البنك الدولي: قطاع الشحن لا يزال متقلّباً وأغلبية الموانئ تأثرت بالاضطرابات

06 يونيو 2024
موانئ العالم ما زالت تتعرض لضغوط ، قينغداو في الصين 6 يونيو 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- البنك الدولي يشير إلى استمرار تقلبات أداء الموانئ العالمية في 2023 رغم تراجع التحديات الصحية، مع تأثرها بالاضطرابات الإقليمية وتميز موانئ شرق وجنوب شرق آسيا في مؤشر أداء موانئ الحاويات العالمي.
- المؤشر العالمي لأداء موانئ الحاويات يهدف لتحديد مجالات التحسن والتطوير، مؤكدًا على أهمية مرونة وكفاءة الموانئ للأسواق العالمية والتنمية الاقتصادية، مع نقل أكثر من 80% من تجارة البضائع عبر البحر.
- تسليط الضوء على أهمية الاستثمار في الموانئ لتعزيز قدرتها على مواجهة الأزمات وتبني التكنولوجيا الجديدة والبنية التحتية الخضراء، مع تحقيق تحسينات ملحوظة في أداء موانئ مثل فيزاخاباتنام الهندي ودار السلام في تنزانيا.

أكد البنك الدولي أنّ أداء الموانئ في كل أنحاء العالم يتأثر بالاضطرابات الإقليمية، موضحاً أنّ قطاع الشحن لا يزال متقلّباً رغم تراجع التحديات المرتبطة بالأزمة الصحية في 2023.

وأفاد البنك الدولي، اليوم الخميس، بأنّ أحدث مؤشر عالمي لأداء موانئ الحاويات (CPPI)، كشف أن أداء موانئ شرق وجنوب شرق آسيا كان متميزاً في العام 2023، حيث جاء تصنيفها الـ13 من بين أفضل 20 مركزًا. وبيّن أنّ الإصدار الرابع من المؤشر، الذي أعده بمعية وحدة معلومات الأسواق التابعة لمؤسسة ستاندرد أند بورز العالمية، يعتمد على أكبر مجموعة بيانات على الإطلاق.

ويتعلق الأمر بأكثر من 182 ألف عملية وصول وتحميل وتفريغ للسفن في الموانئ، و238.2 مليون عملية نقل، وحوالي 381 مليون وحدة شحن تعادل عشرين قدماً على مدار عام 2023 بأكمله. ويضع المؤشر العالمي لأداء موانئ الحاويات تصنيفات لما يبلغ 405 موانئ عالمية حسب الكفاءة، مع التركيز على مدة بقاء سفن الحاويات في الميناء.

ويتمثل الهدف الرئيسي لهذا المؤشر في تحديد مجالات التحسن والتطوير لتحقيق المنافع المرجوة للعديد من أصحاب المصلحة والأطراف المعنية في النظام التجاري العالمي وسلاسل الإمداد، من الموانئ إلى خطوط الشحن والحكومات الوطنية والمستهلكين.

ولاحظ البنك أنه يتم نقل أكثر من 80% من تجارة البضائع عن طريق البحر، ما يدفعه إلى التشديد على أن مرونة الموانئ وقدرتها على الصمود في مواجهة الصدمات، وكفاءتها وأداءها العام، تمثل جميعها أهمية كبرى للأسواق العالمية والتنمية الاقتصادية. وذهبت المؤسسة المالية الدولية إلى أن التقرير الجديد يؤكد أن الاضطرابات الإقليمية أثرت على أداء الموانئ في كل مكان في العالم.

ويعتبر مارتن همفريز، كبير الخبراء الاقتصاديين في قطاع النقل بالبنك الدولي أنه "على الرغم من تراجع التحديات الناجمة عن جائحة كورونا وتداعياتها في العام 2023، لا يزال قطاع الشحن بالحاويات متقلباً ولا يمكن التنبؤ بأحواله وآفاقه". وشدد على أنه "من الضروري بالنسبة للموانئ الرئيسية الاستثمار في تعزيز القدرة على الصمود في مواجهة الصدمات والأزمات والتكنولوجيا الجديدة والبنية التحتية الخضراء لضمان استقرار الأسواق العالمية واستدامة صناعة النقل البحري".

ولفت إلى أنّ 57 ميناءً جديداً شملها المؤشر العالمي لأداء موانئ الحاويات 2023، بما في ذلك ميناء موجة في إستونيا، وميناء الدقم في سلطنة عمان، بالإضافة إلى العديد من الموانئ البارزة التي شهدت تغييرات كبرى. وقد تفوّق أداء أحد الموانئ الهندية الكبرى وهو ميناء فيزاخاباتنام ليكون بين العشرين ميناءً الأعلى أداءً. وعلى الرغم من تصنيفه المنخفض نسبياً، تمكن ميناء دار السلام في تنزانيا من خفض أوقات وصول السفن بنسبة 57%.

وقال تورلوش موني، رئيس وحدة معلومات وتحليلات الموانئ بمؤسسة ستنارد آند بورز العالمية، بمناسبة صدور التقرير، إن "الوعي والتركيز يتزايدان على بناء قدرة البوابات البحرية على المرونة والصمود في مواجهة الصدمات، فضلاً عن زيادة كفاءتها وزيادة فهم الأثر السلبي لتأخير أعمال الموانئ على التنمية الاقتصادية".

وتعني طبيعة عمليات الشحن بالحاويات التي تتسم بالترابط والتداخل أن التأثير السلبي لضعف أداء الميناء يمكن أن يمتد إلى ما وراء هذا الميناء، ليعطل الجداول والترتيبات الزمنية بأكملها، وهو ما يزيد من تكلفة الواردات والصادرات، ويحد من القدرة التنافسية، ويعوق النمو الاقتصادي وجهود الحد من الفقر".

وحصل ميناء يانغشان الصيني على المركز الأول للعام الثاني على التوالي،  ضمن الموانئ الأفضل أداءً، في حين احتفظ ميناء صلالة العماني بالمركز الثاني. وصعد ميناء قرطاجنة في كولومبيا إلى المركز الثالث. واستقر ميناء طنجة المتوسط المغربي في المركز الرابع، وحقق ميناء تانجونغ بيليباس في ماليزيا المركز الخامس، ضمن أهم موانئ العالم.