البدائل المتاحة لأوروبا بعد قطع روسيا إمدادات الغاز عنها

03 سبتمبر 2022
كانت روسيا تزوّد أوروبا بنحو 40% من احتياجاتها من الغاز (Getty)
+ الخط -

قالت شركة "غازبروم" الروسية إن خط "نورد ستريم 1" سيخضع لمزيد من أعمال الصيانة، الأمر الذي يعمّق المصاعب التي تواجه أوروبا في الحصول على احتياجاتها من الوقود.

وجاء قرار غاز بروم أمس قبل يوم من حلول أجل استئناف تدفقات الغاز الطبيعي عبر خط الأنابيب "نورد ستريم 1" الذي يوصل الغاز الروسي إلى ألمانيا، حيث كانت الشركة تنفّذ بالفعل أعمال صيانة في الخط في الفترة من 31 أغسطس/آب إلى الثاني من سبتمبر/أيلول، ما أثار مخاوف بشأن الإمدادات لأوروبا قبل بداية فصل الشتاء إذا مُدِّد وقف الضخ.

وقلّصت روسيا التدفقات عبر الخط إلى 40% في يونيو/حزيران و20% في يوليو/تموز.

وقطعت أيضاً الإمدادات عن عدة دول أوروبية مثل بلغاريا والدنمارك وفنلندا وهولندا وبولندا، وخفّضت التدفقات عبر خطوط أنابيب أخرى منذ إطلاق ما تسميه "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا.

وفي ما يأتي إيضاح لخيارات أوروبا: 

* ما الطرق الرئيسة لنقل لغاز الروسي إلى أوروبا؟

في العادة تزود روسيا أوروبا بنحو 40% من احتياجاتها من الغاز، معظمها عبر خطوط أنابيب. وبلغت الإمدادات في العام الماضي نحو 155 مليار متر مكعب.

ومن طريق أوكرانيا، يصل الغاز إلى النمسا وإيطاليا وسلوفاكيا ودول أخرى في أوروبا الشرقية. وأغلقت أوكرانيا خط الأنابيب "سوخرانوفكا" الذي يمر في الأراضي التي تحتلها روسيا في شرق البلاد.

وتسعى الدول الأوروبية لإيجاد إمدادات بديلة، ويشمل ذلك بعض الغاز الروسي الذي أوقفت موسكو ضخه بعد رفض طلب روسيا دفع الثمن بالروبل.

وما زالت دول أخرى، من بينها ألمانيا، في احتياج إلى الغاز الروسي وتحاول إعادة ملء مستودعاتها قبل حلول الشتاء.

وتشمل الطرق البديلة إلى أوروبا، التي لا تمر عبر أوكرانيا، خط الأنابيب "يامال-أوروبا" الذي يمر عبر روسيا البيضاء وبولندا إلى ألمانيا.

وتبلغ طاقة خط "يامال-أوروبا" 33 مليار متر مكعب، أي نحو سُدس صادرات الغاز الطبيعي الروسية لأوروبا. ومنذ بداية العام الجاري عُكسَت التدفقات لتكون إلى الشرق بين ألمانيا وبولندا.

وفرضت موسكو عقوبات على مالك الجزء البولندي من الخط "يامال-أوروبا". ومع ذلك، قال وزير المناخ البولندي إن بإمكان بلاده أن تستخدم الخط دون عكس تدفق الغاز في الخط.

وفي ما يتصل بـ"نورد ستريم 1"، ألقى الكرملين باللوم على العقوبات الغربية في التأخير في عودة معدات خاصة بالخط أُرسلت إلى كندا للصيانة.

* ما خيارات توريد الغاز المتاحة أمام أوروبا؟

بعض البلدان لديها خيارات إمداد بديلة وشبكة غاز أوروبية متصلة ببعضها بحيث يمكن تقاسم الإمدادات، على الرغم من أن سوق الغاز العالمية كانت شحيحة حتى قبل الأزمة الأوكرانية.

وقد تستورد ألمانيا، أكبر مستهلك للغاز الروسي في أوروبا، التي أوقفت التصديق على خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2" الجديد القادم من روسيا بسبب حرب أوكرانيا، الغاز من بريطانيا والدنمارك والنرويج وهولندا عبر خطوط أنابيب.

