الحرب الأوكرانية تنعش صناعة السلاح والوظائف في ألمانيا

22 يناير 2023
دبابة ليوبارد التي ترفض ألمانيا إرسالها إلى أوكرانيا (Getty)
+ الخط -

استفادت شركات صناعة الأسلحة الألمانية بشكل كبير منذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير/ شباط 2022، حيث قفزت القيمة السوقية للعديد منها إلى ما يوازي الضعفين تقريباً مما كانت عليه قبل عام. 
وفي هذا الصدد، ذكر تقرير لشبكة "ايه ار دي" الإخبارية الألمانية، اليوم السبت، أن شركة راينميتال المصنعة للمركبات العسكرية والمدرعات والذخيرة وأنظمة الدفاع الجوي سيتم إدراج أسهمها قريباً في مؤشر الأسهم الرئيسي داكس، أحد أكبر مؤشرات تداول 40 شركة مدرجة في البورصة في ألمانيا.

وحسب التقرير، فقد أصبح ذلك ممكناً لأن مجموعة الغازات الصناعية "لينده" ستغادر بورصة فرانكفورت، ولن يتم إدراجها إلا في الولايات المتحدة في المستقبل. 
من جهة أخرى، أشارت الشبكة إلى أن الرئيس التنفيذي لراينمتال أرمين بابرغر أكد أن الشركة لا تريد أن ترى نفسها "مستغلاً للحرب" مالياً فقط، وبدلاً من ذلك فهي تسعى للمساعدة في الأزمات.
وعن التطور العملي للشركة، فإن راينمتال التي تتخذ من مدينة ديسلدورف مقراً لها، وظفت 1200 شخص منذ بداية الحرب، ولديها حوالي 30 ألف موظف حول العالم، نصفهم تقريباً في ألمانيا، وعمدت الشركة لبناء مصنع جديد للذخيرة في المجر، علماً أنها تتولى التصنيع أيضاً في إسبانيا.
وتتوقع الشركة تحقيق زيادة المبيعات بين 15 و20 بالمائة في النشاط التجاري لصناعاتها العسكرية خلال العام الجاري. وقال خبير الأسلحة في الجمعية الألمانية للعلاقات الخارجية، كريستيان مولينغ في تصريحات لشبكة "ايه ار دي"، إن الدولة بحاجة إلى صناعات الأسلحة الخاصة المنتجة محلياً، وإلا فإنها ستعتمد على دول أخرى.

ويضيف أن الشركات الألمانية تحتاج إلى دعم من الحكومة لأنه لا يمكن فصل سمعة صناعة الأسلحة الألمانية عن تصور الجيوسياسي  للبلاد، إذ يلعب النشاط التجاري الخارجي لشركات الأسلحة الألمانية دوراً تقليدياً ويمثل ثلثي المبيعات، وعادة ما ينظر إلى ألمانيا في العديد من الدول على أنها شريك موثوق به.
لكن ومن وجهة نظر الخبير مولينغ، فإنه ومع الحرب الأوكرانية تزعزعت الثقة بين ألمانيا وبعض الحلفاء.
وفي ذات الصدد تقول إحدى أكبر الشركات في صناعة الأسلحة بألمانيا إن نموذج الأعمال في صناعة الدفاع قد تغير بسبب الحرب في أوكرانيا والتهديد المتزايد للصراع في العالم.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة هينسولدت، توماس مولر، لصحيفة  "فايننشيال تايمز"، إن مصنعي الأسلحة ينتجون الآن أسلحة ومعدات دون طلبات مسبقة بسبب الطلب المتزايد. وأضاف أن ذلك يعني أن الشركات يمكنها الحصول على التكنولوجيا والمنتجات الدفاعية الألمانية مثلما يحدث تقريباً في بضائع "السوبر ماركت".

ولكن تتجنب العديد من شركات الدفاع إنتاج الأسلحة دون طلبات مسبقة بسبب تكلفة التصنيع، والتي غالباً ما تصل إلى عدة ملايين من اليورو لكل وحدة.

ويقول مولر "عادة ما تكون لدينا طلبات مؤكدة ودفعة أولى على الطاولة. ولكن اعتباراً من إبريل/ نيسان سنكون قادرين على توفير رادار واحد شهرياً، حتى لو لم نعرف بعد لمن". وأدى تزايد عدم الاستقرار الجيوسياسي في السنوات الأخيرة إلى قيام العديد من البلدان مثل ألمانيا بزيادة الإنفاق العسكري.

ودفع ذلك المستثمرين لشراء أسهم شركات الدفاع. وتصنع شركة "هنسولدت" إضافة إلى الرادارات نظام الإلكترونيات الضوئية لخزان دبابة "ليوبارد" التي  تتعرض ألمانيا بسببها لضغوط لإرسالها إلى أوكرانيا. 

وكان المستشار الألماني أولاف شولتز، الذي زار هنسولدت هذا الأسبوع، وهي أول زيارة له لمجموعة دفاعية كزعيم للبلاد،  قدوعد العام الماضي بإنفاق 100 مليار يورو لتحديث الجيش. وهذا يعني أن الشركات الدفاعية ستشهد فترة انتعاش غير مسبوقة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

المساهمون