الجزائر تبعث أنبوب الغاز مع نيجيريا: منافسة حادة مع المغرب

05 فبراير 2021
الحكومة تسعى إلى تعزيز الشراكات في مجال الطاقة (رياض كرامدي/فرانس برس)
+ الخط -

عاد مشروع أنبوب الغاز الطبيعي بين الجزائر ونيجيريا إلى الواجهة من جديد، خلال الفترة الأخيرة، بعدما قبع في أدراج البلدين نحو 14 عاماً، وعلى خلفية تحرك مغربي لإنشاء أنبوب غاز مع نيجيريا.
وقال وزير الطاقة الجزائري عبد المجيد عطار، في مكالمة هاتفية مع "العربي الجديد"، إن "إنشاء مشروع أنبوب غاز بين نيجيريا والمغرب، والذي أثار الكثير من اللغط في وسائل الإعلام، هو مشروع سياسي لا مردودية وجدوى اقتصادية له"، مشددا على أن المشروع يعبر عدّة بلدان، "وكمية الغاز التي ستصل إلى السوق الأوروبية ستكون قليلة، لأنّ كل البلدان التي سيمر عبرها بحاجة إلى الغاز، وبالتالي هذا المشروع غير مبني على أسس اقتصادية".
وبالنسبة لمشروع أنبوب الغاز بين الجزائر ونيجيريا، أكدّ وزير الطاقة الجزائري أنّ "المشروع مهم ويشمل ثلاثة بلدان فقط، هي نيجيريا والنيجر والجزائر، والدول المشاركة في تجسيده نفطية، كما أنّ جزءه الأكبر يمرّ عبر بلادنا، وهو جاهز".

وقال "إن أي غاز لنيجيريا بمجرد دخوله إلى الحدود الجزائرية يعتبر قد وصل إلى أوروبا، بالإضافة لنقطة مهمة أخرى، وهي أن الجزائر ليست بحاجة لغاز نيجيريا، وبالتالي يمكن فقط اقتطاع جزء ضئيل لدولة النيجر.

ويمتد أنبوب الغاز من نيجيريا إلى النيجر ثم الجزائر، لتصدير الغاز إلى السوق الأوروبية، ويبلغ طول الأنبوب نحو 4128 كيلومترا، منها 2310 كيلومترات في الأراضي الجزائرية، ويستهدف نقل 30 مليار متر مكعب من الغاز النيجيري سنويا نحو أوروبا، حسب الاتفاق الموقع سنة 2003 بين الجزائر ونيجيريا.

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، بحث وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم إحياء مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء بين الجزائر وأبوجا مع نظيره النيجيري جيفري أونياما.
ونشر بوقادوم بمناسبة زيارته إلى نيجيريا تغريدة جاء فيها "التقيت أخي جيفري أونياما في أبوجا، وأجرينا مباحثات بناءة لتعزيز العلاقات الثنائية، وتنفيذ مشاريع استراتيجية، خاصة الطريق العابر للصحراء بين الجزائر ولاغوس، وكذا أنبوب الغاز العابر للصحراء وكابل الألياف البصرية".
وفي 2009، تم توقيع اتفاق رسمي بين الجزائر ونيجيريا بمشاركة النيجر لإنجاز المشروع، وبعدها بأربع سنوات أكد رئيس نيجيريا الأسبق، جوناثان غودلاك، قرب بداية العمل بالمشروع بكلفة 20 مليار دولار.
وإلى ذلك، يرى خبير الطاقة مهماه بوزيان أن "الأوضاع الأمنية في شمال نيجيريا في ظل وجود جماعة بوكو حرام، وجماعات إرهابية في دولة النيجر، عرقلت إتمام المشروع وقلصت الاستثمارات النفطية في نيجريا بالموازاة مع تهاوي عائداتها النفطية".

ووفق بوزيان، فإن الأوضاع نفسها "تقف حجر عثرة أمام المشروع بين الرباط وأبوجا، بالإضافة لمشكلة الصحراء الغربية التي لم يتضح بعد هل يمر عبرها الأنبوب أم لا؟ فهي منطقة نزاع بموجب قرارات أممية، ولا يمكن الاستثمار فيها".
واضاف الخبير الجزائري لـ"العربي الجديد"، أن "الجزائر تحوز على شبكة نقل ومصافي تكرير من الجنوب وصولا إلى البحر الأبيض المتوسط، مقارنة بالمغرب، ما يعني تكاليف إنشاء أقل ووقتا أقل، بالإضافة إلى أن الجزائر تريد الاستفادة من شبكة النقل والمصافي وليس من الغاز النيجيري، عكس المغرب".

المساهمون