أعلنت الحكومة الجزائرية الخميس، إلحاق مصنع عمومي للمركبات والحافلات بإدارة الصناعات العسكرية تحت إشراف الجيش، بعد سنوات من العجز والإفلاس المالي اللذين يعانيهما، علماً بأنه كان قد بدأ الإنتاج قبل 4 عقود.
وقال وزير الصناعة فرحات آيت علي بن براهم، في جلسة مساءلة في البرلمان، إن قرار إلحاق مصنع الشركة الوطنية للسيارات الصناعية، بإدارة الصناعات العسكرية التابعة لوزارة الدفاع الوطني، سيتم بته والمصادقة عليه في أقرب وقت في مجلس مساهمات الدولة، قبل تحويله إلى مجلس الوزراء للمصادقة عليه.
وذكر الوزير أن "الملف يوجد على طاولة مجلس مساهمات الدولة الذي يدخل التعديلات الأخيرة على هذا الملف، ما بقي هو التوقيع فقط ".
وأشار إلى أن "الطرفين سيستفيدان من هذا المسعى، كما الاقتصاد الوطني، بحيث تستفيد المؤسسة الوطنية للسيارات الصناعية من مخطط أعباء لإعادة إنعاشها مجددا ومن مخطط استراتيجي لإدماجها في المخطط الصناعي المدني والعسكري في آن واحد، بينما ستستفيد وزارة الدفاع الوطني من التجهيزات والعتاد المتوفر على مستوى مصانع مؤسسة السيارات الصناعية.
وكشف وزير الصناعة الجزائري فرحات آيت علي أن الدولة خصصت استثمارات مالية بقيمة 500 مليون يورو، لدعم مؤسسة السيارات الصناعية التي تعد كبرى مصانع إنتاج الشاحنات والحافلات بعلامة "سوناكوم" في الجزائر منذ السبعينيات، وتشغل آلاف العمال، لكن سوء التسيير وفتح الحكومة للسوق أمام توريد المركبات والحافلات من الخارج في العقدين الماضيين، تسببا في عجز هذه المؤسسة الحكومية.
ويعزز إلحاق هذا المصنع بالجيش من سلسلة المصانع التابعة له، إذ يملك مصنعا لصناعة العربات العسكرية والمدرعات، أقيم بشراكة مع العلامة الألمانية مرسيدس، ويصدر إنتاجه إلى كل دول الجوار كتونس ومالي والنيجر وموريتانيا، ومصنعا للأسلحة الرشاشة ومخابر وورشات لتطوير طائرات بدون طيار، كان قد عرض نماذج منها في وقت سابق، إضافة إلى تركيب الزوارق الحربية.
كما يملك الجيش مصنعا لتجديد عتاد الطيران، يعمل في مجال تصليح وصيانة طائرات النقل العسكري والحوامات، ومؤسسة قامت بتطوير وابتكار بعض الأنواع من المولدات الموجهة للطيران، وورشة لصناعة الطائرات من النوع الخفيف المستخدمة في التدريب وطائرات صغيرة للدفاع المدني والزراعة، إضافة إلى مصانع أُخرى لمنتجات تقنية.
في السياق، تفقد رئيس أركان الجيش الفريق السعيد شنقريحة الخميس، سلسلة مصانع تابعة للجيش في ولايتي خنشلة وقسنطينة شرق الجزائر، لتصنيع عربة فوكس، ووحدة لصناعة عربة نمر، ووحدات لسلاسل إنتاج الأسلحة والذخيرة.
وقبل شهر، عقد شنقريحة اجتماعا مع المديرين العامين لمؤسسات الصناعات العسكرية، الخاصة بصناعة الأسلحة والذخائر وبالصناعات الميكانيكية والعربات العسكرية، والألبسة والأغراض العسكرية، والتقنيات التكنولوجية الأخرى.
وفي ذلك الاجتماع، حث على تعزيز مجالات البحث والتطوير والتصنيع العسكري بمختلف فروعه وتخصصاته، لتشمل ليس فقط تلبية احتياجات الجيش محليا، بل تتعداه إلى الولوج إلى الأسواق الإقليمية والدولية، والتفكير جديا في تصدير منتوجات الصناعة العسكرية الجزائرية.