حذرت السلطات الجزائرية "الشركة الدنماركية للأدوية" العاملة في الجزائر بشأن الإخلال بالتزاماتها حول استكمال سلاسل إنتاج الأنسولين الحيوي محلياً، واتهمتها بممارسة الاحتكار في بيع الأنسولين وخلق توترات تمس بالصحة وسلامة المرضى.
وأعلنت وزارة الصناعة الصيدلانية في الجزائر، قبل يومين، أنّ مختبر "نوفو نورديسك" الناشط في البلاد، "أخلّ بالتزاماته المتعلقة بإنتاج وتموين السوق الوطنية بدواء الأنسولين، حيث لم تقم بذلك على الرغم من مرور 23 عاماً من إعلان هذه الالتزامات، وبدلاً من أن يزوّد الصيدلية المركزية للمستشفيات بالأنسولين المنتج بالشراكة مع صيدال (شركة حكومية جزائرية) وفق عقد وقع عام 2012، لجأ إلى الاستيراد للتغطية على إخلاله بالتزاماته الموثقة".
وأكدت الوزارة أنّ الحكومة الجزائرية كانت قد سمحت مؤقتاً لشركة "نوفو نورديسك" بتزويد السوق بشكل مستمر، عبر برنامج الاستيراد الخاص بها، متهمة الشركة بأنّها "استغلت ذلك لممارسة احتكار بيع دواء الأنسولين".
وقالت إنّ تقارير حكومية وعمليات مراقبة قام بها المرصد الوطني لتوفير المواد الصيدلانية، كشفت عن "وجود ظاهرة الاحتكار والتوتر المستمر، حسب ما تم تسجيله من طرف الفاعلين في السوق، إضافة إلى التنديد الرسمي من الشركاء بشأن البيع المشروط المنتظم الذي تمارسه المصالح التجارية للمختبر المذكور"، ما دفع السلطات، في يناير/كانون الثاني الماضي، إلى توجيه تحذيرات للشركة "للتوقف عن ممارساتها المتعلّقة بالبيع المشروط واحتكار الأنسولين، واتخاذ قرار واضح بشأن رغبتها في الالتزام بالانضمام إلى السياسة الصيدلانية الوطنية، ولا سيما من خلال مشروع مشترك متوازن مع صيدال".
وشهدت الجزائر، خلال الأشهر الماضية، ندرة ونقصاً في دواء الأنسولين وشكاوى كبيرة من قبل المرضى وجمعيات مرضى السكري، ونقابات الصيادلة، حيث تم توجيه نداءات إلى الحكومة والرئيس عبد المجيد تبون للتدخل وإنهاء هذا الوضع.
وذكرت الوزارة أنه تم تذكير الشركة الأجنبية في عام 2019 بالتزاماتها بشأن ضمان إنتاج الأنسولين في الجزائر، حيث تم توقيع مذكرة تفاهم لمشروع مشترك بين مختبر "نوفو نورديسك" ومجمع "صيدال" لإنشاء وحدة إنتاج الأنسولين في بوفاريك (قرب العاصمة الجزائرية)، إلاّ أنّ المشروع لم يتحقق منه سوى وحدة تركيب السيالات المستخدمة لحقن الأنسولين "رغم أنّ الدولة وفرت كل الشروط لإنجاح المشروع، ولا سيما منح امتياز عقار لتجسيده"، معتبرة أنّ "أسوأ ما في الأمر، هو إقدام نوفو نورديسك على تقديم هذا العقار الممنوح بالامتياز من الدولة، كمساهمة لتعزيز حصصها في إطار شراكتها المستقبلية مع المجمع العمومي صيدال".
وقالت وزارة الصناعة الصيدلانية الجزائرية إنّه "بناء على اجتماعات منذ عام 2020 وتقارير مختلفة لصيدال، تبيّن أنّ مطالب نوفو نورديسك غير مقبولة، من طرف صيدال، سواء من الناحيتين الاقتصادية أو القانونية، ولا سيما مسألة تخصيص الأغلبية المطلقة، ومنح صيدال دوراً ثانوياً بأقلية الحصص غير المعارضة"، مضيفة أنّ "هذه الأسباب مجتمعة أدت إلى إخفاق المشروع المشترك".
وحذرت وزارة الصناعة الصيدلانية الشركة الدنماركية من "التلاعب أو تقديم معلومات مضللة"، وشددت على أنّها "تحتفظ باتخاذ تدابير عقابية في حق الشركة الأجنبية، وتحتفظ بالحق في اتخاذ جميع التدابير والسبل المنصوص عليها في التشريع والتنظيم الساري المفعول ضدّ أي شخص طبيعي أو معنوي قد يستخدم التشهير والقذف، أو التلاعب بالرأي العام أو الضغط بما يتعارض مع مصالح الاقتصاد الوطني والحفاظ على صحة مواطنينا".