وتعمل النرويج، ثاني أكبر مورد للغاز في أوروبا بعد روسيا، على زيادة الإنتاج لمساعدة الاتحاد الأوروبي في تحقيق هدفه المتمثل بإنهاء الاعتماد على الوقود الأحفوري الروسي بحلول عام 2027.

وأبرمت شركة "سنتريكا" البريطانية اتفاقاً مع شركة "إكوينور" النرويجية لزيادة الإمدادات في فصول الشتاء الثلاثة المقبلة. ولا تعتمد بريطانيا على الغاز الروسي ويمكنها أيضاً التصدير إلى أوروبا عبر خطوط الأنابيب.

ويمكن جنوبي أوروبا استقبال الغاز الأذربيجاني عبر خط الأنابيب العابر للبحر الأدرياتيكي إلى إيطاليا وخط أنابيب الغاز الطبيعي عبر تركيا.

وقالت الولايات المتحدة إنها تستطيع توريد 15 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال إلى الاتحاد الأوروبي هذا العام.

لكن مصانع الغاز الطبيعي المسال الأميركية تنتج بكامل طاقتها، وسيؤدي انفجار وقع في محطة تصدير الغاز الطبيعي المسال الرئيسة في تكساس إلى بقائها معطلة حتى أواخر نوفمبر/تشرين الثاني.

ولدى محطات الغاز الطبيعي المسال في أوروبا قدرة محدودة أيضاً على توريد كميات إضافية، على الرغم من أن بعض الدول تقول إنها تبحث عن طرق لزيادة الواردات والتخزين.

وألمانيا من بين أولئك الذين يرغبون في بناء محطات جديدة للغاز الطبيعي المسال، وتخطط لبناء اثنتين في غضون عامين فقط.

وقالت بولندا، التي تعتمد على روسيا في نحو 50% من استهلاكها من الغاز أو نحو عشرة مليارات متر مكعب، إنها تستطيع الحصول على الغاز عبر وصلتين مع ألمانيا. وسيُفتتح خط أنابيب جديد يسمح بتدفق ما يصل إلى عشرة مليارات متر مكعب من الغاز سنوياً بين بولندا والنرويج في أكتوبر/تشرين الأول. وجرى تشغيل وصلة غاز جديدة بين بولندا وسلوفاكيا الأسبوع الماضي.

وتريد إسبانيا إحياء مشروع لبناء خط ثالث للغاز عبر جبال البرانس، لكن فرنسا قالت إن محطات الغاز الطبيعي المسال الجديدة، التي يمكن أن تكون عائمة، ستكون خياراً أسرع وأرخص من عمل خط أنابيب جديد.

خيارات بديلة

يمكن بعض الدول أن تسعى لسد الفجوة في إمدادات الطاقة من خلال اللجوء لواردات الكهرباء عبر الموصلات من جاراتها أو من خلال تعزيز القدرة على توليد الكهرباء من الطاقة النووية أو الطاقة المتجددة أو الطاقة الكهرومائية أو الفحم.

ويتراجع حجم المتاح من الطاقة النووية في بلجيكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا مع تعرّض المحطات في هذه الدول لانقطاعات مع تقادمها أو وقف تشغيلها أو خروجها من الخدمة. وانحسرت مستويات المياه هذا الصيف بسبب قلة الأمطار وموجة الحر.

وتسعى أوروبا للابتعاد عن استخدام الفحم لتلبية أهداف المناخ، لكن أُعيد تشغيل بعض المصانع منذ منتصف عام 2021 بسبب ارتفاع أسعار الغاز.

واتفق وزراء الطاقة على أنه يتعين على جميع دول الاتحاد الأوروبي خفض استخدام الغاز طوعاً بنسبة 15% اعتباراً من أغسطس/آب إلى مارس/آذار، مقارنة بمتوسط الاستهلاك السنوي خلال الفترة من 2017 إلى 2021، وطرحوا أهدافاً على مستوى الاتحاد الأوروبي لتخزين الغاز.

وأطلقت ألمانيا المرحلة الثانية من خطتها الطارئة ذات المراحل الثلاث، وحثّت الشركات والمستهلكين على توفير الغاز لتجنب الاضطرار إلى ترشيد الاستهلاك قسراً.

وقال وزير الطاقة الهولندي إن من الممكن اللجوء إلى حقل "خرونينجن" الهولندي، لمساعدة الدول المجاورة في حال القطع الكامل للإمدادات الروسية، لكن زيادة الإنتاج قد تسبب حدوث زلازل.

(رويترز)

المساهمون