استمع إلى الملخص
- يخطط الاتحاد الأوروبي لتقديم مساعدات إضافية بقيمة 30 مليار يورو في 2025، تشمل أرباح الأصول الروسية المجمدة، لدعم أوكرانيا في مواجهة التحديات مع روسيا.
- أثارت المساعدات مخاوف بشأن استقرار المنطقة، حيث اعتبرت الصحفية الروسية أولغا بولياكوفا أنها تزيد من حدة الصراع وتؤثر على الاقتصادات المجاورة.
وصل حجم التمويل الغربي لأوكرانيا منذ فبراير/شباط 2022 وحتى بداية ديسمبر/ كانون الأول الحالي إلى 238.5 مليار دولار، وهو ما يمثل تقريباً 87% من نفقات الميزانية الأوكرانية خلال هذه الفترة، وفقاً لحسابات وكالة الأنباء الروسية ريا نوفوستي، أمس الأحد، استناداً إلى معلومات وزارة المالية الأوكرانية. وقد بلغت نفقات الميزانية الأوكرانية في عامي 2022 و2023 حوالي 193.3 مليار دولار، بينما جرى تخصيص 81.3 مليار دولار لعام 2024، ليصل إجمالي النفقات خلال السنوات الثلاث إلى 274.6 مليار دولار.
وعلى الرغم من هذا الدعم الكبير، فإن التمويل الغربي لأوكرانيا يقل بنسبة 43% عن المبلغ الذي جرى التعهد به، وهو 416 مليار دولار، بينما جرى تسليم 238.5 مليار دولار فقط. ويعود الجزء الأكبر من هذا النقص إلى المساعدات المالية، حيث جرى التعهّد بتقديم نحو 240 مليار دولار، ولكن جرى تسليم أقل من نصف هذا المبلغ. فيما يتعلق بالمساعدات العسكرية، حصلت أوكرانيا على 75% من المبلغ الموعود والبالغ 176 مليار دولار.
تصدّرت الولايات المتحدة قائمة المانحين لأوكرانيا خلال السنوات الثلاث الماضية، بمبلغ 95.2 مليار دولار، حيث شكّلت المساعدات العسكرية ثلثي هذا المبلغ، بينما ذهب الثلث المتبقي لتمويل الميزانية. كما قدم الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء مساعدات مالية وعسكرية لأوكرانيا بقيمة 94.2 مليار دولار، حيث ساهم الاتحاد الأوروبي بمبلغ 40.5 مليار دولار لتمويل الميزانية الأوكرانية، بينما قدمت الدول الأعضاء، وخاصة ألمانيا، 3.1 مليارات دولار إضافية.
ورغم أن الاتحاد الأوروبي لم يقدم مساعدات عسكرية مباشرة، فإن الدول الأعضاء قدمت لأوكرانيا مساعدات عسكرية بقيمة 50.8 مليار دولار. ومن بين الدول التي ساهمت في هذا التمويل كانت ألمانيا (11.9 مليار دولار) والدنمارك (7.5 مليارات دولار) وهولندا (6.3 مليارات دولار) والسويد (4.8 مليارات دولار).
وتأتي المملكة المتحدة في المرتبة الثالثة بين أكبر المانحين بمبلغ 13.4 مليار دولار، منها 10.8 مليارات دولار للمساعدات العسكرية، و2.6 مليار دولار للمساعدات المالية. كما قدم صندوق النقد الدولي قروضاً لأوكرانيا بقيمة 11.4 مليار دولار، بينما قدمت كندا 7.8 مليارات دولار أخرى. وتضم قائمة أكبر عشرة مانحين أيضاً اليابان (6.7 مليارات دولار)، والبنك الدولي (5.3 مليارات دولار).
استمرار التمويل الغربي لأوكرانيا في 2025
وأعلن الاتحاد الأوروبي مؤخراً، أنه يعتزم تقديم مساعدات لأوكرانيا بقيمة 30 مليار يورو في عام 2025، وذلك ضمن جهود دعم البلاد في مواجهة التحديات الناجمة عن الصراع مع روسيا. وتشمل هذه المساعدات 18.1 مليار يورو من الأرباح الناتجة عن الأصول الروسية المجمدة. وذلك وفقاً لما ذكرته وكالة "تاس" في وقت سابق.
وقال مسؤول رفيع في الاتحاد الأوروبي، خلال مؤتمر صحافي في بروكسل، قبيل انعقاد قمة الاتحاد المقررة في 19 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، إن التزام الاتحاد بتقديم الدعم المالي لأوكرانيا لا يزال قوياً، مشيراً إلى أن المساعدات ستتضمن 12.5 مليار يورو إضافية من صندوق الاتحاد الأوروبي. وأضاف المسؤول الأوروبي، الذي لم تذكر الوكالة اسمه، أن هذا المبلغ يأتي إضافة إلى 130 مليار يورو قُدمت لأوكرانيا منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية.
كما شدد المسؤول الأوروبي على أهمية استمرار الدعم الأوروبي لأوكرانيا في هذا الوقت الحرج، مؤكداً ضرورة مواصلة المساعدات العسكرية وتعزيز أمن الطاقة، بالإضافة إلى الضغط على روسيا من خلال العقوبات. وأكد أن موقف الاتحاد الأوروبي يتمثل في ضرورة أن تكون أوكرانيا هي صاحبة القرار في مستقبلها، دون اتخاذ أي قرارات بشأنها دون مشاركتها.
من جانبها وصفت الصحفية الروسية، أولغا بولياكوفا، المساعدات العسكرية والمالية التي تتلقاها أوكرانيا من الغرب بأنها أدت إلى زيادة حدة الصراع، مما يثير مخاوف بشأن استقرار المنطقة وأمنها، مشيرة في تصريحات لـ"العربي الجديد" إلى أن "هذا الدعم ينظر له على أنه تحدٍّ مباشر لروسيا، مما يؤدي إلى تصعيد التوترات وزيادة الصراع. هذا التصعيد لا يؤثر فقط في أوكرانيا، بل قد يتسبب أيضاً في إلحاق الضرر بالاقتصادات المجاورة، وزيادة التوترات الجيوسياسية في المنطقة"، بحسب وصفها.