الحظر الأميركي.. شحنات نفط عالقة وتهديد روسي بالرد وتخوف فرنسي من أزمة

09 مارس 2022
لم يشارك الاتحاد الأوروبي في الحظر لاعتماده على إمدادات النفط والغاز الروسية (Getty)
+ الخط -

رجح محللون أن يؤدي الحظر الذي فرضته الولايات المتحدة على واردات النفط والغاز الروسية إلى بقاء مزيد من الشحنات عالقة في البحار دون مشترين، في الوقت الذي هددت فيه روسيا برد "مؤلم" على العقوبات وسط تخوف فرنسي من أزمة طاقة جديدة على غرار القرار العربي خلال حرب 1973 بوقف صادرات النفط.

واستبعد المحللون أن يكون لقرار الاتحاد الأوروبي مواصلة الاستيراد أثر يذكر على الفوضى التي حلّت بتجارة النفط الروسية.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد فرض، أمس الثلاثاء، حظراً فورياً على واردات الطاقة الروسية من نفط وغيره، رداً على غزو أوكرانيا، وقالت بريطانيا إنها ستعمل على التخلص من الواردات تدريجياً حتى نهاية 2022.

ولم يشارك الاتحاد الأوروبي في الحظر لأنه أكثر اعتماداً على إمدادات النفط والغاز الروسية. واستقرت إمدادات الغاز لأوروبا حتى الآن منذ الغزو الذي تصفه روسيا بأنه "عملية عسكرية خاصة".

وقال متعاملون إنّ الارتباك الحالي في تجارة النفط بفعل ابتعاد التجار عن الإمدادات الروسية بسبب الخوف من الوقوع تحت طائلة العقوبات المفروضة على روسيا سيتدهور على الأرجح بعد الحظر الأميركي.

عندما أعلن بايدن الحظر الأميركي كانت هناك 34 شحنة من النفط الروسي على متن 26 سفينة متجهة للولايات المتحدة من ضمنها 3.2 ملايين برميل من النفط الخام

وتصدر روسيا حوالي سبعة ملايين برميل يومياً من النفط الخام والمنتجات المكررة تمثل حوالي سبعة في المائة من المعروض العالمي.

وقال وزير الطاقة التركي، ألب أرسلان بيرقدار، إنّ أنقرة ستواصل شراء النفط الروسي، وأضاف، في تصريحات على هامش مؤتمر سيراويك للطاقة، أنّ تركيا تعتمد على روسيا في 45% من طلبها على الغاز الطبيعي و17% من النفط و40% من البنزين.

ومضى يقول إنّ تركيا لا يمكنها بسهولة أن تعوّض إمداداتها النفطية الروسية من أماكن أخرى، مضيفاً أنها "مورد قديم موثوق به".

شحنات عالقة

وقال روجر ديوان نائب رئيس الخدمات المالية في "ستاندرد أند بورز غلوبال"، إنّ "تحويل مسار التدفقات التجارية يستغرق وقتا. فهو يُحدث اختلالاً في السوق".

وقال المحللون إنّ العقوبات الحالية ستؤدي إلى بقاء عدد أكبر من الشحنات الموجودة حالياً في البحار عالقة وسط صعوبة في إيجاد مشترين.

وقال كلاي سيجل خبير استراتيجيات الطاقة في هيوستون نقلاً عن بيانات من شركة "فورتكسا"، إنه عندما أعلن بايدن الحظر الأميركي كانت هناك 34 شحنة من النفط الروسي على متن 26 سفينة متجهة للولايات المتحدة معظمها من الوقود وكانت هناك ضمنها 3.2 ملايين برميل من النفط الخام.

وقدر بنك "غولدمان ساكس" أنّ أكثر من نصف النفط الروسي المصدّر من موانئ لم يتم بيعه حتى الآن. وقال يوم الثلاثاء: "إذا استمر ذلك فسيمثل انخفاضاً قدره ثلاثة ملايين برميل يومياً من صادرات النفط والمنتجات النفطية الروسية المحمولة بحراً".

كما قدر "جيه.بي. مورغان" أنّ حوالي 70% من النفط الروسي المحمول بحرا يواجه صعوبة في إيجاد مشترين.

تخوف فرنسي

ورداً على التطورات الأخيرا، قال وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير الأربعاء، إنّ أزمة الطاقة الحالية مع ارتفاع كبير في الأسعار "شبيهة بحدتها بالصدمة النفطية في العام 1973".

وأوضح، وفقاً لوكالة "فرانس برس"، أنّ خطة ثانية كبيرة من المساعدات الرسمية على غرار ما حصل خلال كوفيد-19 "ستغذي ارتفاع الأسعار". 

توعّد روسي بـ"رد واسع النطاق"

من جانبها، حذرت روسيا الغرب اليوم الأربعاء، من أنها تعكف على تجهيز رد واسع النطاق على العقوبات سيكون سريعاً ومؤثراً وينال من معظم القطاعات المهمة.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن دميتري بيريتشيفسكي مدير إدارة التعاون الاقتصادي بوزارة الخارجية قوله إنّ "رد فعل روسيا سيكون سريعاً ومدروساً وملموساً".

كما حذرت موسكو، أول من أمس الإثنين، من أن فرض عقوبات على النفط الروسي قد يدفعها لإغلاق خط "نورد ستريم 1" الذي يمد أوروبا بالغاز.

(العربي الجديد، رويترز)

المساهمون