الحرب الأوكرانية تكلف الاقتصاد الألماني 175 مليار يورو هذا العام

26 يناير 2023
ارتفاع سعر الغاز بسبب الحرب كبد الاقتصاد الألماني خسائر ضخمة (Getty)
+ الخط -

توقعت دراسة للمعهد الاقتصادي الألماني، نشرت هذا الأسبوع، أن تكون تكلفة حرب روسيا ضد أوكرانيا على الاقتصاد الألماني حوالي 175 مليار يورو في العام الحالي، ما يعني أن هناك خسارة برفاهية الفرد في البلاد بحوالي 2000 يورو.

ووفقا للمعهد المذكور، جرت مقارنة الوضع الحالي مع سيناريو لا توجد فيه حرب، وبالتالي لا توجد أسعار طاقة مرتفعة أو اختناقات في العرض والإمدادات، وقد أدى ذلك إلى خسارة بمعدل الأسعار بنسبة 4.5% من الناتج المحلي الاجمالي.

كما أشار المعهد إلى أن التطور الحالي قد أضيف إلى وضع صعب بالفعل. وحيال ذلك أيضا، برزت تحذيرات من بنك التنمية الفيدرالي من أن النقص في العمال المهرة وتطور الإنتاجية المعتدل يهدد الرخاء في ألمانيا.

وأمام ذلك، أوضح الخبير في المعهد ميشائيل غروملينغ أن الوضع لا يزال هشا للغاية"، مشيرا إلى أن الوضع الاستثنائي سيبقينا منشغلين في الأشهر المقبلة وسيؤثر على الازدهار، ومؤكداً أن عدم اليقين في قطاع الطاقة والتكاليف المرتفعة لا تتعلق فقط بالكهرباء والغاز، وإنما تشمل أيضا المنتجات الأولية والمواد الخام، وما يرتبط بها من إحجام عن الاستثمار، وهو ما يعد من المشاكل المركزية.

 وحيال ذلك أيضا، أورد موقع شبكة "إن تي في" الإخبارية أن تحليل بنك التنمية الألماني يتحدث عن "نقطة تحول" اقتصادية، وإذا ما استمر النقص في العمال المهرة، فإن ألمانيا ستدخل حقبة من الركود المستمر، وكل ذلك وسط توقعات بتزايد النزاعات حول التوزيع والإمدادات، وزيادة المنافسة على استخدام الموارد الشحيحة.

من جهة ثانية، اعتبر البنك المذكور أن هناك مجموعة من الأدوات المختلفة الضرورية للحد من النقص في العمال المهرة وزيادة الإنتاجية، وعلى سبيل المثال، من خلال خطط عمل أكثر كفاءة، إلى تعزيز الميكنة والتشغيل الآلي.

وفي سياق متصل، بينت شبكة "إيه آر دي" الإخبارية أن الاقتصاد الألماني انكمش بشكل طفيف في يناير/كانون الثاني الحالي، وفي الوقت نفسه، تراجعت مشاكل التسليم نسبيا واستفاد منها المصنعون في ألمانيا على وجه الخصوص، بسبب الانفتاح الأخير للاقتصاد في الصين، وهذا ما عزز التفاؤل لدى الشركات، بالإضافة إلى تراجع مخاطر انخفاض مخاطر تقنين الغاز، وهذا ما زاد الوظائف لدى مقدمي الخدمات أكثر مما كانت عليه قبل ستة أشهر.

وتجدر الإشارة إلى أنه، وفي السنوات الثلاثة الماضية، تعرض الازدهار في ألمانيا، صاحبة أكبر اقتصاد في أوروبا، كما تظهر الحسابات، إلى خسائر هائلة، حيث ذكرت تقارير اقتصادية أن عام الجائحة 2020 كلف الاقتصاد الألماني ما قيمته 175 مليار يورو، وفي العام 2021 كانت هناك خسارة أخرى في الناتج المحلي الإجمالي بلغت 125 مليار يورو، والتقديرات بأن تكون بلغت التراجعات بالأرقام عام 2022 حوالي 120 مليار يورو.

المساهمون