الجنيه المصري أمام هبوط جديد وسط زيادة الطلب على الدولار من قبل الحجاج

06 يونيو 2024
في أحد المصارف المصرية، 3 نوفمبر 2016 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- سعر الدولار يواصل ارتفاعه أمام الجنيه المصري لليوم الرابع، مدفوعًا بزيادة الطلب من المسافرين والحجاج، وصل إلى 47.67 جنيهاً ثم تراجع لأقل من 47.50 جنيهاً.
- البنوك المحلية تضاربت على شراء الدولار بأسعار مرتفعة بسبب الفجوة بين سعري البيع والشراء، والبنوك الخاصة ترفع السعر بينما الحكومية تلتزم بسقف البنك المركزي.
- تأثيرات سلبية على الجنيه المصري بسبب عدم وضوح الرؤية الاقتصادية وتراجع عائدات السياحة، مع زيادة الطلب على العملات الصعبة للمواد الغذائية ومستلزمات التشغيل.

واصل سعر الدولار ارتفاعه أمام الجنيه المصري، اليوم الخميس لليوم الرابع، وسط زيادة في الطلب على العملة الأميركية والريال السعودي، مدفوعاً بطلب المسافرين على العملات الصعبة، وزيادة عدد رحلات الحجاج المتجهين لأداء مناسك الحج. وبلغ سعر الدولار نحو 47.67 جنيها صباح اليوم، قبل أن يتراجع لأقل من 47.50 جنيها بعد ظهر الخميس.

وكان السعر قد أرتفع أمس الأربعاء، لليوم الثالث على التوالي. وبلغ سعر الدولار في البنك المركزي 47.55 جنيهاً للشراء و47.69 جنيهاً للبيع. ودفعت الهوة الواسعة بين سعري البيع والشراء البنوك المحلية إلى المضاربة على شراء الدولار بأسعار أكثر ارتفاعاً، حيث بلغ سعر شراء الدولار في البنوك 47.76 جنيهاً للشراء و47.77 جنيهاً للبيع.

جاءت الزيادة في سعر الدولار بأغلب البنوك الخاصة، بينما التزمت البنوك الحكومية بأسعار مقاربة من السقف المحدد لها من قبل البنك المركزي، حيث تراوح سعر الشراء للدولار ما بين 47.55 و47.57 جنيهاً و47.67 جنيهاً للبيع. 

وقال محللون ماليون لـ"العربي الجديد" إن تحرك سعر الدولار في البنوك يرجع إلى زيادة الطلب على العملة الأميركية والريال السعودي، مدفوعاً بطلب المسافرين على العملات الصعبة، وزيادة عدد رحلات الحجاج المتجهين لأداء مناسك الحج، وسداد البنك المركزي مبالغ مستحقة لشركات الطيران الدولية كجزء من المتأخرات التي تبلغ 1.8 مليار دولار.

وأشار المحللون إلى اهتزاز ثقة المتعاملين في التغيير الوزاري، الأمر الذي دفع كثيراً من الشركات والأفراد حائزي العملة الصعبة إلى عدم التنازل عنها، لصالح البنوك لحين الانتهاء من تشكيل الحكومة الجديدة. 

تأثيرات بالجنيه المصري

وأوضح الخبراء أن عدم وضوح الرؤية الاقتصادية للحكومة، ومعرفة الشخصيات التي ستتولى المناصب الوزارية المحركة للاقتصاد، بالتوازي مع تراجع عائدات السياحة، مع انتهاء الموسم الشتوي وتوجيه جزء من مدخرات الشركات للإنفاق على السياحة الطاردة، ورحلات الحج، ساهمت في ندرة العرض من الدولار والعملات الصعبة أمام البنوك، بينما ازداد الطلب من جانب الجمهور والمستوردين للمواد الغذائية ومستلزمات التشغيل بالمصانع.  

وارتفع سعر الريال السعودي بالبنوك من متوسط 12.25 جنيهاً الأسبوع الماضي، إلى 12.71 جنيهاً للشراء و12.74 جنيهاً للبيع صباح اليوم الخميس. 

وأقرّت مصر خفضاً جديداً لعملتها أفقدتها أكثر من نصف قيمتها منذ 6 مارس/ آذار الماضي، بالتزامن مع إعلان الحكومة توقيع قرض جديد مع صندوق النقد الدولي، إذ تراجع الجنيه مقابل الدولار من متوسط 30.85 جنيهاً إلى نحو 47 جنيهاً حالياً في البنوك. وقفزت ديون مصر الخارجية من نحو 45.2 مليار دولار عند تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي السلطة عام 2014، إلى 168.04 مليار دولار بنهاية ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي، بزيادة تبلغ نسبتها 271%.

المساهمون