لم تسعف الظروف المناخية غير الملائمة مزارعي المغرب خلال المواسم السابقة، إن كان من حيث نقص التساقطات المطرية والصدمات الحرارية وموجة الحر الاستثنائية، ويخشى المزارعون من تواصل تلك الظروف المناخية مع بدء موسم الزراعة في العام الحالي بعد أربعة مواسم جفاف.
ويعتبر الفني في القطاع الزراعي ياسين أيت عدي أن المزارعين لا ينشغلون فقط في المواسم الأخيرة بالجفاف الذي أضحى متجذراً في المغرب، بل يستحضرون ارتفاع تكاليف الإنتاج من بذور وأدوية ووقود.
ويؤكد في حديث مع "العربي الجديد" أنّ ارتفاع درجات الحرارة مع بداية فصل الخريف، يغذي نوعاً من القلق حول مآل الموسم الزراعي المقبل، بعد موجات الجفاف التي خفضت إيرادات مزارعين، خاصة الصغار والمتوسطين منهم.
ويلاحظ أن ضعف التساقطات المطرية، إذا ما استمر في الموسم الحالي، يمكن أن ينعكس سلباً على الكلأ في المراعي، ما سيضطر مربي المواشي إلى تحمل تكاليف مرتفعة لتأمين الأعلاف، التي لم يستطع مربّون صغار توفيرها في الموسم الماضي، ما دفعهم إلى بيع جزء من الأغنام أو الأبقار.
ويعبر محمد الهاكش، الخبير في القطاع الزراعي، في حديث مع "العربي الجديد"، عن الخوف من أن يؤدّي استمرار الظروف المناخية وغلاء المدخلات إلى تخلي مزارعين عن توفير بعض المزروعات التي تساهم في عدم الارتهان للسوق الخارجية. ويؤكد أن توالي سنوات الجفاف مع استمرار الاعتماد على التصدير رغم تقييده في الموسم الأخير، يفرض إعادة النظر في السياسة الفلاحية بهدف تحقيق هدف السيادة الغذائية.
وتضطلع الفلاحة، حسب المندوبية السامية للتخطيط، بدور مهم في تحديد النمو والتشغيل من خلال مساهمته بنسبة 12 في المائة في القيمة المضافة الإجمالية وتشغيله 39.7 في المائة من العمالة الإجمالية، غير أن المندوبية لاحظت أن القطاع تميّز بالانخفاض المستمر في عدد الأشخاص العاملين، والذي أصبح متكرراً مع الظروف المناخية الصعبة التي تواجه المغرب.
وكشفت وزارة الفلاحة والصيد البحري الأربعاء الماضي عن سياق مناخي صعب، إذ إن مؤشر الغطاء النباتي لهذا الموسم كان أقل بكثير مما سجل على مدى عشرين عاماً. وجاءت التساقطات المطرية في الموسم الحالي ضعيفة وغير منتظمة، إلا أنّها سجلت زيادة بنسبة 21 في المائة مقارنة بالموسم السابق، وانخفاضاً قدره 32 في المائة مقارنة بالموسم العادي.