مع اعتمادها إجراءات على صعيد تعبئة صفيحة واحدة حفاظاً على المخزون، علماً أن نوايا غالبية أصحاب المحطات تصبّ في إطار تخزين البضائع القديمة لمعاودة بيعها عند زيادة التسعيرة، وفق متابعين للملف.
وكان أصحاب المحطات لوّحوا، أمس الأربعاء، بالإقفال، معلنين رفضهم استلام مادة البنزين بالدولار، كونهم غير قادرين على شرائها بالعملة الصعبة وبيعها بالليرة اللبنانية، ودعوا وزير الطاقة وليد فياض والحكومة مجتمعة وبشكل عاجل إلى حلّ هذه المشكلة بينها وبين الشركات المستوردة ومصرف لبنان لعدم خلق أزمة جديدة.
ودعا رئيس اتحاد ونقابات النقل البري بسام طليس الجهات الحكومية المعنية إلى "التحلي بروح المسؤولية والإسراع بمعالجة مشكلة اشتراط فرض استلام المحطات مادة البنزين بالدولار النقدي"، والتي أدت إلى إقفال المحطات ابتداءً من اليوم.
وحذر طليس من تداعيات هذه الأزمة على قطاع النقل البري، التي تهدد لقمة عيش أكثر من خمسين ألف عائلة من السائقين العموميين وتعطل حركة النقل في لبنان.
وقال طليس لـ"العربي الجديد" إن وزارة الطاقة والمياه ستصدر تسعيرة اليوم بجدول جديد لأسعار المحروقات ومن المتوقع أن تشهد ارتفاعاً باعتبار أن النسبة التي كانت تؤمن على سعر منصة صيرفة ستدفع على سعر السوق الموازي، وتالياً سترتفع صفيحة البنزين بين 20 و30 ألف ليرة.