في ساحة بوشكين وسط العاصمة الروسية، اصطف مئات من سكان موسكو وضيوفها، جلهم من الشباب، يوم الأحد الذي يصادف العيد الوطني الروسي، في طابور أمام الفرع التاريخي لسلسلة "ماكدونالدز" العالمية للمأكولات السريعة، مترقبين إعادة افتتاحه بعد إغلاق استمر لبضعة أشهر، ولكن هذه المرة تحت اسم جديد وهو "فكوسنو إي توتشكا" ("لذيذ ونقطة") بعد أن اشتراه مستثمر روسي، عقب انسحاب الشركة الأميركية من السوق الروسية على خلفية الحرب في أوكرانيا.
واللافت أن هذا الفرع الأشهر في روسيا والذي رمز افتتاحه عام 1990 في نهايات الحقبة السوفييتية لصفحة جديدة في تاريخ البلاد وانفتاحها على العالم، يدشن اليوم عودة روسيا إلى انعزالها عن الغرب بعد تعليق حركة الطيران مع عشرات الدول وانسحاب الشركات والعلامات التجارية العالمية واحدة تلو الأخرى.
ولم يرصد "العربي الجديد" خلال جولة داخل المطعم أي تغييرات تذكر طرأت على تصميمه بعد إعادة افتتاحه باستثناء حذف بادئة "ماك" من أسماء كافة المأكولات واستبعاد وجبة "بيج ماك" من القائمة في ظل وضع شركة "ماكدونالدز" عند انسحابها شرط عدم استخدام أي من رموزها الرئيسية في العلامة التجارية الجديدة.
وأبدى المصطفون في الطابور والمارة في محيط ساحة بوشكين ممن تحدث إليهم "العربي الجديد" تفاؤلاً بإعادة افتتاح مطاعم "ماكدونالدز"، سواء من جهة حفاظ العاملين بها على وظائفهم أو تقديم وجبات بأسعار عقلانية للرواد أو تمكن بلادهم من توفير بدائل لمواطنيها بعد انسحاب الشركات العالمية.
وتحت شعار "الاسم يتغير، والحب يبقى" تفتح فروع "ماكدونالدز" على نحو تدريجي أبوابها أمام الرواد تحت العلامة التجارية الجديدة "فكوسنو إي توتشكا" والتي لم يتم الكشف عن تسميتها إلا في آخر لحظة اليوم، بعد أن استحوذ رجل الأعمال الروسي ألكسندر غوفور على سلسلة المطاعم في روسيا.
وفي مؤتمر صحافي عقد داخل فرع المطعم في ساحة بوشكين، أعرب غوفور عن عزمه ألا يعيد افتتاح جميع الـ850 مطعماً تابعاً لـ"ماكدونادز" فحسب، بل زيادتها إلى ألف، مؤكداً انحيازه لمراقبة الجودة والوفاء بالالتزامات أمام جميع العاملين بالشركة في روسيا والبالغ عددهم نحو 51 ألفاً.
ومنذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط الماضي، أعلنت شركات عالمية عدة عن تعليق أعمالها في السوق الروسية، ومن بينها شركات "إكيا" و"ماكدونالدز" و"كوكا كولا" و"إتش آند إم" و"بوس" و"تومي هيلفيغر" و"مرسيدس" و"بي إم دبليو" وغيرها.
وكانت "ماكدونالدز" من أولى الشركات التي أعلنت عن حسم أمرها في مسألة الانسحاب من السوق الروسية وبيع أصولها في البلاد مع مواصلة العمل تحت علامة جديدة، معتبرة أن استمرار العمل في روسيا غير مجد ويتعارض مع قيم الشركة.