يخشى تجار التجزئة في جميع أنحاء أوروبا أن يكون النشاط التجاري قبيل عيد الميلاد هو الأسوأ خلال عقد من الزمان على الأقل، حيث تتناقص أعداد المتسوقين، في حين أنّ تكاليف ممارسة الأعمال التجارية لا تظهر أي علامة على التراجع، ما يؤدي إلى تقلص هوامش أرباح التجار والشركات.
ويأتي ذلك بعد إقبال باهت على تخفيضات يوم "الجمعة السوداء" في كل من الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، بسبب الغلاء والضرائب والفواتير المتصاعدة.
وقد أدى التضخم الذي تجاوز 10 في المائة إلى إضعاف القوة الشرائية للمستهلكين، كما أنّ ثقتهم هي أيضاً قريبة من الأكثر كآبة على الإطلاق، حيث تضاف فواتير الطاقة المرتفعة إلى تكلفة المعيشة المتصاعدة.
وبدأ المستهلكون التسوق في عيد الميلاد في وقت مبكر من هذا العام، ولا يزال الكثيرون على استعداد للتسوق يوم "الجمعة السوداء". ومع ذلك، قد يكون لدى بعض المستهلكين أولويات أخرى، حيث تعمل ويلز وإنكلترا وهولندا وبولندا جميعاً يوم الجمعة في كأس العالم.
توقعت دراسة أجرتها "غلوبال داتا فور فاوتشر كودز" أن ينفق البريطانيون 8.7 مليارات جنيه إسترليني (10.5 مليارات دولار) خلال عطلة نهاية أسبوع "الجمعة السوداء"، التي بدأت أمس الجمعة وتنتهي الإثنين المقبل، بزيادة 0.8% على أساس سنوي، لكنها تخفي انخفاضاً كبيراً في الأحجام لمجرد احتساب معدل التضخم. (الدولار = 0.8273 إسترليني).
كما يُظهر بحث أجرته الشركة الاستشارية "ماكينزي" أنّ رُبع المستهلكين في المملكة المتحدة قاموا بالفعل بالتسوق لعيد الميلاد، بينما يخطط حوالي واحد من كل 10 للقيام بمعظم التسوق في يوم "الجمعة الأسود".
وأفادت "آيديلو" Idealo، وهي بوابة إلكترونية أوروبية لمقارنة الأسعار، بأنّ 65 في المائة من المتسوقين الإيطاليين عبر الإنترنت مستعدون لشراء منتج خلال الحدث. وفي فرنسا، يخطط 70 في المائة للتسوق في يوم "الجمعة السوداء"، وفقاً لبحث أجرته شركة "برايس ووتر هاوس فرانس".
ومع ذلك، فإنّ الإسبان أقل حرصاً، حيث يخطط 24 في المائة فقط من المتسوقين للاستفادة من صفقات "الجمعة السوداء" للحصول على السبق في التسوق في عيد الميلاد، وفقاً لـ"الجمعية الإسبانية لشركات السلع الاستهلاكية الجماعية".
وفي الولايات المتحدة، توقع "الاتحاد الوطني للبيع بالتجزئة" ارتفاع مبيعات العطلات بوتيرة أبطأ هذا العام، بينما توقعت "أمازون" أبطأ نمو في الإيرادات لأي فترة عطلة منذ سنوات.
وحثت مبادرة "مايك أمازون باي" عمال مواقع "أمازون" في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا، على الإضراب في يوم "الجمعة السوداء"، من أجل الضغط باتجاه تحسين أجورهم.
كبير الإداريين التجاريين في متجر التجزئة للأجهزة الكهربائية الاستهلاكية "كاريز إيه أو ورلد" البريطاني، إد كونولي، قال لراديو "بي بي سي": "نشهد تغييراً كبيراً في السلوك، ونرى الناس يعطون الأولوية لأشياء مثل المنتجات المحلية الأساسية".