يواجه أصحاب المنازل الأميركيون الذين يتعاملون بالفعل مع الأحوال الجوية القاسية خطر اختفاء التأمين على مساكنهم، خاصة في المناطق الساحلية.وقد خفضت الشركات الخاصة التغطية بشكل متزايد، وخلصت إلى أن المخاطر والخسائر المحتملة التي يهدد بها تغير المناخ تفوق الأرباح المحتملة.
ورفعت شركات التأمين أقساط التأمين بنسب كبيرة في بعض الولايات الأميركية. وإضافة إلى الفيضانات تواجه شركات التأمين كذلك مخاطر التكيف مع حرائق الغابات في عالم دافئ، وذلك وفقاً لتقرير بمجلس العلاقات الخارجية الأميركي.
وفي العام الماضي 2022، بلغ إجمالي الأضرار الناجمة عن الطقس أكثر من 165 مليار دولار في الولايات المتحدة.
وتشير تقديرات شركة إعادة التأمين "سويس ري" إلى أنه بحلول عام 2050، وفي ظل سيناريو، أن يزيد متوسط درجة الحرارة العالمية بمقدار درجتين مئويتين (3.6 درجات فهرنهايت) فقط، يمكن أن ينخفض الناتج المحلي الإجمالي بالولايات المتحدة بما يقرب من 7 في المئة.
ويقدر مكتب البيت الأبيض للإدارة والميزانية (OMB)، أن تغير المناخ يمكن أن يقلل الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة بنسبة تصل إلى 10 بالمائة بحلول عام 2100.
ويعول المواطنون في أميركا والدول الغربية على شراء المساكن كاستثمار آمن لبناء الثروات العائلية، حيث تمثل المنازل التي يشغلها مالكوها نحو ربع صافي ثروة الأسر في الولايات المتحدة.
لكن المخاطر الجديدة التي يحملها التغير المناخي من فيضانات وحرائق بالغابات باتت تهدد أسعار المساكن التي تتحمل تكاليف تأمين مرتفعة، إذ تتراجع أسعار المساكن بسرعة وبنسبة كبيرة في بعض المناطق الساحلية، وحسب تقرير مجلس العلاقات الخارجية، وهو معهد بحثي، يمكن أن تتحول المنازل من مصنع للثروة للعائلات إلى دمار لثرواتهم، بسبب ارتفاع كلفة التأمين، وقد يقرر بعض أصحاب المساكن عدم الإنفاق على التأمين، مما يجعلهم عرضة لخسارة اقتصادية كبيرة في أعقاب وقوع أية كارثة.
ويقول التقرير إن أكثر من 65% من الأميركيين يملكون منزلاً خاصاً بهم وبالنسبة للكثيرين، فإن منزلهم هو أغلى ما يملكونه. ووفقًا لمسح أجراه معهد معلومات التأمين، فإن 88 بالمائة فقط من مالكي المنازل في الولايات المتحدة يشترون خدمة التأمين على الممتلكات. وهو ما يعني أن هنالك عدداً كبيراً من المساكن غير مؤمن عليها.
وتتقاضى شركات التأمين الخاصة أقساطًا تحدد سعرًا للمخاطر، وكلما زادت المخاطر التي يتعرض لها العقار ارتفع قسط التأمين، وإذا أصبحت المخاطر كبيرة جدًا يمكن لشركات التأمين أن ترفض كتابة بوليصة التأمين تمامًا، أو يمكنهم السعي لرفع قسط التأمين.
وأدى تغير المناخ إلى حدوث ظواهر جديدة غير مألوفة، مثل موجات حارة أطول تؤدي إلى ثني المعادن وارتفاع مستوى سطح البحر الذي يغرق المنازل والرياح العاتية التي تمزق أسطح المنازل والجفاف الأعمق الذي يقطع ممرات الأسفلت، وحرائق الغابات التي تمحو مجتمعات بأكملها في ساعات.